18 ديسمبر، 2024 8:14 م

حمد وحمود (حمد شابع فشك وحمود شابع صيت)

حمد وحمود (حمد شابع فشك وحمود شابع صيت)

رثاء العراقيين لا يجوز بالكلمات، بل يجب ان تكون الاحرف مرسومة بدماء الثأر الحار او بالدموع الدافئة على اقل تضحية. العراقيون الذين يتساقطون مع حلول ربيعهم، وارواحهم التي تتطاير وكأنها اوراق الخريف، لا يجوز رثائهم بحروف رخيصة وكلمات منمقة، بل يُرثَون بالفعل لا بالكلمة الباردة. وسلام لروح العراقي حمد وحسبي الله على حمود..

نعم حمد يموت، وحمود هو المتفضل بكل شيء. حمد ذاك العراقي البسيط الذي يفترش الارض ويسترزق من اسواق بغداد البسيطة، حمد ذاك العراقي الذي يموت على جبهات الوطن ”المبيوع“، حمد ذاك العراقي المخذول في كل زمن، حمد ذاك المتقاعد الذي يعيش على فتات ما ترميه له الحكومات المتعاقبة بسراقها وعملائها.

اما حمود، فهذا هو الزعيم والقائد والسيد والمعالي والحاج واصحاب الالقاب والاسماء الرنانة التي تطن كطنين الذباب حين يجتمع علي قذارة الفضلات، فكلهم حمود، وكل حمود قد صعد على اكتاف حروف حمد للاسف! وكلما سقط حمد، استغل حمود فرصة سقوطه وتاجر بمصيبته!

 

حمود هذا الذي باع الوطن والمواطن، حمود هذا الذي يعيش على مصائب العراقيين، حمود هذا الذي يحدد مصائر العراقيين!

حمود يرتدي البذلة، ويرتدي العقال، او ربما يكون معمم، او قد يكون ذاك الذي يرتدي التي شيرت ويظهر ببساطة البسطاء كي يسرق قلوبهم كما يسرق قوتهم.

حمود يبقى ما بقي الدهر منعما، مادام حمد يعطيه كل حروفه ليصيغها كما شاء حمود!

و ((انا لله وانا اليه راجعون))