يتبارى السياسيون لاظهار عقدهم الشخصية المستنسخة بتقلبات الزمن و المواقف و الانتماءات ، يتنابزون بكل مفردات الشحن الطائفي للتغطية على مزاجيات معكرة بعدم صدق اللسان ولا سلامة السريرة، لأنهم يلتقون عند مصالح شخصية بالمقام الأول، فلا الحزب انتماء و لا الطائفية عقيدة .. أنهم مجموعة من البشر يجمعهم ويفرقهم المال لذلك يختزلون ردود الأفعال بشحن طائفي و ملفات فساد، قناعة منهم بأنها مظلة” النزع الأخير” للحفاظ على مكاسب اللاوعي الانساني و ضبابية سيادة القانون.
نسمع تصريحات لا يمكن تصديقها و مواقف يندى لها الجبين الوطني، فعندما يتشفى المتسيدون للمشهد السياسي بالتفجيرات و يتمنون وقوعها بمنطقة دون غيرها فانهم لا يستحقون الانتماء لمؤسسة عراقية حتى لو كانوا عباقرة في اختصاصات عملهم، رغم أن هذه حالة استثنائية حيث الجهل يتقدم على الكفاءة في التعيينات، نجدد القول بان الباحث عن جاه وسط دماء و جثث الأبرياء العراقيين مكانه السجن لا البرلمان أو الحكومة، لذلك يجب اصدار تشريعات جديدة بدلا من الانشغال بقوانين النظام السابق تعاقب
لم تكن الطائفية من بين اهتمامات العراقيين قبل 2003 ، لا بل ان أحدا لا يسال صديقه أو حبيبته عن القومية أو الطائفية، بينما في زمن” القحط الوطني” تخرج علينا نائبة أو زميل لها أو مجتهد بالأختصاص الخطأ من مواليد 2006 في عالم السياسة و الاجتماع ليشيعوا حالة من الاحتقان الطائفي بـ” هذيان” ييكشف عن ولاء ” عنصري” يدخل في اختصاص الملاحقات الجنائية ذات الصلة بجرائم الحرب باعتبار اشاعة أجواء العنف المجتمعي جريمة ضد الانسانية.
ولأن الاستثناءات باتت القاسم المشترك في حياة و سلوكيات السياسيين في العراق فان سلم الأولويات بحاجة الى قواعد ارتكاز جديدة لمنع انهيار المتبقي من أواصر الأخوة العراقية، التي ينحت السياسيون في الصخر لتخريبها بينما يواجه المواطن القنابل بصدر مقتوح لادامة التواصل الاجتماعي، في مفارقة انسانية و تاريخية غريبة عن المجتمع العراقي، حيث كان الجميع يرفع شعار الوطن بولاء غير مفتعل بينما تحولت دكاكين الانتماءات الصغيرة الى”دبابيس فتنة متعددة الانتماءات الخارجية”، لذلك سيجد النافخون في القير لاثارة الطائفية أن مكانهم الصحيح هو قارعة طريق النسيان لا ذاكرة الشعب!!
العراقيون براء من الطائفية و الانغلاق المجتمعي وهم غير معنيين بتصريحات ” سياسيي الصدفة” الذين يفضلون العيش في ظلام الطائفية كونها تناسب خلاياهم الذهنية غير المكتملة
النضوج وعيونهم التي لا تبصر الحقيقة، و ستستمر الغشاوة الى حين بدون مواجهة تعطي كل ذي حق حقه، حيث الكفة ستميل لصالح الشعب، الذي يصبر على الملمات لأن خصاله لا تحتويها غير أرض العراق، عكس سياسيين لا يستنشفون الحرية الا في فضاءات الدول الأجنبية، ما يفسر عدم القدرة على العيش في أجواء التسامح!!