قبل ايام جمعني حوار “لن تنقصه الصراحة” مع الزميل انور الحمداني عبر برنامجه المثير للجدل “استوديو التاسعة” في قناة البغدادية. وعبارة “لن تنقصه الصراحة” باتت احدى ماركات انور المسجلة في هذا البرنامج. البرنامج استضاف طوال السنوات الماضية عشرات الشخصيات السياسية والاعلامية والفكرية في حوارات صنفت كلها من باب الصراحة الكاملة. الزميل الحمداني الذي عرف ببدلته السوداء قرر خلعها بمجرد ان انتهت الانتخابات وبدات عملية العد والفرز من منطلق ان الجو اصبح “بديع” و”الدنيا ربيع” والتغيير بات بـ “الجيب”.
هناك من يختزل مفهوم التغيير بان لايحصل رئيس الوزراء نوري المالكي على ولاية ثالثة. من جانبي ارى ان كل “القصة وما فيها” انه لايوجد تغيير اصلا. واذا كان هناك تغيير فللأسوأ. لان عدم تغيير الخارطة السياسية بطريقة لاتسمح للقوى الرئيسية بالإستفراد بالسلطة برلمانأ كانت ام حكومة بالقياس الى ما حلمنا به فلم يكن ثمة داع للانتخابات. لماذا “تنحسب” علينا ديمقراطية لمجرد ان غمسنا اصابعنا بالحبر البنفسجي؟ مالذي سوف نفعله بمقعد لجاسم الحلفي او مثال الالوسي فقط بينما احتل كل اعضاء البرلمان الا من “توسل” الشعب بان لايترشح ثانية مقاعدهم من جديد وبنفس الترتيب السابق. يا اخي انور الشعب يحبهم. يموت عليهم انت “متكلي” شعليك؟ الم يعودوا الان وبكل صراحة الى الحديث عن الشراكة والاغلبية والتفاهمات والحوارات وكان شيئأ لم يكن. الم تصل بهم الامور الى حد وضع خطوط حمر فيما بينهم قبل الانتخابات بينما الان حلت محلها الخطوط الزرق والصفر والبنفسجية؟.
لم تظهر النتائج النهائية بعد. ومع ذلك صادروا كل معاني التغيير الذي هو بالكردي “كوران” وبالانكليزي “جينج” وبالهندي “جينج اوفر”. لسنا بحاجة الى ان “نقشمر” بعضنا. القران يقول “إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. مالذي غيرنا في انفسنا”؟.. انت “كول”. حتى المقولة التي تتصدر برنامجك “لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه” للامام علي بن ابي طالب لاتجد مصداقا لها لدى طبقتنا السياسية. غير ان هناك من يطبقها بحذافيرها لكن في البرلمان التايلندي والقضاء الايطالي. بل حتى الاتراك وبرغم ان رجب طيب اردوغان جعل تركيا تحتل المرتبة السابعة عشرة في الاقتصاد العالمي فان نقيب محاميهم لم يتوان ان يقف موبخا له لان كلمته كانت اطول من كلمة رئيس الجمهورية وهو ما اعتبره “قلة ادب”. تدري “اشوكت” يحصل التغيير؟ حين نكف عن صنع المزيد من الرموز الوطنية. لقد صار عندنا الان جيش عرمرم من الرموز الوطنية لدى الكتل والاحزاب والمحافظات والاقضية والنواحي والعشائر والافخاذ والحارات والازقة. الاميركان يفتخرون بجورج واشنطن رمزا وطنيا والهنود بغاندي والجنوب افريقيون بنيلسون ما نديلا والفرنسيون بالجنرال ديغول. تصورا رجال من امثال مهاتير محمد في ماليزيا ولي كوان يو في سنغافورة لايعدان من وجهة نظر شعوبهما رموزا وطنية. بل رجال دولة من الطراز الاول فقط. بائع الخضار البوعزيزي التونسي ينطبق عليه مفهوم الرمز الوطني لا الحبيب بورقيبة. عثمان العبيدي في واقعة جسر الائمة رمز وطني لا (…..) انور “خليها سكتة” الم اقل لك ان حوارنا .. “تنقصه الصراحة”؟