بعد الانتصارات الباهرة التي حققتها سرايا السلام والتي يحق لكل منصف غيور من ابناء بلدنا المظلوم ان يفتخر بدأت حملة ممنهجة تقودها جهات مغرضة تستغل نفوذها المالي والاعلامي وبعض السذج الى قلب الحقائق وصرف انظار الشعب العراقي عن هذه الانتصارات التي حفظت ارض العراق الطاهرة ومن هذه الحملات هو الدعوة التي اطلقت ولا ادري من اطلقها وهي المطالبة باطلاق سراح المعتقلين من ابناء التيار الصدري وكأن القيادة الصدرية المتمثلة بالسيد مقتدى الصدر او الجهة السياسية للتيار غائبة عن هذا الموضوع او انها قد قصرت فيه والغريب في الامر انه لا يوجد احد من ابناء التيار الصدري ومن مختلف المستويات قد تنبه الى موضوع مهم وهو انه لا توجد هناك حركة او نشاط معين له اثر في الرأي العام الا وتصدى له السيد مقتدى الصدر ودعا له ووجه انظار المجتمع اليه والامثلة على هذا اكثر من ان تحصى ومنذ 2003 والى يومنا هذا فلماذا لم يقم السيد بالدعوة الى هذه الحملة ولماذا تم اختيار هذا التوقيت لها ولماذا موضوع المعتقلين بالذات ولماذا …..هذه التساؤلات وغيرها الكثير تجعلنا امام اجوبة وعلامات استفهام قد لا نجد لها تفسيرا دقيقا ولعلنا يمكن ان نصل الى البعض منها من خلال عدة نقاط منها :
1. لا يخفى على احد ان هناك من بين المعتقلين من اساء لأبناء الشعب العراقي وبالتالي فان المجتمع يفهم ان مطالبة التيار بأطلاق هؤلاء يعد تعدي على حقوق الناس .
2. ان الانتصارات التي حققتها سرايا السلام ارعبت الاعداء اولا وكانت رسالة قوية جدا الى ابناء الشعب العراقي بان ابناء الحوزة الناطقة هم احرص الناس على البلد وهم مشروع تضحية من اجل المقدسات لذلك اتجه البعض الى عكس رسالة السلام هذه الى معنى اخر وهي ان ما قامت به السرايا انما من اجل اطلاق سراح هؤلاء المعتقلين .
3. على الرغم من الحملة ترفع شعار المعتقلين الابرياء الا ان المجتمع لا ينظر لهذه العبارة وانما ينظر فقط الى تعميمها .
4. من خلال الفيديو الذي انتشر في المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي حول زيارة وفد من الهيئة السياسية الى احد السجون والكلام الذي ظهر فيه كان الغرض الاساسي منه هو افهام المجتمع بان الطبقة السياسية والقيادة ناسية او متناسية امور المعتقلين .
5.الحكومة الحالية استلمت ملف المعتقلين من سابقتها وهو كغيره من التركة الضخمة التي ولدتها التصرفات غير الحكيمة لتلك الحكومة لذلك فان المطالبة هذه اريد منها ايجاد ثغرة وفجوة بين التيار والحكومة الجديدة .
6. الكل يعرف بان الحكومة الحالية مشغولة جدا بالملف الامني وتداعياته وملفات الفساد المتراكمة ولذلك فان المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في هذا الوقت يعطي رسالة للشعب العراقي بان التيار يضع العصا في الدولاب .
ولعل القائمة تطول وارجو الا يفسر مقالي هذا باني ضد اطلاق سراح المعتقلين الابرياء والمقاومين ولكن اقول ان التوقيت تشوبه بعض الشكوك وان على المتصدين للحملة الرجوع الى قيادتهم الحكيمة والتي جربوها في السراء والضراء وانطلاقا من المقولة الخالدة لاتقولوا قولا ولاتفعلوا فعلا الا بعد السؤال عن الحوزة العلمية . … والله من راء القصد .