23 ديسمبر، 2024 2:19 م

حن الذين يسموننا ….. الخالدون

حن الذين يسموننا ….. الخالدون

 يختلف الأدباء والمفكرون والشعراء والكتاب في الكثير من الاشياء حول الابداع فلكل واحد منهم اسلوب في الكتابة ومعادلة فلسفية يحاول من خلالها ايصال رؤيته الميتافيزيقية الى القارىء ولكن يجتمع المبدعون في الرأي حول الفن بكافة اشكاله وابعاده على انه صانع فلسفة الأبداع فمن المستحيل ان يتفق المبدعون على طاولة واحدة حول الادب والفكر والفلسفة فلكل واحد منهم تجربة خاصة به تؤهله لكي يستخلص ويستنتج اراءه وطروحاته في هذه المجالات ولكن ما ان يتم الحديث عن الفن فترى كل المبدعون يتواجدون ويدونون حضورهم في المعارض الفنية والمسارح والعروض الموسيقية فترسم الدهشة على ملامحهم ويقفون بصمت امام تأريخ الفن وهذا الكلام لم يأتي من فراغ بل معادلة استنتجتها من خلال تجربتي الشخصية مع معظم المبدعيين الذين تربطني بهم علاقة ( زمالة ابداعية ) كل واحد حسب مجاله فنحن لا نتفق في شيء حول الفكر والادب والفلسفة ولكننا نتفق ونحن في حضرة الفنون فدائما تصلني دعوات لحضور معارض فنية او عروض موسيقة ومسرحية فأرى المبدعين هناك ومحور الحديث يدور حول الفن بعيدا عن الادب والفكر والفلسفة فهم كجيش جرار يدونون حضورهم وهذه هي نقطة قوتنا فنحن لا نجتمع على طاولة الحرب ولكننا نجتمع على مائدة السلام التي هي لغة الفن بكافة اشكاله ؟
فنحن المبدعون متمردون نتحدى انفسنا قبل ان نتحدى واقع الحضارة الانسانية ولكننا في نفس الوقت نطمح للخلود كل واحد في مجاله الابداعي نعم تختلف اقلامنا وتختلف عقولنا ولكل واحد منا امبراطورية يصول ويجول فيها من خلال ما يؤمن به من شريعة وعقيدة ومبدأ ولكن تبقى في ارواحنا جسور نتواصل من خلالها فالفن هو الشيء الجميل الباقي الوحيد الذي يوحد صفوفنا نحو المجد والسمو في صفحات الابداع …..
نختلف في كل شيء نحن المبدعون من حيث اللغة ولون البشرة والقومية والدين هذا من جانب ومن جانب اخر تختلف اقلامنا فلكل منا نظرته التي يصف من خلالها كل شيء واي شيء لذلك دائما اقول ان الله عز وجل خالق هذا الكون ومالك الارض والسماء اعطانا موهبة الابداع كهبة لكي ننشر الفكر والثقافة والفلسفة في المجتمع من اجل ان لا يبقى للجهل مكان بين عقول البشر فالجهل يدمر المجتمع والحياة ولكننا المبدعون نقف له بالمرصاد فنحن امة شعارها القلم وعقيدتها الفن وشريعتها الابداع …..
فنحن الشعراء والادباء والكتاب والتشكيليون والمسرحيون والفلاسفة والمفكرون جيش استثنائي ليس له مثيل وفريد من نوعه لا نقتل ولا نسفك الدماء ولا نعترف بالأرهاب ولا نتلاعب بأرزاق البشر فهذه ليست لعبتنا وليست من هواياتنا فمهمتنا ان نثقف العقول ونصنع جيل من المثقفين لكي يناضلوا ويكافحوا من اجل حياة سعيدة ومجتمع انساني وحضارة تكتب عنها صفحات التأريخ ؟
نحن المبدعون عظماء وثائرون كائنات عبقرية نحمل جينات التميز والمثالية خلقنا لكي نقود البشرية
فتحية للأبداع بكافة صورها وتشكيلاته وصنوفه وتحية لكل مبدع في كل اصقاع الارض ولترفرف راية الفكر والادب والفلسفة خفاقة عالية شامخة في وجه مافيا الصحافة العالمية
واذا ما رحل صاحب اسطورة الحب في زمن الكوليرا غابرييل كارسيا ماركيز عن هذا العالم فأن الابداع لم يرحل ولن يرحل فكلنا غابرييل كارسيا ماركيز
كلنا نزار قباني
كلنا محمد مهدي الجواهري
كلنا جبران خليل جبران
كلنا الدكتور علي الوردي
نحن الذين يسموننا ….. الخالدون