(( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا))..((ومن احياها فكأنما احيى الناس جميعا)) المائدة كم هو عمق الاجرام في قتل الناس جميعا (ابادة البشرية برمتها) وكم هو عظمة من يحيي الناس جميعا (احياء البشرية برمتها)ولنسأل انفسنا : كم مرة ابدنا البشرية كلها في العراق ، منذ ثورة الشواف في الموصل الى حرب الموصل ، وكم مرة تمت اهانة الانسان العراقي في نزوحه وفي تعيينه وفي حبسه وفي محاكمته ومراقبته وتهجيره وتعذيبه وخطفه ورميه في المزابل وتجويعه وحصاره وحروبه واجتثاثاته وحرمانه من حقوقه حتى المدنية منها ..ولو اخذنا حياة كل عراقي لوجدناها لا تخلو من نصف الحالات التي ذكرتها على الاقل او كلها ..عدا من هاجر قبل الحرب العراقية الايرانية وعاد ليمتلك ميزانية بلد غني مشرعة الابواب وكل سنة تناقش دون كشوف ختامية
ان لم يكن في هذا ما يكفي لبيان اهمية الموضوع فعلينا ان نتخيل انسانيا ما تحملته الام لتوصل طفلها الى سن الشباب وتفقده بثانية واحدة ((بغير نفس او فساد في الارض)) بل لنتخيل كيف توفر العائلة درهما درهما لتمتلك قطعة الارض وكم كانت سعيدة عندما وضعت خارطة البناء وكيف تفننت في الصالة وغرف النوم وارتفع البناء طابوقة فوق اخرى وذهب المرأة يتلاشى وديون الزوج تكبر مع صعود البناء ، ليقال لنا ان 80% من مدينة الرمادي مثلا دمرت..او تم هدم 150 دارا في كركوك وهجرو دون خجل من اختراق داعش لعروشهم الامنية ..
هذا ان تذكره كل من يتعامل مع النيران غير المباشرة ( هاونات ، مدفعية ، طيران ) والتي لا يمكن ان تكون دقيقة مطلقا مهما تطورت الاسلحة ومهما تطور مستخدميها او حرصو كل الحرص …لنتذكر عندما نوعز لتلك الاسلحة بالرمي على بيت فيه داعشي فهي في احسن الاحوال ستهدد الدور العشرة المحيطة بذلك الدار ونتذكر ان هناك عشرة اطفال ومثلها نساء في هذه الدور..هذا ما يعرفه مستخدمي تلك الاسلحة وقد يتذكروه ، ولكني اريد لهم ان يعودوا بذاكرتهم الى حادثة فقدان لعزيز مرت بهم وكم سمعو من عويل ولطم ودموع لا تنشف بل تتجدد خصوصا وانهم عراقيون ومن منا من لم يفقد اخا او ابنا او ابا فقد كتب علينا القتال وهو كره لنا ومعظمه كان بسبب اخطاء سياسيين منهم صاحب طموح بالمجد وآخر عاشق لطائفته وآخر يبحث عن ثارات الحسين الذي قال والده لسبطه ع الذي اعطاه شربة لبن ورأسه الشريف مضرج بالدم والحمى ((اعطها لاسيرك)) ويقصد القاتل ابن ملجم الفارسي…اين الثارات يا اهل الثارات في منهج آل البيت ؟؟اخبروني بربكم ، وأين منكم عليا (ع) الذي تناول فطوره يوم استشهاده في بيت ابنته زينب الصغرى زوجة ابن الخطاب (رض) فاعترض على فطوره (المسرف؟) خبز وجريش ملح ولبن فأمرها بأبقاء نوع واحد فأبقت الخبز وجريش الملح
بعيدا عن الاديان ورموزها فقد وعى ( الغرب الكافر) اثر الحروب على المدنيين وجائت اتفاقيات جنيف الاربع …الاولى1876 والرابعة 1948 وبروتوكولاتها الملحقة 1977 و2005 والتي انظم اليها 190 دولة ..بروتوكولها الاخير جاء باكثر من 100 مادة بفقرات عدة كلها تؤكد على تحريم اي هجوم يمكن ان يهدد حياة مدنيين او املاك مدنيين (معادين) وليس اهلنا سأورد لكم منها فقرتين فقط ((تحضر الهجمات العشوائية التي لا يمكن ان توجه الى هدف عسكري محدد وتحضر الهجمات التي لا يمكن حصر آثارها )) ((يحضر الهجوم قصفا بالقنابل أيا كانت الوسائل والطرق لاهداف عسكرية واقعة في قرية او مدينة آهلة بالسكان))…وتؤكد الاتفاقيات ان خروقات الخصم مهما كان نوعها (استخدام دروع بشرية) لا تعفي المقابل من التزامهلا اطمح هنا لتنفيذ مئات الفقرات ولا اطمح كثيرا بحماية (اعيان المواطنين) ولا اطمح بأن نصل الى اخلاق الاولين ، بل اطمح فقط الى تغيير مصطلح القصف العشوائي الخادع الى (القصف المحرم دوليا) وأدخال ذلك في العقيدة العسكرية العراقية وفي خطط استعادة الموصل وفي سياقات العمل الثابتة للوحدات ..عدا ذلك فأن التوجيهات من على شاشات التلفاز لا تغني ولا تضر ، اخيرا فلنترك خرافة الممرات الآمنة كونها غير ممكنة التحقق مع عدو لا يعترف بالقانون الدولي ولا تحكمه اعراف وبالتالي فهي تبقى للاستهلاك الاعلامي فقط