يقول الله في كتابه الكريم:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ، لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
وجاء في قوله تعالى ايضا :
(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
فكيف يتطاول المجرمون من الإرهابيين والقتلة على هدم مساجد الله وقتل المصلين؟ محاولات اجرامية تذكرنا بواقعة الطف وكيف أقدم معسكر الكفر والظلال على رشق معسكر الامام الحسين بالسهام والرماح وهم يؤدون الصلاة . اذا معسكر الكفر والباطل قائم في كل عصر وزمان والأيادي الاثيمة التي تطاولت على ضرب الكعبة المشرفة بحجارة المنجنيق قادرة اليوم على هدم دور الله وسفك دماء الأبرياء بدم بارد لأنهم فئة ضالة ومنحرفة وخارج الدين الاسلامي وان هذه الاعمال الاحرامية والارهابية تعد من اعظم المحرمات في الاسلام
وان الواجب الشرعي والأخلاقي يتوجب على المؤمنين المحافظة على دور العبادة وديمومة المحافظة على الطقوس والعبادات في توفير مستلزمات الأمن والحماية لأن الحفاظ عليها من أهم المقاصد الكبرى في الإسلام، ولأن إراقة الدماء، وسلب الأموال، وهتك الأعراض قبيح في نفسه، ومضر لنفسه وغيره، ويعد من أهم مصاديق الظلم والعدوان الذي نهى عنه الشرع كما العقل.
وإن أي قتل للأنفس البريئة واستهداف المصلين في المساجد وأماكن العبادة والتعدي على الحسينيات والمساجد والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة من أعظم المحرمات وأكبر الموبقات وأشد المنكرات في الإسلام.
وقد اعتبر القرآن الكريم أن قتل نفس واحدة تعادل قتل الناس جميعاً، وأن إحياءها تعادل إحياءهم كلهم، يقول تعالى: ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾
وقد تطاولت يد “الإرهاب” على كل الحرمات الاجتماعية في بلدان العالم الإسلامي، ولم تترك حرمة لأحد وبلغ الأمر حد استهداف الآمنين في بيوت الله، حيث باتت المساجد أهدافاً مشروعة لفئات تدعي أنها تقاتل باسم الله، ودفاعاً عن شريعته
ومن اجل ضرورة اتخاذ التدابير لحماية بيوت الله من أي خطر متوقع قد تتعرض له من قبل متشددين، فهو “أمر واجب ضروري تحثّ عليه الشريعة الإسلامية من باب حفظ الأرواح والممتلكات
فقد شرعت بعض الجهات الاسلامية وخاصة مكاتب التيار الصدري وسائل الأمن والحماية ووفرت جهات امنية خاصة لأغراض حماية المصلين ودور العبادة وخصوصا في ايام خطب الجمعة التي تتوافد اليها الالاف من المصلين في كافة مدن العراق واشهرها مدينة الصدر في بغداد ومدينة الكوفة وقد بذلت هذه اللجان المكلفة بالحماية ومسؤولي اللجان في الإشراف والمتابعة جهدا كبيرا في استتباب الأمن وتوفير الحماية التامة للمصلين وتفويت الفرصة على اعداء الاسلام من تمرير مخططاتهم المشبوهة في بث الفرقة بين صفوف المسلمين او اثارة الفتن والنزاعات الطائفية من خلال المحاولات الارهابية الدنيئة.
كما ينبغي اليوم نشر العلم والمعرفة الدينية الصحيحة، ومواجهة الغلو والتشدد والتكفير والتعصب المذموم، وبيان حرمة الإرهاب وبشاعته، وحرمة انتهاك المساجد وقدسيتها، وتبيين مشروعية الاختلاف في الآراء والقضايا الاجتهادية، وشرعية التعدد المذهبي والفكري، وتفنيد الشبهات والإشكاليات التي يتمسك بها التكفيريون والإرهابيون.
ومن أجل بناء مجتمع متماسك وقوي يلزم نشر ثقافة التسامح والمحبة والتعايش بين الناس على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم الفكرية والفقهية، وتجريم نشر ثقافة الكراهية والتكفير والتشدد والتطرف والعنصرية وازدراء واحتقار المذاهب والأديان والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى صناعة العنف والإرهاب الأسود، ووجوب حماية وحفظ الأنفس والأموال والأعراض من أي تعد اوعدوان أو تجاوز أو إرهاب.