قبل بضعة أيام وتحديدا في يوم السبت 22 / 10 / 2016 , دعت رئيسة حركة إرادة النائبة الدكتورة حنان الفتلاوي في بيان صحفي لها , إلى كشف ملابسات حادثة قصف طائرة لمجلس عزاء في حسينية في داقوق جنوب محافظة كركوك , والتي راح ضحيته أكثر من ثمانين بين شهيد وجريح جميعهم من النساء والأطفال , ومطالبة في الوقت ذاته الحكومة بتوضيح هوية الطائرة التي قصفتهم واتخاذ الإجراءات التي تحفظ دماء الأبرياء من المدنيين , وفي مداخلة لها في جلسة مجلس النوّاب يوم أمس الأثنين 25 / 10 / 2016 , عادت النائبة الفتلاوي لتطالب رئيس مجلس النوّاب بمتابعة اللجنة التي تشّكلّت للتحقيق بهذا الحادث , وأن لا يكون مصير هذه اللجنة كمصير اللجان السابقة التي تشّكلّت والتي انتهت نتائجها وأوراقها إلى المزبلة .
والرأي العام العراقي يقف مع النائبة الفتلاوي بجعل حادثة حسينية داقوق مناسبة لإيقاف مهازل اللجان التحقيقية التي تشّكلّت في زمن هذه الحكومة والحكومات السابقة , فهذه اللجان جميعا وبدون استثناء لم تتشّكل للوصول إلى معرفة الحقيقة وتقديم التوصيات , سواء تلك المتعلقة بالخروقات الأمنية وسقوط مئات الضحايا , أو تلك المتعلقة بالفساد والنهب المنّظم للمال العام , وإنما أريد لهذه الجان أن تؤدي دور امتصاص نقمة وغضب الشارع العراقي بعد كل خرق امني أو كشف ملف من ملّفات الفساد والسطو على المال العام , مئات اللجان التحقيقية التي تشّكلّت منذ سقوط النظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة للوقوف على ملابسات المئات من الخروقات الأمنية أو تلك التي تتعلّق بالفساد المالي والإداري , لكنّ أي من نتائج تحقيق هذه اللجان لم يكشف للشعب والرأي العام للوقوف على ملابساته , فأين هي نتائج هذه التحقيقات وهل أعلنت نتيجة وتوصيات تحقيق واحد على الشعب والرأي العام ؟ فإذا كانت المزبلة هي نهاية هذه التحقيقات , فلماذا هذا الإصرار على خداع الشعب والرأي العام ؟ وإلى متى يستمر هذا الخداع ؟ .
فإذا كانت الحكومة ترى أنّ دماء العراقيين رخيصة ولا تستّحق أن يكشف عمّن يسفك هذه الدماء الطاهرة , وانّ أموالهم نهبا للمافيات والعصابات الحزبية , وانّ الشعب العراقي ساذج وغبي ويمكن خداعه والضحك عليه بهذه اللجان مرة وألف مرة , فأقول للحكومة ومن يعتقد بهذا , انّ الشعب العراقي ليس ساذجا ولا غبيا , وسيقف مع الفتلاوي وكل صوت عراقي غيور لمعرفة الحقيقة والوصول للجناة الحقيقيين , ودمائنا ليست رخيصة ولن تكون يوما رخيصة أبدا , لن نسكت بعد اليوم ولن ننسى دماء ضحايانا الأبرياء سواء التي سفكت في داقوق أو على يد جلاوزة مسعود الأسايش , وعلى الحكومة إعلان نتائج التحقيقات الخاصة بحادثة حسينية داقوق على الشعب والرأي العام العراقي , للوقوف على ملابسات هذه الجريمة المروعة , وأن تجيب على سؤال النائبة حنان الفتلاوي المتعلّق بهوية الطائرة التي نفذّت هذه الجريمة , وكفى خداعا للشعب والرأي العام العراقي .