حوار / راضي المترفي
.
هو رجل اشبه مايكون بالنحلة لكنه يعمل بلا دوي ولا ضوضاء وعندما يظهر عمله على صفحات ( اوروك ) لايقرع طبول النصر ولايرفع رايات الانتصار انما فقط يشعر براحة ضمير لان عمله خلا من مصلحة خاصة او ملامح مجد شخصي انما يلازمه شعور بالرضا لانه انجز مامطلوب منه بشكل يرضي ضميره اولا ولايهمه رضا الاخرين او حتى حنقهم ولا يطربه سيل كلمات الشكر والمجاملة من الذين استفادوا من عمله انما يطربه دقة وجمال ما انجز ومن محاسن الصدف انه حمل الجمال اسما شخصيا له وصفة لعمله وفوق هذا فقد منحته السماء هبة القدرة على ممارسة ( الصمت ) الذي يمتص به فرح الاخرين وحنقهم على حد سواء لذا لايذكر احد انه وقع بمازق في يوم ما مع اخر .. هل عرفتم من قصدت بكلامي هذا ؟ انه الاديب والصحفي الرائع جمال الهنداوي فتعالوا معي ندردش معه في امسية رمضانية جميلة ..
• هل انت جمال ؟
• نعم.. ومن تظنه أن يكون غيري؟؟
• هل انت هندي ؟
• لا انا من مدينة الهندية ( طويريج )
• كيف تدار الصراعات ؟
• على المستوى الذي نعيشه، الصراعات لا تدار، بل تنبثق فجأة وتنطفيء بسرعة
• هل تعرف الاذاعي الشهير ابراهيم الهنداوي ؟
• نعم، يسكن ذاكرتي بأداءه التمثيلي وجهوده في مجال الاذاعة بالتحديد، لكن لا قرابة بيننا ان كان هذا المقصود بالسؤال.
• ايهما الأصل طويريج ام السدة ؟
• طويريج طبعا، فالسدة محدثة بعدها بكثير
• هل يصلح العمل الثقافي مهنة ؟
• نوعا ما، ولكنها ليست المهنة المثالية على الاطلاق.
• ما معنى طويريج؟
• نشأنا وكبرنا ونحن نعرف أن طويريج هي تصغير لكلمة “طريج” أو ” طريق” بلهجة الفرات الاوسط، للأشارة لكونها تقع على الطريق الى العتبات المقدسة في كربلاء، لكني سمعت مؤخرا ان الكلمة هي تعريق للكلمة الانجليزية ” tow way reachs”.. ولكني اجد ان هذا الرأي متكلف جدا ويحمل الكلمة ما لا تحتمل.
• هل تجيد ثقافة الاعتذار ؟
• بالتأكيد، ولا أتردد بالاعتذار اذا تراءي لي خطأي في أي من الأمور
• هل تعشق الرياضة ؟
• لو استثنينا بعض التمارين الترويحية، فأنا احب الرياضة من خانة المتفرج أكثر
• أين تجد نفسك ؟
• أجد نفسي جدا في الصحافة الثقافية، خاصة لو كانت على شرطها وشروطها.
• مع كم وزير عملت وكيف هي امزجة وزراء الثقافة ؟
• عملت مع جميع وزراء ما بعد التغيير، ولكن كنت دائما في الجانب المهني من الأمر، ولم أحاول مطلقا الولوج في المساحات التي يتدخل فيها مزاج المسؤول، ما تعاني منه وزارة الثقافة هو عين ما تعانيه الدولة العراقية برمتها، أي غياب التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى، وعدم البناء على الجهد التراكمي، والترهل الوظيفي الذي أستهلك الجهد الاداري والمهني للوزارة على حساب مهماتها الرسالية في التنوير واشاعة الوعي بالهوية الثقافية للمجتمع العراقي، وتختص الوزارة كذلك دون باقي الوزارات بالنقص الدائم بالتمويل والنظرة الدونية التي يحملها السياسي للثقافة والمثقف.
• حدثني عن كيفية اختيار النصوص التي تنشرها في اوروك ؟
• النص عادة هو من يختار الظهور على صفحات أوروك ويفرض نفسه عليها، ودائما ما اقول أن المحرر الثقافي هو نوع من ” شرطي المرور ” الذي تقتصر مهمته على تسليك الطريق بين المادة الثقافية والقاريء ، ونملك في الصحيفة فلسفة عمل خاصة تستهدف أظهار مكانة المبدع العراقي وصناعة نجومية اعلامية للمثقف.
• كم نصا نشرت مجاملة لصديق ؟
• القليل، ولكني أعترف أنني نشرت بعض المواد تحت ضغوط معينة دون أن أكون مقتنعا تماما بجودتها.
• هل تقرأ كل مادة تنشرها وماهي المعايير ؟
• بالتأكيد.. والمعيار الوحيد هو مدى الضوء الذي من الممكن ان تسلطه الصحيفة على المبدع والمنتج الثقافي.
• من هم أبرز الشعراء حاليا في العراق ؟
• قرأت مرة يوما قولا يرى أنه لا يتجاوز عدد الشعراء في العراق الا عدد نخيله، طبعا في عز النخل العراقي، وليس تكلفا لو وضعنا اغلب هذا العدد في صنف المجيدين، ولكن لو اردت ان أعطيك بعض الأسماء فسيكون على أساس ذائقتي الشخصية كقاريء، فلن أخطيء الكبير كاظم الحجاج، والشاعرمنذر عبد الحر، والشاعر رعد زامل، والشاعر عبد الرزاق الربيعي، والشاعر عدنان محسن، والشاعر نبيل ياسين، والشاعر عدنان الصائغ وقد تطول القائمة لبعض مئات من الأصوات الشعرية العراقية المبهرة
• هل تحب قصيدة النثر ؟
• نعم، ولكن أيضا بشرطها وشروطها.
• لو عرض عليك نصان متساويان في كل شيء أحدهم لمشهور والأخر لمغمور من تقدم للنشر ؟ ولماذا ؟
• سأسعى لنشر كلا النصين، وأن كنت سأميل داخليا للأسم المغمور لأني أؤمن أن وظيفة المحرر الثقافي هو أضاءة المساحات المظللة من المشهد الثقافي
• هل تصاب بالحيرة او تشعر بالعجز من جراء تشابه النصوص ؟
• غالبا، والحيرة الأكبر هو في كيفية أقناع بعض الكتاب أن كل الجهد الذي وضعه على الورق لم يكن كافيا لأنتاج نص يقرأ.
• كيف تميز النصوص المسروقة ؟
• المحرر المحترف يستطيع التمييز عادة بين النص الاصيل أو المنتحل، خاصة اذا كان يقرأ لكل من السارق والمسروق، ولكن من الممكن أن تمر بعض النصوص بين الفينة والاخرى وهنا يأتي دور المثقف القاريء الذي دائما ما يلفت انتباهنا لمثل هذه التفلتات .
• هل يفترض بالصحفي العامل في مجال الصحافة الثقافية ان يكون مجاملا؟
• نعم، خاصة مع الحساسية المفرطة للمثقف تجاه منجزه الابداعي
• هل أصبحت ( النثرية ) فوضى ؟
• قد يكون الاستسهال هو المصلح الاقرب للصحة من الفوضى.. فقصيدة النثر ما زالت محفوفة بفحولية شعراءها المجددين
• من بنى السدة وكيف ؟
• اعتقد أنها بنيت عام 1890 من قبل المهندس ( شونديرفر) باستخدام الطابوق المستخرج من (آثار مدينة بابل) ومولت من خلال المنحة ” الهندية” المقدمة من طائفة البهرة وهذا سبب تسميتها بالهندية.. هل هو امتحان أم ماذا.
• هل علق بذاكرتك نص شعري او قصة او حتى حوار مما نشرت ولماذا ؟
• نعم، الكثير.. ولكن أكثر ما علق بذهني هو ” خلاصات السبعين” لشاعر العراق الكبير كاظم الحجاج ورائعة الشاعر رعد زامل التي يقول فيها:
أي رب
شحيحة هي حسناتي
فضع في الميزان دموعي
التي ذرفتها تحت شرفات الأرامل
وإن اقتضى الأمر
وأنت الكريم
ضع فوقها ما خلفته
الحرب في روحي من ندوب
وسترى كم هي ثقيلة موازيني
ثقيلة بما يكفي
ليس لدخول الجنة من
أقرب طريق.
بل لأكون شفيعاً للجنود المجهولين
اولئك الذين قطعت الحرب
الطريق على أقدامهم
فلا عادوا الى امهاتهم
ولا وصلوا اليك.
• من يصحح لك ؟
• أكثر من أثق بقراءته لما أكتب هو أخي وصديقي الكاتب ” علي جبار عطيه”
• من يدور ( ينبش ) خلفك ؟
• لا اعتقد أن لدي ما يستحق النبش
• كيف تتعامل مع ( المضغوطين) منك ؟
• لم يصرح لي سابقا احد بـ”أنضغاطه” لكي أحسن التعامل معه، ولكن أعتقد أن ردة فعلي الأولى ستكون معرفة سبب هذا الانضغاط، أن وجد طبعا.
• هل تفرق بين أديبة وأخرى وماهي المعايير ؟
• بالتأكيد هناك فروق في التعاطي مابين مبدع وآخر من خلال المستوى الابداعي والتاريخ وجودة المنجز والحضور في الوسط الثقافي.
• هل للحلوات حظوة عند النشر ؟
• ماذا تريدني أن أقول؟؟ ساستعين بالرائج و الأسلم دائما، لا حظوة لاحد الا للنص. . ولكن كشقشقة في النفس أقول، خسرت الكثير من الحلوات بسبب معايير النشر
• هل تخاف من المرأة الأكثر جرأة؟
• كلا، بل أنا أدعم الصوت النسوي المبدع دون شروط او تحفظ..
• كم مرة غضضت الطرف ؟
• كثيرا
• من هم أصدقائك؟
• أعرف نصف العراقيين ، ولكني لا أتحصل الا على عدد قليل جدا من الاصدقاء ومنهم من هو زعلان مني أتمنى أن يقرأ هذا الكلام ويعرف بأني لم أنسى صداقته أبدا.
• هل تؤمن بوجود المرأة الشاعرة ؟
• بالتأكيد، كأيماني بالرجل الشاعر.
• من هي المرأة التي ذهبت بك ( قابضا ) للمحكمة ؟
• زوجتي طبعا، ولم أدخل لدار المحكمة بعدها
• هل نسيت شيئا ؟
• أهناك المزيد؟؟