18 ديسمبر، 2024 6:54 م

بعد بيان السيد الصدر الصريح وتزايد أصوات النساء والرجال التي ارتفعت تناشده ( منريدهم شلع قلع ) بات حل البرلمان امراً محسوماً ومفروضاً ، مايثبت وجود فراغ عاطفي ومجتمعي بين السياسي والمواطن .. تبدو لحظات حازمة لأن هذا النظال المستمر في ساحة البرلمان، بدأت تشارك فيه النساء فيرتفع صوتها بحرقة وغضب للخلاص من تلك الطبقة السياسية الفاسدة .. والأهم هو تَمسُّك الشعب واتفاقه على مطلب موحد بعد أعوام من الإنقسام والصمت .. فرغم تحمل المواطنين للتعسف والإهمال الذي مارسته الطبقة السياسية إلا أنهم اليوم وصلوا إلى مرحلة الإنفجار ، أما النظام أصبح على حافة الانهيار .. لأن ملامح الغضب بدت مرسومة وواضحة على وجوه الشباب والنساء والرجال الذين لازالوا يعتصمون في المنطقة الخضراء مُطالِبين بالتغيير للمرة الثانية.. و مهدِّدُّون الساسة بحل البرلمان للمرة الأولى …..
حوارات البرلمانيون والمسؤولون خلف الكواليس قد يغفل عنها المواطن .. مثل مايقال “ياغافلين الكم الله” ، لكن الإنتفاضة اليوم تستكمل ثورة تشرين ، وهذه بعينها “مرحلة صحوة” لإستعادة البلاد من تحت يد الفاسدين وقبضة المتنفّذِّين.. فالوطن مسؤولية الشعب والحكومة ، خاصة وإن مشكلتنا تكمن في سياسة الحكومات والعملية السياسية ، فالقوى الحاكمة تمثِّل حكومة توافقية .. تتشارك وتتفق وتتبارك على تقسيم الثروات ، جميعها تخلق المشكلات ، ولا تجد حلولاً للأزمات … والغضب العارم اليوم يكشف ويعكس حجم انعدام الثقة ورفض الشعب للمسؤولين واتفاقهم على حل البرلمان .. واليوم تنفتح حرب الساسة على الساسة ، لذلك فإن المطالبة بإنهيار البرلمان خطوة صالحة لخنق الفساد ، لأن (حكومة المحاصصة لاينتج من حواراتها إلا التقسيمات) ، كما أنها تتناقض مع المطالب ( الأصلاح ، لا لتدوير النفايات ، لا لطبقة سياسية فاسدة ) .. في حين اتجه البعض إلى ضرورة بقاء البرلمان لأن حله يعُّد استقواءً على الدستور ، والغريب أنهم لا يعدُّون فسادهم استقواءً على الدستور والنظام والشعب !!! ….
كما أن الإنتخابات التي اعتدنا عليها ليست الحل الوحيد … طالما ( هنالك إنتخابات فهنالك محاصصة وتزييف وفساد ) ، وأزمات لاتجد نهج الجدية في معالجتها .
لذا الشعارات تستمر … لأننا لو افترضنا وجود آفة فساد فمن الصعب جداً كبح انتشاره بوجود كَمّ هائل من الفاسدين، لذا فإن مطلب حل البرلمان سيضرب كل المصالح و المغانم والإمتيازات التي فُرضَت على حساب قوت الشعب وأمواله واستحقاقاته .
بالنهاية يجب أن يكون للشعب كلمة موحدة وثابتة وقوية .. فالحشود التي تعتصم وتصمّمّ على موقفها هي الفاعل الحقيقي لأن موقفها نابعاً من روحها ، والتغيير الحقيقي يأتي من روح المواطن لا يأتي من مصنع السياسة .. نأمل الموقف الثابت والصوت الحازم ليكون البرلمان مكان المواطنين وليس الفاسدين .