23 ديسمبر، 2024 5:13 ص

حوادث الطائرات … من المسؤول ؟

حوادث الطائرات … من المسؤول ؟

حوادث الطيران حالة قد تحدث أثناء الطيران أو على الأرض , وهي في كلا الحالتين تشكل تهديد لسلامة الطيران وقـد تؤدي الى إلحـاق الضـرر الكلـي للطائـرة أو الطيار والركاب , عندها تحظى باهتمام عالمي واسع النطاق على المستوى المتابعة من قبل الجهات المسؤلة والناس ، من خلال وسائل الإعلام المختلفة .
أما تاريخ حوادث الطيران ظهرت مع المحاولات الأولى للطيران , وما شخصية العربي عباس بن فرناس ألا شاهد على هذه الحوادث , وغيرها من القصص التي فقدت البشرية بسببها المهتمين الأوائل في عالم الطيران الذين ضحوا بأرواحهم بشجاعة لتضع أقدام البشرية على طريق عالم الطيران والطائرات .
ومنها تمكن الإنسان من الاهتمام الجدي بالتحقيق في حوادث الطيران ، بعد ما أخفقت أسباب تجربته في الطيران، أو سقطت طائرته, ولذا سوف نتطرق لبعض من اسباب هذه الحوادث بشكل مختصر.
بداية يجب ان نتعرف على المصطلحين التاليين :
accident: الحادث وهو وقوع الخطر الذي ينتج عنه فقدان للأرواح أو خسارة في الممتلكات أي بمعنى فقدان طائرة أو أحد الأطقم الجوية .
incident: الاحداث أو الحويدث وهو وقوع إصابة بشرية غير مميتة أو خسارة غير باهظة في الممتلكات نتيجة خطأ بشري أو فني .

فلذلك الحوادث التي تتعرض لها طائرات النقل الجوي تدخل في تصنيف الكوارث الجوية لانها تكون مصحوبة في أغلب الأحيان بوقوع ضحايا بشرية. أما أسباب وقوع الحوادث كثيرة يشترك فيها العنصر البشري والخلل الفني و يمكن تصنيف هذه الكوارث أو الاحداث حسب عدة طرق :
• تحطم الالة في الجو : التصادم بين طائرتين, خطا فني جسيم, حريق, عملية ارهابية, الاعتراض من قبل الدفاعات الجوية للدولة المحلق فوقها…
• تحطم الالة باصطدامها بالأرض (أو “كراش”) : خطء في الملاحة والاصطدام بعائق, حادث ميكانيكي خطير يجبر الطيار على اجراء هبوط اضطراري…
• حادث على الأرض : التصادم بين طائرة في حالة اقلاع أو هبوط بأخرى داخلة في المدرج.
لقد تعددت أسباب حوادث الطيران من الفشل في تصميم بعض اجزاء الطائرات أومعداتها المساندة لها وصولاً إلى تشغيل الطائرات وصيانتها وتنشأ أيضاً من ضعف مستوى التدريب للاطقم العاملة على الطائرات ومعداتها الأرضية والأجهزة المساندة لها لذلك وجب على المعنيين من تحليل كل حادث لتحديد أسبابه ,وتصنف أسباب الحوادث كما يلي :
الخطأ البشري
التجارب التي مرت أثبتت في تحليلها أن معظم حوادث الطيران مرتبطة بالخطأ البشري, ولكن علينا أن ندرك دائما خلال عملية التحقيق في حادث بأننا نبحث عن سبب الحادث وليس عن الشخص المسبب للحادث لنحمله المسؤولية ويجب على الكوادر الجوية ومهندسي الصيانة والمراقبة الجوية والعاملين في هذا القطاع على كافة المستويات إدراك أهمية السلامة والتعرف من خلال التدريب والتوعية المستمرة على برامج السلامة والتدريب والإشراف على كيفية وقوع الحادث وكيفية منع وقوعه مرة أخرى , وتنحصر اسباب الخطأ البشري بالتالي :
1- ضعف مستوى التدريب أو الانقطاع عنه .
2- ضعف مستوى الإشراف
3- عدم تطبيق الأنظمة والتعليمات وعدم استخدام شيتات الفحص.
4- الإهمال .
5- الإرهاق .
6- القلق .
7- عدم التركيز .
8- عدم الالتزام باللياقة البدنية .
– أخطاء كادر قيادة الطائرة :
وهو من أولويات الاسباب في حوادث الطيران, فالإحصاءات أكدت أن 73.5% من حوادث الطيران وقعت بسبب أخطاء الطيار، من خلال عدم اتباعه الإجراءات المنصوص عليها بدقة، أوالشرود وعدم الانتباه في أثناء قيادة الطائرة، والخطأ في إجراء معين، وأيضا نقص في خبرة و تدريب الطيارين . كما أن الإرهاق الشديد الذي يتعرّض له الطيارون نتيجة قلة أعدادهم، ورغبة شركات الطيران في القيام بعدد كبير من الرحلات لتحقيق قدر أكبر من الربح، خصوصاً في المواسم التي يزداد فيها الإقبال على السفر, إذ جاء في ” تقرير اتحاد الطيارين البريطانيين الذي صدر عام 1973م” أن الإرهاق الذي يتعرض له الطيارين بسبب ساعات العمل الطويلة أدى إلى وقوع عشر حوادث في المدة من عام 1966 إلى عام 1977م، وراح ضحية هذه الحوادث 257 شخصاً.
الخلل الفني للطائرة .
من الأسباب الاخرى لحوادث الطيران هي أخطاء الصيانة , حيث تبلغ نسبة ماتسببه أخطاء الصيانة في الحوادث 1.6%، ويحدث ذلك نتيجة الإهمال في إصلاح بعض الأعطال، او عدم التقييد بالتعليمات الفنية في أجراءات الصيانة مما يتسبب بوقوع الحادث. وهناك الخطأ المصنعي فالجهة التي قامت بتصميم المعدة تتحمل المسؤولية أيضاً في الحوادث لان كان عليها تصميم الجهاز بطريقة تمنع حدوث الخطأ في التركيب , اذا يرجع الخلل الفني إلى الأخطاء في إحدى العمليات التالية:
1- التصميم.
2- الصيانة.
3- التصنيع.
4- خلل في كقاءة المواد الاحتياطية .
الأسباب الغير مباشرة للحوادث :
بعض الحوادث لاتكون نتيجة الخطأ البشري أو الخلل الفني أو عدم مطابقة المواد الاحتياطية , ولكن تحدث لأسباب وعوامل أخرى ومن الأمثلة على ذلك :
1- الظروف الجوية
سوء الأحوال الجوية تتسبب في وقوع نحو 5.3% من حوادث الطائرات التي يصل ارتفاعها إلى أعلى من 30 ألف قدم , لان اغلب التغيرات الجوية تحدث في هذه المسافة ، بالاضافة الى عوامل متغيرة أخرى كزيادة في سرعة الرياح، تغييرات في الكثافة والسحب الرعدية، والضباب، والأمطار، وانخفاض درجات الحرارة التي تصل في قمة هذه الارتفاع إلى 70 درجة تحت الصفر، وهي عوامل لها تأثير فعال في حركة الطيران.
2- اصطدام الطيور
وهي من اصعب ماتواجه الطائرات أثناء الطيران وتهدد سلامة الطيران، لما ما تسببه من الحوادث الخطيرة التي ممكن ان تؤدي ايضا الى حصول بعض الوفيات. وإن كانت قليلة نسبيا عند الطائرات المدنية , معظم حالات تصادم الطيور بالطائرات (65%) تسبب ضررا بسيطا , ولكن الضرر الأكبر هو عندما يدخل الطير بمحركات الطائرة أو يصطدم بالزجاج الأمامي للطيار , وتقدر الخسائر السنوية للطائرات التجارية المدنية من حوادث الاصطدام بالطيور حوالي 400$ مليون دولار في الولايات المتحدة و 1.2$ مليار دولار في العالم ككل.
في ختام المقالة يجب ان نوضح ان الطائرة من أكثر وسائل النقل سلامة من خلال وجود كافة التقنيات الحديثة ووسائل التكنولوجية بها , حيث تشير التقديرات إن معدل ضحايا حوادث تحطم الطائرات يبلغ 0.23% عن كل مليون رحلة بالرغم من الوقوع فى الأخطاء التى تترتب عليها الحوادث الضخمة, كما أن لجان التحقيق في حوادث الطيران تبذل أقصى الجهود لمعرفة الأسباب الحقيقية لتلك الحوادث لتفاديها .
أ ما بالنسبة للمسافرين فإن هناك فئة منهم يخشون ركوب الطائرة ويضربون الأخماس بالأسداس قبل الحجز وبعده ويبحثون عن اتفه الأسباب لإلغاء حجوزاتهم، ( من المشاهير العرب الذين يكرهون ركوب الطائرات هو الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب حيث ذكر في مقابلة تلفزيونية انه لم يركب الطائرة قط في حياته وانه استخدم الباخرة بدلا منها.) ولكن ليعلموا ان أخر معلومة يمكن أن تطمئنهم للسفر بالطائرة هي أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الاياتا) قدر إحصائيا ” أنه في حال سافر شخص ما كل يوم بالطائرة وقام بـ14 ألف رحلة يكون هناك احتمال لتعرضه لحادث طائرة ” .