ثبت عبر تاريخ الأمم، أنه عندما يكون هناك قائد حاكم يتمتع بمحبة شعبه و وطنه فإنه عادة ما يلجئ ليسمع الرأي العام و يسمع صوت المواطن. إن ما أعلنه الرئيس في خطابه بعد أدائه اليمين الدستوري لعهدة ثانية، بحوار وطني شامل تلتقي فيه كل الرؤى بعدما وصلت إليه البلاد من نمط تسيير يشترك فيه الكل بالطريقة المطلوبةلما تطمح إليه الجزائر الجديدة التي لم تصبح شعارا مشكوكا فيه. هي سنة سنتها الجزائر في إطار الميثاق الوطني في 1976 و يعتبر هذا الحوار الشامل لبنة أساسية لتعزيز صفوف الجبهة الداخلية و تقويتها.
لا يسعني و إيمانا بهذا المسعى إلا أن يكون هذا اللقاء مجرداكليا من الذاتية كما كان عليه لقاء الـ 22 لاندلاع الثورة، ليسطر معالم الأفاق المستقبلية التي تستقر بها الجزائر نهائيا. لم و لن يكون سهلا على كل وجهات النظر مهما كانت في هذه الحقبة أن لا تشاطر منهاج الوصول الى تعزيز الإكتفاء الذاتي و استغناء الدولة عن الإستراد و تعزيز الأمن إلا مَنْ حاقد أحمق. إن هذا الحوار سيكشف كل النوايا التي تريد أن تعبث بمستقبل المواطن و هو جدير أي المواطن أن يرد عن نفسه في الوقت المناسب و بالكيفية المناسبة ولا يقبل مَنْ ينوب عنه في كل القضايا.
في إعتقادي، هذا ما أجده من وصف لما تقبل عليه الجزائر.إن هذا الحوار ليس كسابقيه، جاء في وقت عرفَ للمواطن مكانته و وضعيته و ما عليه و إليه. جاء يحمل نضج و مسؤولية الفرد اتجاه بلده. جاء يوقظ الأمة لما يدور حولها و ما تحت قدميها. جاء يعلم حسن التسيير و التدبير قبل الطوفان. جاء بمرجعية 22 فيفري 2019 و وديعة الشهداء و منهاج نوفمبر كثوابت للأمة.