23 ديسمبر، 2024 5:09 ص

حمد وانتظارنا غير المجدي

حمد وانتظارنا غير المجدي

حمد نشمي
على الفرهود شد حيله
حمد باك الحليب وباك قوت الناس
ولون يحصل درب جا فرهد العباس
يوم كان العراق ببوابة واحدة يخرج منها الأحياء الفارين من جحيم السلطة وسجنها الكبير المؤطر بسياط الجوع وقسوة ( الرفاق ) وطبول الحرب كان حلمنا بالخلاص مرتبطا باثنين لا اكثر أولهم ( المهدي ) عليه السلام الذي أطلقنا عليه اسم ( المنتظر ) مع علمنا بأن انتظارنا قد يطول وربما لا يجدي حتى سخر من تفكيرنا وانتظارنا وزير داخلية البعث وكتب على الأوراق التحقيقية لكل من يزج به في السجن من المنتظرين : ( يطلق سراحه بعد ظهور المهدي ) وكبر ياسنا وعرف الحاكمون ضعفنا فخلطوا لنا الطحين بنوى التمر ونشارة الخشب واكلناه صاغرين صابرين مع ذلتنا عل هذا الارغام والإذلال يدفع المهدي لقطع غيبته الكبرى والقيام بنجدتنا ونصرتنا على القوم الطاعمين لنا خبز ذلة اسود مشوب بالمرارة حتى تذكرنا ان الله سبحانه يقول في كتابه : ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم ) فتركنا انتظارنا للمهدي مع عميق إيماننا ان كان لنا ايمان بظهوره وشخصت أبصارنا نحو ( حمد ) .. حمد الذي فر من الجحيم عبر بوابة طريبيل أو كردستان أو مسارات الهور لينجو بجلده وليس من أجل خلاصنا لكننا تعلقنا به وتمنينا ان يكون المنقذ والمخلص والمحرر لنا من سيطرة الجبت والطاغوت وعرف حمد حالنا فمد يده إلى زعيمة العالم متوسلا خلاصنا فعقدت له مؤتمرا في لندن فكبر فرحنا وتعاظم أملنا وتزاحم بعضنا للخروج من جحيمنا عبر حافات الموت في طريبيل ونظيراتها لملاقاة حمد والانضمام إلى جحافله القادمة وكلما زادت قسوة السلطة كلما كبر أملنا بحمد حتى عقدت له امريكا مؤتمرا في راوندوز فشعرنا بقربه وخلاصنا وتبادلنا التهاني .. وطالت السنين والانتظار وقسوة السلطة ونفذ صبر زعيمة العالم فجيشت الجيوش وجاءت للعراق حيث كنا نحلم بالتحرير فاكتشفنا انها جاءت للاحتلال وعند وصولها ترجل ( حمد ) حيث كان خلفها على ظهر دبابة ففرحنا به وهزجنا له : ( وين الحاربك وينه ) ومرت الأيام وليتها توقفت فاكتشفنا ان حمدا ليس املأ ولامنتظرا ولم يأتي لانقاذنا انما جاء ليرث من طردته امريكا ويمارس الحكم ويسلبنا ما تبقى لنا ويفرهد كل شيء بدء من الحصة حتى رواتب الموظفين و…. لون يحصل درب جا فرهد العباس .
ان لم يكن فرهده فعلا .