لغة التفاعل بهدوء مع مجريات الساعة لا تجد لها قاعدة تنويرية لان الاساس المثقل بالهموم هو اساس هش لا يمكن ان يضع قوعد وخلاصة لمواكبة ما يجري في العالم من تمازج فكري وانساني.
الامم الحية لها منصات قبول واخرى للرفض وفي كلا الحالتين هناك محرك
يدفع بنجاح هذه الماهية،لكن البقاء في رحلة السبات والنوم دونما محرك للمنطق والعلم لهو من الكبائر التي اغرقتنا بمقولات لا ترتقي الا لتسخيف وتسقيط العقل من مهامه الحقيقية التي تتجلى في التمييز بين تناقضات الوجود التي تفوز تارة بالوصول لمبتغاها او الانهيار والبقاء على السفح
هنا اقول ما نجحت الامم وجلست على كراسي النضج الا بارتقاءها بخطاب الهدوء المعرفي والعلمي وتركت الثرثرة كبضاعة ارسلتها لنا عبر تحفيز المشاكل لتكون ملهاة لنانبعثر بها واقعنا المر عبر استلاب عوامل الرقي والاخلاق وجعلتنا نخوض في آتون قراءات تأريخية تتجذر خرافة الاشياء والانحدار الى العمق الغارق بالخيال والخزعبلات ثم تركت فينا لهجة التسقيط والعداء تحت مسميات ثلاثية الابعاد وفق المنظور الاجتماعي حيث حملنا اسلحة القومية والمذهبية حتى غدت سلاح فتاك نقتل فيه كل شي جميل
ولنا في سفر حياتنا اليومية امثلة جمة اذ ترى انعدام خطاب الحب والعلم سوى اننا اخترنا طرق النزاع والمكابرة ولغة التسقيط والاستهانة والاتهامات والتشكيك كبوصلة ارشاد لمجمل مناحي وجودنا
وثمة من يقول هذا ناتج تحصيل انعدام الوعي والثقافة لكني اجد ذلك اكثر ايلاما في وسط الثقافة اذ يعلو خطاب التسقيط بين قصور هولاء الرجال وبلا رحمة او تودد حتى نصاب بالاحباط والتراجع وتكفير لحظة امتلاك الثقافة ومفرداتها
اذن نحن امام وضع معقد في مجالات عدة منها الفكرية والسياسية
والاجتماعية وهي بكل تأكيد ورثت وجودها من نظام قسري فاشي سلح المجتمع بكل مفردات العداء والاختلاف المجتمعي وما ان انتهى حتى اورث لنا بقايا صقوره وجرذانة الذين كانوا يتسولون من فتاته حتى تسلقوا اكثر بين اروقة الحياة واخذوا ينشرون غسيل بقايا ملابسهم الرثة على حبال البسطاء تحت حجج امتلاكهم الوعي وانهم البدلاء الحقيقيون عن المراحل السابقة
وهذه اهم مشاكلنا الاجتماعية اذ يرى هولاء الوصوليون والانتهازيون في وجودهم الراية المنقذه في حين ان دمار الامم هو وجود هولاء في حوارات رجال العملات الصعبة حيث يحاولون تسقيط اي حوار ايجابي نهضوي من خلال اتهامات واهية وجعلها من قبلهم اسبابا لتراجع المجتمع في حين انهم اكبر افة تعيش بيننا