23 ديسمبر، 2024 10:10 ص

حوارُ المُختار مِن بحار الأنوار

حوارُ المُختار مِن بحار الأنوار

حوارُ المُختار مِن بحار الأنوار، نهج الأصالة والمُعاصرة، لدى آية الله «الشَّيخ الناصريّ» دامت بركاته في تخليص الإبريز مِمّا عراه مِنَ الصَّدأ والتدليس. روى الحسكاني مرفوعاً إلى عبدالرَّحمن بن عوف في قوله سبحانه (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ..) قال هم عشرة مِن قريش، أوَّلهم إسلاماً علي بن أبي طالب (ع). وعن الصّادق عن آبائه عن علي (ع) قال: (أُوصيكم بأصحاب نبيكم لا تسبّوهم، الَّذين لم يُحدثوا بعده حدثاً، ولم يوؤا مُحدثاً، فإنَّ رسول الله (ص) أوصى بهم). [بحار الأنوار، ج22 ص306].

«تخليص الإبْريز في تلخيص باريز L’Or de Paris»، إبْريزٌ= ذهب ٌ خالِصٌ. كتابٌ وضعه المولَع بالعُلوم والآداب والفنون «رفاعة رافع الطَّهطاوي» آنَ رشَّحه الشَّيخ حسن العَطَّار عام 1826م إلى باني مصر الحديثة مُؤسّس أوَّل جيش عربيّ
(انقلبَ على حفيده فاروق)
«محمد علي باشا» بأن يجعله مُشرفاً على رحلة التلاميذ إلى باريس في فرنسا ليرعاهم ويُسجّل أفعالهم. نصحه مدير الرّحلة الفرنسيّ بأن يتعلم اللُّغة الفرنسيَّة وأن يُترجم مُدوناته وقد ألَّفَ وترجمَ في باريس بين عامي 1324هـ إلى 1347هـ، غُبَّ دَحر حملة بونابرت الَّذي ادَّعى في مصر بأنه شيخ الإسلام. كان ابن طهطا يُشيد بما يعجبه ولا ينسى ينتقد ما لا يعجبه ويعقد المُقاربات بين أحوال فرنسا، وأحوال أمصار الإسلام التي ينبغى إصلاحها؛ مصر وشَماليّ إفريقيا حتى اليمن، وفي موضع القلب مِن بلاد العرب: الشّام وشِبه الجَّزيرة والعِراق. كتاب “الدّيوان النفيس، بإيوان باريس” جاءَ في صـ116 مِنه ومن الأشياء التى ترتبت على الحرية عند الفرنساوية أن كل إنسان يتبع دينه الذى يختاره يكون تحت حماية الدولة ويعاقب من تعرض لعابد فى عبادته. ولا يجوز وقف شىء على الكنائس أو إهداء شىء لها إلا بإذن صريح من الدولة. وكل فرنساوي له أن يبدى رأيه فى مادة السياسات، أو فى مادة الأديان، بشرط أن لا يخل بالانتظام المذكور فى كُتب الأحكام. عامٌ واحدٌ حكمَ فيه إخوان مصر، خرجَ مِن جلبابهم دُعاة العِراق يحكمون عَقداً ونصف العَقد بآليّاتِ ثورة 14 تُمُّوز باريز بقبولهم بعض قيم الدّيمقراطيَّة والحداثة (مِثل الانتخابات) ما لم يكن مِن صميم فكر الدُّعاةِ الأصل، بِدعة مُراوغة لتحقيق الفريضة الصَّلاة بمُقدِّمة الوُضوء

(الوُضوء= الحزب القائِد للدَّولة والمُجتمَع، والوُضوء ليسَ فريضة إنَّما مُقدِّمة لا تتحقق الفريضة بدونها)

، وهو ما يظهر بمحاولات استعراض حقّ الإخوَة المُسلمين، القوّة وإرادة إدارة الجَّماعة للمُجتمع مُنذ عام ثورة مصر على انقلاب جيشها 2011م. وقد كشفَ مرصد الفتاوى التكفيريَّة والآراء الدّاعشيَّة المُتشدّدة شَماليّ وادي النّيل مصر في أحدث دراساته نشرت على موقع دار الإفتاء يوم الأحد 12 آب الجّاري، جُذور التطرُّف والعُنف الثوريّ السّتالينيّ، لدى جماعة الإخوان المُسلمين وداعش حوض الفُرات. وأفاد بأنَّ الدّراسة تتواتر وتترى في نصوص مُؤسّسي وقيادات الجَّماعة الإرهابيَّة، ناهيكَ عن دراسة واقع العُنف عند الجَّماعة عبر التنظيمات السّريَّة المُسلّحة والمُعلنة عدم مدنيَّة وادييّ النّيل والرّافدين العريقين، وتكريس دراسة مراحل تطوّر العُنف لدى على مُستوى التنظير والمُمارَسة. وكّدت الدّراسة أن العُنف بشعار القُرءان والمُسدَّس؛ لم يكن وليد اللَّحظة، بل ستراتيجيَّة سنَّها مُؤسّس الجَّماعة حَسن البنّا قتيلها قبلَ 70 عاماً، في العديد من كتاباته ورسائله المُوجَّهة إلى مُريديه، وسار على نهجها من بعده قياديّو ومنظرو وأساتيذ الجَّماعة وتلاميذ محمد باقر الصَّدر الأوَّل والقتيل الصَّدر الثّاني، وعلى رأسهم الأخوين سيِّد ومحمد قطب.

وأنَّ حَسن البنّا، سعى إلى شرعنة العُنف بإسباغ “صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ” (سورَةُ البقرة 138)، عليه بدعاوى“هلال الجّهاد السُّنّشيعيّ ضدّ التبشير الصَّليبي” لاستعادة الحُكم الإسلامي بعدَ أن طاحَ صُبغ اُمراء الطَّوائف في الفردوس المفقود الأندلس وفلسطين

، واعتبر البنّا العُنف وسيلة لا غنىً عنها في عودة شَوكة وشَكيمة وبيضة وعِزَّة ودَولَة الإسلام. تضمَّنت الدّراسة النصوص التي أوضحت تَدرُّج البنّا في تبني البناء الأصل حتى وصل إلى ضرورة مُكافحة اُميَّة الأنظمة الجّاهليَّة القائمة ومُجتمع العوام والرَّأيّ العام مادام الحقّ مع الخلق. واستندت الدّراسة على مقالات نشرها البنّا في المَجلّات. نقلت الدراسة ما جاء بقلم حَسن البنّا في مقالته بالعدد الأوَّل لمَجلَة “النذير” ضدّ التبشير:

“سنتوجه بدعوتنا إلى المسؤولين مِن قادة البلد وزُعمائه ووُزرائه وحُكّامه وشُيوخه ونوّابه وهيئاته وأحزابه، وسندعوهم إلى منهاجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا عليه.. فإن أجابوا الدَّعوة وسلكوا السَّبيل إلى الغاية آزرناهم، وإن لجأوا إلى المُوارَبة والمُراوَغة وتستروا بالأعذار الواهية والحُجج المردودة، فنحن حربٌ على كُلِّ زعيم أو رئيس أو حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطّريق إلى استعادة حُكم الإسلام ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سِلم فيها ولا هوادة معها حتى يفتح الله بيننا”.

وأوضحت الدّراسة أن قيادات الجّماعة سارت على منهجيَّة البنّا في إعلانهم العداء لمبادئ الدّيمُقراطيَّة ونظام الأحزاب وانتقاد الحُريّات العامّة والدَّعوة إلى التطرُّف والعُنف، وقد بدا هذا واضحا في كتابات سيّد قُطب وتبنّيه مفاهيم

(الحاكميَّة، وجاهليَّة المُجتمع، وتكفير المُجتمعات والأنظمة/ التمسَ مَرجِع النَّجف محسن الحكيم في برقيَّة سماحته إلى عبدالنّاصر مصر، بعدَم إعدام قُطب، تجاهلها كواو عمرو بن العاص في التحكيم وأعدَمَ المُشاغب قُطب باسم الشَّعب!)

، مُتبني العُنف لإقامة الخلافة الإسلاميَّة وفقاً للشَّرعيَّة الحزبيَّة الثوريَّة، ومن ثَمَّت طرح الإسلام كبديل يقوم على مُرقات متدرّجات لاستعادة دولة شورى مدينة الرَّسول المدنيَّة غير الدِّينيَّة أصلاً، اعتمدَ اختراق المُؤسّسات والمُجتمعات والتواصل والتنسيق مع الجّماعات “الهُجوميَّة” وتفكير التكفير والتفجير وضرورة بناء قوَّة إرهاب عبد الله وعدوّه وتأمين الوصول إلى الحُكم.