22 ديسمبر، 2024 7:34 م

الحنفيش: حية عظيمة ضخمة الرأس.

الحية حيوان زاحف يسرط ما يناله عندما يجوع , ويحارب مَن يحاربه , وفي أكثر الأحيان تكون فريسة لحيوانات أخرى متنوعة , وحتى الطيور الجارحة تتلذذ بصيد الحيات.

والقليل النادر منها ينجو من الهلاك ويتحنفش , ويكون صاحب قدرة على الفتك بالآخر , لكنه يبقى تحت رحمة مَن يفترسه ذات يوم لأن فيه لحم وفير.

فالحنفيش ربما يسرطنا , ويتمتع بوجبة بشرية قد تكفيه لبضعة أيام , بعد أن تذيبها عصاراته المعدية التيزابية المواصفات.

وهذا الحنفيش قد تحاوطه الحيوانات المفترسة , وتبدأ بأكله من ذيله حتى رأسه , وهو في محنة الدفاع اليائس عن نفسه , فبعد أن سرط ما سرط , جاء اليوم الذي سيكون فيه الفريسة على موائد الوحوش الشرسة السابغة.

فلكل مفترس مَن يفترسه , ولكل متسلط مَن يتسلط عليه , ولكل ظالم مَن يذيقه مظالمه , وتلك سنة المسيرة فوق التراب , فالقوي لا بد أن يُطاح به ذات يوم , فالحنفشة لا تدوم , والمسكنة ستقوم , فالأدوار متبادلة والحياة منازلة.

والمتحنفشون في ديارنا يتكاثرون , لأنهم منفوخون بغازات الضلال والتبهيم والتغفيل , فأصبحت أحجامهم كبيرة وآيلة للإنفجار عند أول نغزة بإبرة الوعيد , الذي يزحف إليهم متخفيا بعباءة رغباتهم , وتطلعاتهم السقيمة النكراء.

وكلما كثر الحنافيش في المجتمع , أصيب بتداعيات مريرة , ونكبات خطيرة , وصارت الحنافيش ذات إمتدادات إخطبوطية , وتحركات إفتراسية لا تعرف الحذر حتى تتساقط يوما في الحفر.

فهل بيننا حنافيش بدرجات متباينة؟

إن تاج الباء يوهمنا بأننا غير ذلك , بينما حقيقتنا تتناسب طرديا مع المسافة التي يبتعد فيها التاج عن رؤوسنا.

فهل لنا أن لا نتحنفش على بعضنا , ونستحضر الإنسان الذي فينا؟!!

و”حب الذات يخدعنا ويعمي أبصارنا”!!