22 نوفمبر، 2024 11:01 م
Search
Close this search box.

حوار الدين والعلمانية …حوار الطرشان

حوار الدين والعلمانية …حوار الطرشان

لم يوفقا طرفي الحوار في برنامج المراجعة وبحاجة الى مراجعة اعداد البرنامج واختيار الموضوع بشكل دقيق ومن له الحق في الموضوع المختار ، فالحوار بين الدين والعلمانية اساسا مصطلح مرفوض فالدين لايحاوره احد لان الافكار المستحدثة اما تتبنى فكر ديني وتعمل عليه او تستهدف فكر ديني لتثبت وجودها ( اشتم مشهور تصبح مشهور)، من رشح طرفي الحوار ليكون احدهما يمثل الدين والاخر ينوب عن العلمانية؟!!.

حوار الدين مع العلمانية فلماذا تمثل في الدين الاسلامي دون بقية الاديان ؟ علة واحدة لذلك لان الدين كامل متكامل وخاتم الاديان ، فعندما تصدى لوثر للقساوسة تمكن من ذلك لانه اصلا قسيس هذا اولا وثانيا لانه اطلع على الاخفاقات الكنيسية ، ولكن هذا لا يتحقق مع الدين الاسلامي فلا يستطيع السيد الحيدري او غيره ان يكون لوثر الاسلام ، وذلك لان هنالك عدة جهات تقمصت دور تمثيل الاسلام والكل يعلم اين مرجعية الدين بكل مذاهبه، وبالنتيجة يكون الانسان هو الوسيلة والغاية، وللانسان التزامان التزام مع الله وهذا شانه مع الله ، والتزام مع المجتمع وهذا شانه مع المجتمع وحتى يضمن حقوقه ويؤدي الواجبات التي عليه فلابد من قانون يضمن للطرفين حقوقها ، هنا تبدا الاجتهادات والفلسفات والمقارنات التي تجسد المغالطات المنطقية للدخول في دوامة جدل وليس نقاش لا طائل منه ، ولكن للاسف كان الحوار حوار الطرشان بمعنى الكلمة، فلو ابتعدا طرفي الحوار عن التفلسف واستخدام مصطلحات فضفاضة لتمكنا من الوصول الى الحقيقة التي تخدم الانسان ، مثلا النظرية الاقتصادية هذه الدوامة التي تتشعب في كل مفاصل حياة الانسان ولها عدة تعاريف وعدة وسائل وووو، وكلها يمكن تلخيصها في جملة بسيطة كيف يتمكن الانسان من العيش بمستوى مادي مرموق ؟ هذا العيش كيف يتحقق ؟ يتحقق بالالتزام بالاسس الاسلامية التي تحدد الاستقطاعات والحقوق والتجارة الصحيحة والحرية في التجارة لكل من يريد عندما يؤدي عليه الالتزامات المالية هذا واجب واما الاخلاق التجارية فهي امر اخلاقي مثلا تجنب الربح الفاحش واحتكار البضائع الضرورية والحيل الخادعة وانتهاز حاجة الانسان لبضاعة ما وغيرها من الالاعيب التجارية ، واغلب هذه الاشكالات ابدع السيد الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه اقتصادنا وليست محاولة من السيد كما ادعى جناب السيد .

واما الحديث عن الوحي وجبريل والدين والولاية فانها بعيدة عن المطلوب عن الحوار ، وكان الاجدر بالسيد ان يسال مقدم البرنامج ماهي العلمانية وماذا تريد العلمانية وماذا تحقق من العلمانية ؟ بدلا من الحديث عن التاريخ والسياسة والحكم الاسلامي فعندما يعلم العلمانيون ماذا يريدون ستكون نهاية فكرهم ، العلمانية لا علاقة لها بالغدير بقدر تلاعبها بالحاكم.

ترك الاقتصاد ليتحدث عن السياسة وراي علماء الشيعة على ما قال ان اغلبهم لا يؤيد قيام الحكم الاسلامي وهذا غير صحيح بل من صلب عقيدتهم هو الحكم الاسلامي ولكن من يقوم باقامة الحكم الاسلامي هنا مفترق الطرق ، هل يقوم بها رئيس حزب ، ام منتخب ديمقراطيا، ام بالتوريث، ام الشورى ؟ وهذا الذي يقع الخلاف فيه ، فالاسلام يريد تحقيق مفردات الاسلام العادلة لتحقق العدالة للانسان ولا تسال عن عقيدة الحاكم ، هذه العدالة افضل من يجسدها هي الرسالة الاسلامية ومن يتبحر بدراستها ومنهم فقهاء الامامية ، ومسالة صلاحيات الامام وعصر الغيبة وتحقيق العدل والاحسان فهذه ساحة للاسف يخوض فيها من يتبنى راي معين دون البحث فيها بل يخوض فيها لتطويعها لرايه الذي يعتمده .

لا يختلف فقهاء الامامية اطلاقا في تحقيق مبادئ الاسلام ولا يوجد بينهم من يرى عدم تحقيقها بل الكل يجزمون على امكانية تحقيقها في عصر الغيبة ولكن الاختلاف ماهي مؤهلات من يستطيع ان يحقق مبادئ الاسلام التي تضمن حقوق الانسان بمختلف الاديان .

اليوم اكملت لكم دينكم تتضمن كثير من الجوانب المهمة التي تؤكد على كمال الدين ومن بينها الامامة وليست خاصة بالامامة بل ان المبادئ الاسلامية اكتملت ولم تترك شيئا في حياة البشرية الى يوم الساعة لم تتطرق له رسالة الاسلام بل انها اكتملت ثم رحل الرسول .

حقيقة تطرق السيد الى احاديث لا علاقة لها بالحوار اطلاقا ولان اللغة العربية لغة مرنة فمن السهولة تطويع اي حديث لاي مجال يريد خوضه المتكلم ومنه مجال حوار الدين والعلمانية ، هذا رد مقتضب لان المفارقات كثيرة واكرر عندما تستقر العلمانية على تعريف جامع مانع فانها تكون قد انهت وجودها .

أحدث المقالات