18 ديسمبر، 2024 6:38 م

” هوميروس ” نفذت بجلدك واستطعت النجاة عندما إختبئت في تابوت أعلن عن نهاية رؤيتك لمزيد من الخيول وكل أصناف الحيوانات الأخرى, ونجحت في أن تجعل من الإلياذة أسطورة مصّدقة كخيانة مستمرة وكأنك تريد منا أن نبقى على كُرهٍ دائم للخيول, ونحن نتفق معك في أن كل من كان سببا في الخيانة يوما يستحق أن يوضع داخل إطار قبيح يعلق على مشنقة التاريخ.

عندما تمت الموافقة على إدخال الحصان الى وسط طروادة كان ذلك لأنه حصان أولاً ولأنه كان رمزا للسلام ثانيا فلم يكلف أحد نفسه عناء التفكير في سر ضخامة هذا الحصان الخشبي الكبير الذي دخل مجرورا على غير عادة الخيول بإستثاء ” كاسندرا ” التي حذرت منه لأن للخيول دخولا يعلنه صهيل الإنتصار بعيدا عن الخيانة , ثم حدث ما حدث بعد ذلك فقتل الرجال وتم سبي النساء والأطفال.

يعود هذا الزمان بدون تدخلات من هوميروس في الرواية ونصائح من كاسندرا في الحقيقة, يعود هذا الزمان بقافلة من الحيوانات يتقدمهم ” الحمار ” رمزا للرقي والفهم والصوت الجميل.. وبحجج تجعل من الإلياذة أسطورة سخيفة أمام كابوس خيانات هذا الزمان, فتم إستباحة بغداد ودمشق وصنعاء حينما فتح حمير الداخل أبواب المدينة لبغال الخارج.

حماركبير من لحم ودم قاد الخيانة بدلا من حصان خشبي كبير ففتح الأبواب ثم ركض باحثا عن البرسيم وترك بقية القطيع يعيثون في الأرض فسادا قتلا وإستباحة لقوانين الغابة بعد أن تم ربط الأسد في ذيل الحمار فتبعه في كل طرقات المدينة ليشاهده الجميع كيف انه يتشارك مع الحمار تناول وجبة طعامه من أكوام البرسيم.

لن يعود جسد من الموت في الحياة الدنيا ولكن ماذا عن روح وجسد الذاكرة هل تموت؟ هل تفنى الذاكرة ! ألم يحن بعد يوم النشور لها .. تسأل بغداد ودمشق وصنعاء ويطالبوا بأن توضع صور الحمار على أسوار كل المدن من الداخل والخارج تحسبا للخيانة, ونسأل نحن الذين نرفض أن نكون جزءا من القطيع الى متى ستبقى تفتح الأبواب لحمار طروادة.
..ألم يحن الوقت لكي نكتب لأنفسنا وللتاريخ شيئا بعيدا عن الأساطير .