18 ديسمبر، 2024 11:29 م

حوار ذاتي عن الحوار الستراتيجي مع الأمريكان

حوار ذاتي عن الحوار الستراتيجي مع الأمريكان

إذ قطعاً لا فائدة ترجى من مناقشة قضية ” الحوار الستراتيجي ” في الصحافة او في القنوات الفضائية , حيث مثل هذه المناقشة محكومٌ عليها مسبقاً بعديمة الفائدة , وميّتة قبل ان تولد , ولا تأثيرلها على السلطة والأحزاب والفصائل , لذا فلعلّه من الأنسب في هذا الحوار الذاتي المفترض , هو ان يناقشه ايّ إمرءٍ مع نفسه ! ” وهكذا غدت الحال والأحوال في العراق ! ” , ولابّد ان تمتد وتتمدّد مثل هذه المناقشات في الحلقات الأجتماعية الضيقة بين الناس او الأصدقاء والأحبّة والحبيبات , وبما يتجاوز ايّ إسقاط فرض , بل هي الحالة الفطرية – الوطنية للجمهور .

رسمياً , ستبدأ هذه الجولة الجديدة من الحوار بين العراق والولايات المتحدة في يوم 7 نيسان القادم عبر دائرة فيديو مغلقة , وذلك حسب اتفاقية ” الإطار الستراتيجي ” بين البلدين لعام 2008 . المحادثات سوف تتناول قضايا الأمن والإرهاب وتطوير القدرات العسكرية للقوات العراقية , لكنها ايضا ستتضمن < مواضيع الطاقة , الأقتصاد , الثقافة , والتعاون في مجال التعليم > , لكنّه وللحقيقة فأنّ هذه المواضيع الأخيرة ” بشكلٍ خاص ” والمؤشّرة بين قوسين , فإنّما تفتقد ايّ قيمةٍ لها أمام اصرار بعض الفصائل المسلحة لخروج واخراج ما تبقّى من القوات الأمريكية في العراق , بل أنّ البعض من ممثلي تلك التنظيات اعلنوا بأنّ العراق يمتلك القدرات الكافية في مجالات مكافحة الأرهاب , وبمعنىً آخرٍ فأنه لا يحتاج الى ايّ استشارات وتدريبٍ من الخبراء الأمريكان < ولا نتطرّق ولا نشير هنا الى ال F- 16 العراقية ومستلزماتها التقنية ومتطلباتها الأخرى , ولا الى مثيل ذلك الى دبابات ” ابرامز ” العراقية – الأمريكية الصنعِ

ومستلزماتها وذخائرها وقطع غيارها >

قادةُ تلك الفصائل اعلنوا مؤخراً , وبالأحرى هدّدوا بتصعيدٍ نوعي وكمي بقصف وضرب الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق , اذا لم تشدّ القوات الأمريكية الرحال , وهذا اصعب ما يمكن استنباطه ” الى حدٍّ ما ” في جولة الحوار الساخنة المقبلة , وما سيتمخّض عنها بعد الإنتهاء منها .! وربما تمديدها الى جولةٍ اخرى مفترضة .!

الى ذلك فليس من الضرورةِ بمكان ان تغدو الدعوات الموجّهة الى السيد الكاظمي من السعودية والإمارات ” وبوقتٍ شبه متزامنٍ او متقارب , وكذلك القمة الثلاثية بين < بغداد , عمّان , القاهرة > بذي علاقةٍ بجولة الحوار الستراتيجي , والذي لعلّه لم يبلغ المواصفات الفنية لعنصر الستراتيج بمعانيه الموضوعية واللغوية .

يترآى عن كثبٍ استباقيٍ أنّ البلاد ستشهد جولةً جديدةً للصعود نحو التصعيد , وقد يغدو صاروخياً ” على الأعمّ الأغلب – وفق التعابير الفقهية ” .