22 نوفمبر، 2024 6:36 م
Search
Close this search box.

حل القبعات الزرق لايكفي

ان حل مقتدى الصدر للقبعات الزرق لا يعفيهم ولا يعفيه هو من الحساب بشأن عمليات القتل التي ارتكبوها ضد شباب النجف وكربلاء وغيرها من المحافظات. كان الاجدر بمقتدى الصدر ان يقدم الذين اعتدوا وقتلوا الاخرين الى القضاء لمحاسبتهم. وعليه ان يفهم جيداً ان أصحاب القبعات ظهروا وكأنهم (شقاوات شوارع مجرمي المخدرات) علاوة على ضحالة تفكيرهم واستهتارهم وتحديهم للقانون والاداب العامة فهم مستهترون بكل معنى الكلمة. وهذا كله يسيء بشكل كبير ومباشر لكل من يقود هؤلاء ولعل الصدر ادرك ذلك متأخراً.

ان الله عندما خلق البشر لم يجبرهم على شيء ولهذا السبب ارسل الرسل منذرين ومبشرين ولكن غير مسيطرين. وحتى آخر الرسل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) عندما بعثه قال له: إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ. وقال له: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ. فاذا كان الرسول الذي بعثه الله رحمة للعالمين وهو سيد الرسل واخرهم ليس له سيطرة على غيره وما عليه الا البلاغ والباقي من الحساب هو على الله فلا اكراه في الدين فمن انتم ومن انت يا مقتدى الصدر حتى تريد ان تفرض ارادتك وما تؤمن به على غيرك؟ ومن قال ان ما تعتقد به انت او ما تفعله انت هو الصحيح؟ النفوس لايزكيها الا بارئها ولعل الله ينظر الى عمل المشرك والكافر فيحبه لانه من صميم الإسلام ويفيد البشرية ولعله ينظر الى عمل المسلم فيكرهه لان فيه ظلم وتعسف وفساد وسرقات كما يحصل مع الأحزاب العراقية منذ ٢٠٠٣ ولحد الان. وهذا الغرب الذي تستنكرون افعاله اعلم انهم بكفارهم واحبارهم ورهبانهم عندهم رحمة وانسانية وتعامل انساني يفوق بكثير ما تفعله أحزاب العراق بل وعلـى النقيض تماما. عندما زار الشيخ امام الازهر محمد عبدة عام ١٨٨١ باريس قال: قولته المشهورة: ذهبت للغرب فوجدت إسلامًا ولم أجد مسلمين.. ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلامًا.

وعليك ان تفهم وتعي جيدا يامقتدى الصدر ان الجيل العراقي المرابط منذ أربعة اشهر في سوح الثورة والتحرر من النساء والرجال انما يطالب بما طالب به الحسين بن علي (عليه السلام) والذين يقمعونهم في ايران وعملاء ايران انما يفعلون بهم كما فعل يزيد وزياد بن ابيه وعمر بن سعد بأصحاب الحسين. هؤلاء الشباب نساء ورجالا يريدون العيش الكريم والعمل وتطوير الاقتصاد والزراعة والصناعات ويريدون وطن غير مسلوب الإرادة من قبل ايران او أمريكا او غيرهما ويريدون بناء وطن يصلح للعيش لأجيالهم خالي من الفساد والظلم والسراق والعملاء والخونة. اليس ذلك ما دعى له الحسين وما يتماشى مع القيم والأديان وما هو خير الناس جميعا؟! المعادلة واضحة الحق مع جيل العراق المنتفض وهو يمثل مبادئ الحسين والباطل مع من يعاديهم وهؤلاء في صف يزيد وظلمه.

أحدث المقالات