ربما ان مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب ، ينصرف الى ان المخاطب هو الذكر فحسب ، ولكن العارفين بلسان العرب المبين يتضح امامهم فورا ان المرأة ضمن الرجال الذي وصفهم الله سبحانه بقوله : مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا –– الاحزاب- ايه 23 وهنا المقصود الرجال والنساء . فقد شهد تاريخ العراق ، وباجتهاد شخصي وتحصيل ذاتي ايضا ، ودون تاثير الحزبية الضيقة على نسوة خنقتهم تلك الحزبية ، برزن ، في العراق العديد من العراقيات اللاتي كانت القيادية سماتهن الاساسية منذ الصغر ، اقول ربما هي طفرة وراثية او صفة متنحية او نبوغ ينطوي على هبة من الله لهذه المرأة او تلك ، فكانت منهن ، الطبيبة والمحامية والسياسية اللامعة والشاعرة والثائرة والمهندسة والفنانة والمربية الفاضلة .. بل كنّ من مفاخر العراق ؛ ونحن كمراقبين .. منذ التغيير في 2003 لحد الان ، تابعنا السياسين وخاصة العراقيين الاجانب منهم ( ذوي الجنسيتين )، عندما تسلموا السلطة لم يكن لهم برنامج واضح المعالم لادارة دولة ، فكان عملهم من اخفاق الى اسوأ منه ، وكان البرزاني يبتزهم لكي يستمروا بالسلطة ، والشاهد ما بلغه العراق الان من تخلف ودمار وخراب ودواعش ومجازر سبايكر وفساد وهدر المال ..ووو…غير ذلك كثير .رافق ذلك بروز بعض السياسيات من النساء التي جاءت بهن الاحزاب تنفيذا للدستور الذي فصله لهم مسعود البرزاني بمعاونة سيء الصيت برايمر، لمليء 25 % من المقاعد في البرلمان ، التي قرروها ليضفوا على انفسهم صفة الديمقراطية . وكنا نتابع ايضا عمل المرأة العراقية سواء تلك التي دفعها الحس الوطني للعمل او تلك التي جاءت بها الاحزاب من اقارب السياسين أو زوجاتهم وبناتهم اواحزابهم او من عشائرهم . فطفى على المشهد السياسي عراقيات يستطيع العراقي ان يفخر بهن بل ويعتز بهن .. دون الرجال .. ومن تلك الشخصيات السيدة حنان الفتلاوي التي كنا نتوقع ان تتسلم اسنى المناصب في الدولة وخاصة في فترة حكم السيد المالكي ، سيما وكانت متفوقة في قائمتها بامتياز ، اضافة الى كونها طبيبة .. فانا وسواي كنا نتطلع ان تتسلم حقيبة وزارة الصحة على الاقل .. ولكن كانت خيبتنا كبيرة جدا ؛ عندما وجدنا المناطقية والمحسوبية جاءت بغيرها حتى ولو داخل الحزب الواحد، وآخرون قالوا: الخوف من شجاعتها ابعدها عن المناصب ، كونها وبحكم وطنيتها وايمانها بتاريخ العراق ، وجدناها الاكثر نشاطا في البرلمان ، وكشفت الكثير من الفاسدين الذين حاولوا ان يسيئوا الى مسيرة حياتها .وعلى ذكر وزارة الصحة ، فالعراقيون الان في وضع لا يحسدون عليه صحيا ، ومن جميع الجوانب سواء من علاجات الامراض المستعصية او علاجات المسنين او السرطان او مواد التحليلات المرضية او مستلزمات اجراء عمليات القلب والقسطرة او التخدير والمخدرين واللقاحات ، او الدوام غير المنضبط في المستشفيات بل وغير المكتمل . مع العلم ان وزارة الصحة .. تخمس وتزكي وتطبخ لمناسبة عاشوراء .. على هيئة افراد او جماعات .. بل انهم الاكثر ادعاء بحب الحسين . وان اختيار السيدة الفاضلة عديله حمود لم يكن موفقا بشهادة كل العراقيين … فليتها كانت الدكتورة حنان .. بل وليت السيدة الفتلاوي تسلمت احدى الوزارات السيادية ، فحتما سيرتفع شان العراق ، او شان القطاع الذي تشغله على الاقل ..والان في العراق .. وكون العراقيات قياديات بالفطرة اذا توفرت لهن الظروف ، فقد اسست السيدة الفتلاوي حزبا ، وطرحت اهدافه ومراميه .. تحت اسم اراده .. فانا اظن انه اول حزب في الوطن العربي .. وحري بنا ان نشد على اياديها ليس لتفوز بالانتخابات فهذا شان خاص بها .. بل لتطوير برنامج حزبها وتوسيع قاعدته ليكون نواة ، اولبنة ، تسهم في اعادة بناء العراق الذي خربوا انسانه وتاريخه وموقعه في العالم ، لتعيد مجد سومر وبابل وآشور .. وأن مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة .. والحمد لله رب العالمين .