لايزال هناك تراوح في موضوع تشکيل الحکومة العراقية بعد الانتخابات الاخيرة المثيرة للجدل، وتبدو المواقف غير واضحة والاجواء لازالت ملبدة مع ملاحظة إن البيت الشيعي لايبدو موحدا بما فيه الکفاية، ولاريب من إن الخاسر الاکبر من عملية تأخير تشکيل الحکومة العراقية هو الشعب العراقي، خصوصا بعد أن صار واضحا من إن الحکومات العراقية المتعاقبة منذ عام 2003 ولحد الان، لم تقدم مايشفي الغليل والحد الادنى من الخدمات العامة الاساسية له.
تأخير وعرقلة تشکيل الحکومات العراقية وضعفها وعدم تمکنها من اداء واجباتها بالصورة المطلوبة، لم يعد سرا بأن التدخلات الخارجية وبشکل خاص الايرانية منها هي التي وقفت وتقف وراء ذلك، ولاسيما بعد أن صار واضحا بأن إيران اللاعب الاکبر في العراق ولعبه يصب کله في صالح أهدافه وغاياته المتعارضة مع المصالح العليا للشعب العراقي، ولذلك فقد بات هناك تخوف کبير من هذا الدور ومايشکله من تهديد للمصالح الوطنية وبشکل خاص إنه يهدف الى تحقيق مشروع خميني في العراق والمنطقة مع ترکيز خاص على جعل العراق القاعدة الاساسية للإنطلاق صوب هذا المشروع المشبوه والمعادي للمنطقة برمتها.
في هذا الخضم، وفي هکذا أجواء، يخرج علينا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي همام حمودي، ليحذر مما أسماه”تدخلات أجنبية في الشأن العراقي” معتبرا ذلك”مساسا بالسيادة الوطنية وانتهاكا لحقوق الشعب في اختيار حكومته.”، ولاندري عن من يتحدث حمودي ولمن يشير أو يقصد، ماهي الدولة التي تتدخل في الشأن العراقي بشکل سافر وتمس وتنتهك سيادته الوطنية بکل وقاحة؟ من هي هي تلك الدولة التي صارت سفارتها وکرا لإجتماعات وترتيبات وتنسيقات تحدد مايجب ومالايجب أن تقوم به الحکومات العراقية؟ من هي الدولة التي يصول ويجول ضباط مخابراتها وقياديون لديها متورطون بالارهاب ومطلوبون للعدالة الدولية؟ هل هي أمريکا أم ترکيا أم السعودية أم الامارات أو الاردن أم…إيران؟ لماذا لايضع حموديڤ النقاط على الاحرف ويحدد ذلك، أم إنه فقط يريد أن يوحي بأن أعداء العراق کثيرون وعليه الحذر منهم جميعا، لکن حمودي يعرف جيدا بأن هناك تفاوت کبير جدا في التهديدات التي تمثلها هذه الدول على العراق، ويعلم جيدا بأن خطر النظام الذي يعتبره مرجعيته السياسية والفکرية هو الخطر الاکبر على العراق.
النظام الايراني ليس يشکل خطرا وتهديدا على العراق وانما حتى على شعبه الذي لم يعد يثق به بإعتراف حسن روحاني أمام البرلمان الايراني، وإننا نعتقد بأن أکبر معرقل لتشکيل الحکومة العراقية وعدم السماح بتشکيلها على أسس وطنية تخدم مصالح الشعب العراقي هو النظام الايراني الذي يريد أن يجعل العراق کبش فداء لمغامراته ومخططاته العدوانية الشريرة التي لانهاية لها إلا بسقوطه وهذه حقيقة صار الشعب الايراني يدرکها ويعيها جيدا ولذلك فقد صار الهدف الرئيسي للشعب الايراني إسقاط هذا النظام، وبطبيعة الحال فإن هذا يعني بأن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية صاروا على خط ومسار واحد، فهل فهم حمودي ذلك أم يريد المزيد من التوضيح والشرح؟!