23 ديسمبر، 2024 4:40 ص

قلت لأم عيالي ونحن نتجاذب اطراف الحديث على مائدة فطورنا الصباحي ، وقد قادنا الحديث عن آثار الحروب والأزمات وتقلبات الظروف المختلفة التي عصفت بالبلاد وانعكاساتها على الاوضاع الاجتماعية.
قلت لها:هناك مشكلة لابد ان تجد الاهتمام الكافي من المجتمع افراد وهيئات،مشكلة تحتاج الى نكران ذات وإيثار وشعور بالآخر .المشكلة ياأم عيالي في الاعداد المتزايدة من الارامل والعوانس والمطلقات ..الخ.
قالت وقد بدت عليها علامات الاستفهام والتعجب :وما الحل برأيك ؟
قلت:ألم تسمح الشريعة المقدسة للرجل بالزواج من اربع نساء ؟ فليبادر  كل رجل من القادرين طبعا على الاقتران بواحدة من اولئك في مشروع اجتماعي قائم على غايات نبيلة تساهم في اضفاء السعادة والبهجة على حياة شريحة واسعة تعاني الحرمان بسبب ما لاقت  من ظروف من خلال تطبيق الشرع المقدس الذي ماوجد إلا لأجل اسعاد الانسان .
قالت :ومن  تلك الزوجة التي ترضى ان تشاركها اخرى في زوجها؟
قلت وأنا اتخيل المسار الذي يتجه اليه الحديث:لو توفرت الذهنية الواعية المستوعبة لهذا الواجب الاجتماعي وبلوغ النفس مستوى يؤهلها لتحمل المسؤولية التي يمليها عليها الشعورالانساني  سوف لن تكون هناك مشكلة. كم حالة وحالة تمت في هذا الاتجاه كان بين اطرافها الثلاثة الرجل والزوجة الاولى والزوجة الثانية اتفاق على حياة مشتركة يسودها الحب والاحترام.
لوبحثنا عن تلك الحالات وان كانت قليلة لوجدنا ان كل حالة تكشف لنا وتدلنا على مواقف نبيلة تعكس سمو النفس عندما تتولد لديها قناعة بتحمل المسؤولية الاجتماعية والواجب الاخلاقي الذي يفرض في مقدمة مايفرض ان يكون للآخرين حصة من اهتماماتنا وان من اسباب سعادة الانسان شعوره براحة الضميرعندما يؤدي دوره المطلوب في المشهد الاجتماعي. اطرقت ام العيال ثم قالت ولكن   ..ولم تكمل ماتريد ان تقوله.
قلت : ولكن عندما تسيطر الانانية وحب النفس على الانسان تفقده الشعور بمعاناة الاخرين وتجعله غير مكترث بظروفهم وأحوالهم،هذه هي المشكلة.
الى هنا توقف الحوار،لكني بقيت افكر بصمت وقد قادني التفكيرالى تلك الدعوات التي تنطلق هنا وهناك مطالبة بحقوق المرأة وتساءلت لماذا يغفل او يتغافل اصحاب تلك الدعوات عن طرح هكذا مشروع اجتماعي؟
في مرات متعددة تابعت من خلال وسائل الاعلام مختلف الندوات والتحقيقات حول حقوق اولئك اللواتي قذفت بهن الاقدار تحت وطأة الظروف القاسية ،واغلب القائمين على ادارة هذه الندوات كوادر مثقفة واعية من العنصر النسوي ممن يمتلكن القدرة على المناقشة والبحث ومن ثم ايجاد الحلول الممكنة لإعادة الاستقرار والراحة لمن يعشن المعاناة بسبب مامر على البلاد من ظروف معروفة اذابت الشحم ودقت العظم،لكني استغرب ان هذه الكوادر النسوية لم تتبن  او تدعو الى فكرة مشروع انساني  تتوجه فيه الى توعية المرأة عموما بهذا الخصوص لأخذ زمام المبادرة او على الاقل عدم الممانعة  وإثارة المشاكل في حال اقدام اي رجل على الزواج من اخرى ضمن هذا المشروع الانساني.
قد يبدو الكلام المتقدم مثاليا بعض الشيء ، ولكن  لاأحد يختلف معي في ان القضية المتقدمة من ضمن القضايا المهمة القائمة  في واقعنا الاجتماعي التي تبحث عن حل. انها دعوة لتلك الاصوات التي تصدح مطالبة بحقوق المرأة وبصورة خاصة كوادرنا النسوية لايلاء هذا الموضوع الاهتمام الكافي.والله الموفق.
[email protected]