حوار / راضي المترفي
د نجاح عرنجي ..
. بعد الحرب وتفشي داعش وفرض قانون قيصر انهارت سوريا
. لم يبقى في سوريا سوى الأرامل والأيتام وذوو الإعاقة النفسية
. منذ صغري وانا انتظر العطلة المدرسية لاذهب الى قريتي
. العراق بلد أحببته منذ نعومة اظفاري
سوريا مثل كل البلدان العربية التي هبت عليها زوابع وعواصف ما يسمى بالربيع العربي لكنه تحول في الشام الى زلزال عصف بالبلد فحوله الى اطلال ودفع بأهله الى الهجرة والتغرب الى كل منافي العالم بعد أن زحفت عليه فلول الإرهاب من كل جحور الظلام محملة بكل حقد وظلامية وبغض للجمال مدفوعة بالمال والسلاح العربي لا لشيء انما فقط لتخريب بلد جميل أمن تنفيذا لرغبة هذا الأمير أو ذاك الحاكم ، ومن الذين عاشوا المعاناة وحملوا المأساة مضاعفة الطبيبة الشاعرة نجاح حسين العرنجي التي تفرقت عائلتها بين المنافي حتى اتعبها البحث عنهم وهي تتنقل من بلد لآخر وهي اليوم في العراق علها تحضى بخبر مؤكد عن بلد هجرة ابنتها الأخير لتطمئن على وجودها ونجاح هي ..
نجاح حسين العرنجي خريجة أدب انكليزي
دبلوم لغة إشارة وخبيرة لغة الاشارة في وزارة العدل
دكتوراة بتأهيل النطق من جامعات السويد
عضو الأكاديمية الطبية السورية
أمين سر جمعية الموهبة والإبداع
مدير عام مجلة البنفسج
محاضرة بالمراكز الثقافية
مدربة ل معلمات ومدربات حالات التوحد
الشلل الدماغي
المتخلفين عقليا
وتاهيل زاريع القوقعة
معالجة ومدربة في العلاج الطبيعي الفيزيائي
وإضافة لحملها هذا المؤهل الإنساني فهي شاعرة تحاول إيصال معاناتها وماساة بلدها من خلال القوافي ولنا معها هذا الحوار اليوم ..
.كيف كانت سورية قبل الحرب وكيف أصبحت بعده؟
. منذ بداية نشوء المدن السورية على ضفاف نهر بردى ، والعاصي ، والفرات ، و الكبير الشمالي ،وبقية الأنهار التي تنبع او تعبر الأراضي السورية وهي جنة الله على الأرض حيث الزراعة تغطي حاجة البلد ويتم التصدير الى باقي الدول والمدن الصناعية توفر الحاجات والأغذية والأدوية وكل متطلبات الحياة الرغيدة.. سوريتي قبل الحرب تنعم باقتصاد جيد وموفورة ميزانيتها التي تعتمد على السياحة الداخلية والخارجية ..
اما بالنسبة للحركة العمرانية فهي مزدهرة والمسكن جميل وبناؤه على الطراز الحديث
دخل الفرد يكفيه ويدخر من راتبه بسبب توفر الحاجات ورخص اسعارها.. ومن لا يملك وظيفة في الدولة هناك اعمال حرة.. وتجارة.. وزراعة مزدهرة..
سوريتي كانت من اجمل البلاد واهلها من اسعد البشر .لذلك نرى الزائر يستمتع كثيرا بزيارته ويتمنى ان يكون له مسكن دائم في سورية…
اما بعد اندلاع الحرب وتفشي داعش بين المدن ..والقصف العشوائي والتدمير والخراب الذي لحق بالاراضي الزراعية وتدمير المدن وظهور تجار الحرب والفاسدين.. وكذلك الحصار الإقتصادي ..وقانون قيصر ..انهارت سورية وانهار الإقتصاد.. وساد الفقر والجوع والتشرد والهجرة… وفي بداية عام 2023 / 6/2 بدات الزلازل فانهارت معظم المدن الساحلية الجميلة المباني والحقول والحدائق الوارفة وتحولت سوريتي إلى بلد منكوب جراء الحرب والكوارث الطبيعية…ومن بقي من العوائل اصبح يعيش على المساعدات الخارجية…
سوريتي دمرتها الحرب والزلازل… شبابها استشهدوا في الحرب… وبعضهم. هاجر…
لم يبق في سوريتي سوى الارامل والايتام وذوي الإعاقات النفسية بسبب الحرب والفقر والجوع. والتشرد…
نسأل الله الفرج… وأن تهدأ ثورة الزلازل ويستقر الوضع لنعود إلى ديارنا التي كانت بالعز والخير والياسمين عامرة واليوم اصبحت قفارا…
. هل علمتك الحرب الترحال ؟
. انا بطبعي احب تغيير الاماكن والتنزه وأعشق البحر والجبل ..اجالس الضفاف والشطآن ..واتحدث إلى العصافير والفراشات في حقول القمح وبساتين الرمان واللوز ..
وقد نشأت في بيئة تحب السفر والترحال
كان والدي ووالدتي من هواة السفر القصير ..فمثلا هناك بعض الطقوس المتعارف عليها في سورية الا وهي ان جميع العوائل تخرج وتسافر يوم الجمعة وفي الاعياد إلى الجبل او البحر او على ضفاف الأنهار حيث الطبيعة الخلابة. وأماكن الإقامة المريحة والأجواء الجميلة…
فمنذ،صغري وانا انتظر العطلة المدرسية كي أذهب مع الأسرة إلى قريتي الجميلة (الكافات ) او نسافر الى احدى المدن الساحلية
أما في فترة الحرب فكان الجميع يبحث عن الترحال إلى اي بلد لا يوجد في حرب ولا دمار ولا حصار… .وانا أنشد الهدوء والإطمئنان والسلام.. لذلك تراني اسافر كثيرا..
. ماهي قصة رحيل ابنتك ؟
. ابنتي محامية شابة متخرجة من كلية الحقوق جامعة دمشق… في عام 2012 في اوج الأزمة والحرب..
وتعمل بالمحاماة وهي مجتهدة ولامعة منذ كانت تدرس القانون في جامعة دمشق…
تزوجت من شاب برتبة ضابط وهو مسؤول مالي في جيش التحرير الفلسطيني
وبسبب رتبته العسكرية ومكانة ابنتي في القضاء فقد تعرضا للإغتيال أكثر من مرة…
كما تم تفجير المكتب الذي يعمل به زوجها بعد ان تمت سرقة اموال ورواتب الجيش آنذاك…
ففي لحظات الهلع والخوف والتفجير وتفخيخ سيارتها.. قررت ابنتي وزوجها الرحيل لينجوا بروحيهما وهكذا تمت إجراءات الإستقالة وأيقاف العمل والرحيل الى احدى الدول الأوروبية وقد انجبت بنتا جميلة تشبه الأميرات… وولدا محبوب المشاكسة والمشاغبة ..
كل هذا حصل وأنا أقارع كؤوس الحزن والغياب على سفرها الذي تجاوز عامه الثامن ..وفي كل ليلة أمني النفس بلقياها واحتضان أطفالها..
هي ابنتي الوحيدة ..وفرحي البعيد.. الذي حرمته بسبب الحرب والإرهاب والقتل.. ..
وكم اشكر مخترعي الموبايل ووسائل التواصل الصوتي والمرئي لانه يوفر لنا نصف المشاهدة وتشتفي الارواح بالصورة والصوت
وقد اتفقنا مؤخرا ان نلتقي في العراق .. لان الدنمارك تمنع مواطنيها من زيارة سورية بسبب الكوارث الطبيعية..
. هل تنوين الإستقرار في العراق ولماذا ؟
. العراق بلد احببته منذ نعومة أظفاري…
احببته لان والدي رحمه الله كان يملك سيارة كبيرة وكان يعمل على هذة السيارة سائق سوري يسافر بها الى العراق يتاجر بحمولة زيت الزيتون في بغداد والبصرة والموصل ومختلف المدن العراقية ويعود بالسيارة وهي محملة بأنواع متعددة ولذيذة من التمور
وبما انوالدي رحمه الله كان يحب السفر فقد كان يرافق السائق او يسافر الى مطار بغداد للتنزه وانتقاء حمولة السيارة ومتابعة امور تجازة زيت الزيتون…
وقد كان في كل مرة يسافر بها الى اي دولة ياخذنا في المرات القادمة بعد ان يكون قد استكشف البلد والأماكن
ما عدا العراق…
فقد رحل الى جوار ربه قبل ان نسافر الى العراق لذلك عندما اندلعت الحرب.. وقررنا انا وابنتي اللقاء اخترت العراق…
وهي بلد لا تختلف كثيرا عن عادات وتقاليد سورية فنحن شعب واحد في بلدين… وتضاريسيا وجغرافيا متصلين فالقائم وحديث هي تتمة المدن السورية ويمكن التنقل بالسيارة وبساعتين تكون في الاراضي السورية
كذلك الموصل قريبة جدا على مدينة حلب السورية الجميلة بلد الصناعات وطريق الحرير..
اما بالنسبة لبقائي واستقراري في العراق.. حاليا لا اود المغادرة
لان وضع سوريتي لايشجع على العودة
. منذ متى تكتبين الشعر ؟
. كان والدي كبير قومه بالرغم من انه كان في عمر الزهو والشباب كما انه كان ثريا. بسبب انتقاله من القرية الى العاصمة منذ الصغر وزواجه بسيدة هي سليلة الحسب والنسب والثراء .والدتي رحمها الله كانت من آل . شقرة تدعى ( آمنة شقرة ) المنتشرة في لبنان وسورية وتركيا بسبب العمل في تجارة البولمانات والسيارات وتجارة العاج من دول افريقيا… حيث تعلمت مهنة الخياطة لسيدات الحي فكانت مشهورة في جميع احياء العاصمة لانها تخيط أثواب العرايس.. ومعلمات الكتاتيب والمدارس ..ومشهورة بفن الخياطة والتطريز وتملك ورشة تعليم هذه المنه مجانا.. وخاصة للبنات الفقيرات حيث تعطيهن ادوات الخياطة مجاننا مكافئة لهن في اتقان المهنة..
فقد كان يتردد على ( المنزول ) أو ( المربع ) وهذه اسماء لاماكن كانت تابعة للدار الكبيرة التي يملكها والدي في أحد أحياء مدينة دمشق العريقة واسم الحي (ركن الدين ) وهو من أجمل الأحياء في مدينة دمشق خاصة وأن هذا الحي يقع على سفح الجبل الأشم جبل (قاسيون )
فكان يتردد على هذا المكان مختلف صنوف الأشخاص من أدباء وشعراء ..فقراء وأثرياء… عازفوا الرباب ومن ينقرون على الطبل… وأصحاب الأصوات الجميلة حيث ينشدون الأناشيد الدينية وتصدح الأصوات بالغناء التراثي والشعبي ..ويرددون القدود الحلبية.. في ليالي الشتاء الطويلة وفي تلك الحقبة الزمنية كان والدي هو اول من يملك مايسمى ب( الرائي ) أو ( التلفاز ) وهذا مايسر الزائر لبيتنا. حيث يتعرف على هذا الاختراع الحضاري الجديد …
يترددون الى المنزول ويكونون في ضيافة والدي رحمه الله فترة وجودهم في العاصمة التي قصدوها بسبب البحث عن العمل ..او للاستطباب ..او التبضع…. أو للبحث عن العمل وسبل المعيشة..
ولأن والدي معروف بجوده وكرمه فكان القادمون من الأماكن البعيدة والسفر الطويل يقيمون عندنا ونحن شعب متحضر منذ فجر التاريج بالمناسبة انا من مدينة ( السلمية ) الملقبة بمدينة الفكر والثقافة .. والتي احتفلت منذ نهاية التسعينات باخر أمي في المنطقة… فالثقافة والفكر تولد مع أبناء(السلمية )بالفطرة…
وبما ان الشعر ومايزال فاكهة سماوية .. تولد مع الشخص وتصقلها الثقافة والقراءات والبيئة والمواقف وفي بيتنا كان هذا المزيج من الثقافات والحضارات فكنت اتسلل من وقت لآخر الى (المنزول ) وانصت الى القصائد النبطية.. والصوفية… والقدود الأندلسية واحفظها بسرعة عجيبة والقيها في اليوم التالي امام والدي وزائرات والدتي من اجل خياطة اثوابهن وانا في عمر 8او 9سنوات وكنت الاقي الاستحسان والاحتضان والتصفيق من أسرتي والأقرباء ومعلمي مدرستي حيث كنت انشد اما م الطالبات واردد ما سمعته بالأمس في سهرة الأنس والمربع المكتظ بالمثقفين… وكنت عريفة لحفلات المدرسة حيث القي الكلمات والمواد الاحتفالية بصوت والقاء جميل وجهوري امام المفتشين الذين يترددون على المدرسة واول قصيدة نشرتها لي مجلة الحائط في مدرستي (العربي ) كان عمري 10سنوات واتذكره تماما حيث يقول مطلعا:
# ايها النهر لاتسر
وانتظرني لأتبعك
انا اخبرت والدي
بانني ذاهبة معك#
… .
وقد ذكرتني بها احدى مديرات المدرسة السيدة الفاضلة (الدكتورة فريدة وانلي)
حين التقينا في احدى الأمسيات الشعرية في للمركز الثقافي في مدينة دمشق بأن سجلات المدرسة تحتفظ بهذه الأوراق الصفراء وبأن القصيدة موجودة في السجلات المدرسية… وبعدها بدات بنشر القصائد والخواطر بالحرائد السورية اليومية المتداولة في ذالك الوقت ومازالت مثل جريدة ( الثورة) وجريدة ( تشرين ) وما زلت انشر فيهما الى الان
وبالمناسبة اذكر هنا بان اسم الشارع سمي بشارع ( العرنجي ) وهي كنية والدي واسم عائلتنا
سمي باسمه تيمننا بما كان يقدمه من خدمات ومساعدات لاهالي المنطقة على مختلف أطيافهم وتوجهاتهم
وكذلك بسبب وجود مهنة الخياطة لدى والدتي رحمها الله فكان أهالي المنطقة يطلقون اسم الخياطة(العرنجي) على اسم عائلة والدي رحمه الله… وهكذا خلد التاريخ ذكرى والدي لقيامه بأعمال البر والخير والإحسان بين الناس رحمهما العلي القدير..
. انت تجمعين اختصاصين مختلفين… كيف توفقين بينهما ؟
. سؤال وجيه دائما يوجه لي في اللقاءات التلفزيونية والمقابلات الصحفية وحتى في الجلسات الشعر ية والعادية ..
إن اختصاصي العلاجي لمختلف حالات التوحد والإضطرابات النفسية ..وتأهيل النطق ..والعلاج الطبيعي يحتاج إلى ثقافات عالية.. وقراءات متعددة ..وصبر وقوة وعزيمة جبارة كي ينجح العلاج وهنا تبرز المواقف الحياتية اليومية على سجية تنقلني إلى عالم المريض الذي أُعالجه واتعرف على ذويه والإطار والبيئة المحيطة بالمريض هذه المعطيات تولد عندي فكرة تتمحور في اعماقي لتخرج بما يسمى بعلم الطاقة الإيجابية ولادة قصيدة… أو قصة قصيرة… او خاطرة..
ويكاد لا يمضي نهاري دون ولادة لفكرة قصيدة او قصة استقي بنودها من ملامح المريض او ذويه. وهكذا أجد نفسي اتماهى وانصهر في بوتقة عملي العلاجي ومواقف الاحساس الرهيف لدي لتعيد القصة القصيرة والخاطرة والومضة هيكلتي الإنسانية
. شعرك كله لوعة، وفراق ،والم ،وغربة ،… .ألم تمر بك مواسم فرح ؟
. لقد توالت في أيام حياتي الفصول كلها ..ففي طفولتي المبكرة وحتي أيام الجامعة كنت الطفلة المدللة في أسرتي حيث أن والدي ينحدر من سلالة تقل بها ولادة الأنثى فجل أفراد العشيرة رجال .. لذلك تحظى البنات في أسرنا العرنجية بالدلال والرفاهية وتحصل على حقوقها الشرعية بالميراث واستفتاء قلبها بالخاطب الذي يتقدم لها…
من هذة الأعراف والتقاليد الموروثة عن أجدادي لاهل المرحوم ابي فقد حظيت انا واخواتي الاثنتان وأخواتي الذكور السبعة بكل انواع الرفاهية والدلال والاكتفاء المادي والمعنوي وخلافا لباقي العوائل والعشائر التي تعامل الانثى معاملة لاتليق… لذلك مررت بطفولتي وايام صباي بمختلف الوان الفرح والسعادة والذي زاد من السعادة وضع والدي المادي الجيد في تلك الحقبة حيث نشتري مايحلو لنا.. ونسافر للاستجمام ونتعرف على الأماكن والمدن سواء داخل سورية او في البلدان المجاورة مثل الاردن ولبنان..
بقيّ الفرح ملازم لي كظلي الى فترة الجامعة ..
في الجامعة وبالتحديد في السنة الثالثة تزوجت من شاب وسيم عن طريق ما يعرف ( بزواج الاهل )
وقد انجبت منه ولدان وبنت…
وكنا في غاية السعادة والسرور والعيش الرغيد
إلى ان أصيب في السنة الخامسة لزواجنا بمرض عضال…
مرض حبيبي وزوجي وأبو أولادي جعل ستارة الأيام سوداء قاتمة في حياتي. على الرغم من معاملته الراقية ،وتقبله للمرض، ورفضه القاطع للحزن واليأس … .فقد كان رحمه الله محب للحياة وللشعر والموسيقا.. وللجمال وللطبيعة… وللسفر والتمتع بكل ما هو جميل في هذه الحياة…
اما انا فقد نال الحزن مني مبتغاه ..وكان شتاء مدامعي يحصل مبتغاه وغايته وهذا طبعا لا أظهره امام زوجي واولادي كي لا يقنط من رحمة الله وكي لا ازيد المه ووجعه… لكن نزف اليراع على سطور المذكرات والدفاتر تنال منوجعي ما تري..
بعد رحيل زوجي الى السماء في 2011 /3 /6..اضافت الدنيا الى حزني على مرض شريك عمري وجعا وحزننا جيديد هو فقد الزوج ومسؤوليات الاولادالثلا ثة فكانت الفرح بعيد المسافات عني وعن كتاباتي… ومازاد حزني والمي ووجعي اندلاع الحرب بنفس العام الذي رحل به زوجي ..كما تم تدمير كل ممتلكاتي في دمشق ولم ينجو من هذه الحرب الطاحنه سوى انا والاولاد الثلاثه دون مأوى… دون معيل…سوى رحمة ربي ومنه المدد ..
وللأسف هذا حال اهلي وجيراني وكل ابناء سوريتي…
* -قلي بربك أين تخيم مضارب الفرح//
وكيف للسعادة ان تزور الأحياء المدمرة
والوجوه الشاحبه
وجلسات الأرامل والأيتام فوق اطلال//
بالأمس كانت ديارا منارة بالياسمين وضحكات الاطفال وملاعب الصبا//
كيف السبيل إلى الفرح
دلني يا سائس الريح
هلا عبرت بقومي//
ا خبر عزيزا ان لي في العاديات مركب
وأهزوجة حداء
ونعش احمله
في نبضٍ
وارتعاش
. من غازلتي في شعرك غير دمشق :
. انا عاشقة للجمال بمختلف ألوانه واشكاله
ومغرمة بالطبيعة الخلابة
والشتاء الباكي
لي قصة وله مع المدن
والمطارات
ومحطات المسافرين
مع الليل وهو يتعسعس
مع الفجر يأترز الضوء ويتنفس
والقمر بدرا وبعد اكتماله اونس
لي وقفة مع الجبال الخضر ونسيمها يتهسهس
أُغازل بساتين العنب والتين
والبحر ومراكب محملة بالبخور والشوق والحنين
اغازل الاطفال وحقائبهم والدفاتر وأقلام التلوين
أغازل الأجداث وكيف توسدها من احببتهم مرغمين
أغازل الأكفان البيض ..ليزهر المدى دُفلى وياسمين
أغازل بيروت وعمان وجرش واربد
اغازل بغداد وبها القلب يستكين
أغاز بنيتي المهاجرة وهي في الوريد تقيم
أغازل أحفاد واولادي في الوتين
الغزل هنا في الاحداق يعزف النغمات للشرايين
…
كان لي قصيدة مطولة غازلت فيها بغداد
وكذلك العيون العسلية
وسبتني عيون بلون القهوة العربية
وسافرت مع العيون البحرية
وكان لي قصيدة للعيون الخضر واللوزية
… ..
. كيف تستنطقين فاقد النطق ؟
. بحسب صاحب المشكلة او المرض ..هنا اطفال يولدون فاقدي النطق ..وهناك اشخاص أصيبوا بارتفاع الحرارة وكان لديهم نطق وكلام ولغة ولكن بسبب ارتفاع الحرارة أصيب مركز النطق بالتعطل… هناك أشخاص أصيبوا بجلطة دماغية… او تعرضوا لحادث. سقوط.. أو حادث سيارة. او.. او.. اوو..
فالعلاج يكون بنظريات علمية اولا..*
وبرامج اكاديمية ثانيا*
وبالنظر الى المرض على انه ظاهرة جمالية متفرة خاصة تكسب صاحبها خصوصية التعامل في هذا الكون ثالثا*
بالحب الذي بين البشر تبنى الأنفس وتحلو دُفلى الأيام رابعا*
بالموسيقا تهدأ الأرواح وبها في عملي بعد الله استعين خامسا*
بالإبتسامة ونظرات الثقة والتواصل الفعال يكون استنطاق البكم فعال سادسا*
علينا أطباء ان يكون لدين العلم والثقافة والخبرة الكافية عن المرض والإحاطة به من كل جوانبه لنستطيع إعطاء العلاج المناسب لفاقد النطق…
ادربه بحسب قدراته وما لديه من مهارات.. فبعضهم ينطق باللغة المحكية ،، وبعضهم يعبر بالرسم واللون،، وبعضهم يعبر بالعزف على آلة موسيقية،،
بعضهم يعبر بالإشارات اليدوية،،،
بعضهم يحتاج إلى ادوية وووو
وهكذا اتعامل مع كل حالة مرضية لوحدها وهكذا انجح بعملي كمدربة وخبيرة ومعالجة
. انت تمارسين كتابة القصة القصيرة والخاطرة والومضة لكن الملاحظ ان قصصك ترتبط بالواقع المرضي لمرضاك.. لماذا هذا الإختصار؟
. الكتابة حالة نفسية وشعورية مرتبطة بواقع ملموس او محسوس
لذلك استقي من عيادتي الاحداث التي اجعل منها بنود ارشاد وتوجيه لمجتمع قلت فيه ثقافة تعبر عن مشاكل الامراض التي اعالجها…
في عصرنا الحالي وهو عصر التقدم والتكنولوجيا مازالت بعض الاسر تخفي مرض اولادهم… او تخجل نن ان تعرضهم على طبيب او اخصائي… أو تخاف ان يعلم الناس بان لديهن طفل معاق فيحجم الناس عن طلب يد بناتهم… او لا يوافقون على زواج ابنتهم من شاب يوجد في اسرته مريض. أو معاق…
فتكون قصصي وكتاباتي توجيهية ارشادية بطريقة محببة ومتابعتها مشوقة..
وانا اكتب قصصا للاطفال.. وعن الحرب الطاحنة في العالم… وكذلك قصص الحب المغايرة للمألوف لدى بعض الشعوب… امثال ( الرباعيات ) وهي قصصا جميلة مختصرة رشيقة احبها القراء كثيرا
. لماذا غادرت ابنتك سوريا وهي محامية ناجحة ؟
. ذكرت لك الاسباب في سياق الحديث… واكرر بان ابنتي وزوجها الفلسطيني الجنسية قد تعرضا للضغط ، وتفجير مقر عمل زوجها اكثر من مرة ،، كما تعرضت للاغتيال والقتل اكثر من مرة ،، وستعود الى سوريا باذن الله بعد ان تهدأ الأوضاع.. وكلنا امال بالعودة إلى سورية الحب والجمال والياسمين
…
. ماذا تعني لك عبارة وتمضي الايام ؟
. تكاد لاتخلو مقابلة ولا لقاء او حديث عابر إلا وأُسأل عن ماذا تعني لك (وتمضي الايام )..
منذ الصغر كنت استمع الى قصصا كانت تحكي عن تاريخ اجدادي ايام الحروب،، والأجتياحات،،
والاحتلال العثماني ،، والاحتلال الفرنسي وقصصا كثيرة تصف احوال الشعوب،، كذلك عندما كنت صغيرة اشترى لي والدي مذياع كهدية لي بمناسبة نجاحي وتفوقي في نهاية المرحلة الإبتدائية وكان عمري 14 وكنت قد المحت لوالدي بحبي وشغفي بسماع اخبار العالم خلال نقاشاتنا واحاديثنا العزيزة على قلبي ..واتذكرها الان تماما حيث كان يجلس والدي على كرسيه المخصص له بالصالة ينظر إلي بعينيه اللتين تشبهان اخضرار البوادي والسندس والإستبرق وابتسامته الوقورة تملأ ثغره الوردي ولؤلؤ اسنانه المبترد ودشداشته البيضاء التي تشبه بياض قلبه..
كان يضمني ويربت على كتفي ويقول ستكبرين وتتذكرين هذه الجلسات وتمضي بك الأيام إلى ايام مغايرة…
وتمضي الأيام اعتبرها شعار في جدار الزمن المنطلق كالسهم ..إن احسنت الضغط على الزناد انطلقت بسرعة كبيرة فانتشر تاثيره على كل المجتمعات وإن أخطأت سيعود السهم إلى صدري ويقتلني
…
وتمضي الايام .. حكاية سأرويها فيما بعد…
. واخيرا ماذا لديك ؟
. ارجو ان أكون قد قدمت للقارئ اشياء مفيدة ومميزة تبعث في النفس الحبور
دمتم بصحة وسعادة والياسمين عطور…
وتمضي الأيام
راضي المترفي