22 ديسمبر، 2024 2:06 م

حلول غائبة ومصالح خاصة على حساب الوطن

حلول غائبة ومصالح خاصة على حساب الوطن

السعي خلف المصالح الشخصية (الاحزاب) لم ولن ينقطع بالرغم من الظرف العصيب الذي يمر به العراق ، وهذا ليس بالغريب ، ففي قمة الحرب الاهلية (2005- 2009) كانت شوارع العراق وبغداد ومحيطها على وجه الخصوص تشهد حرب اهلية وطائفية عصفت بالجميع، رغم تلك المصاعب كانت الاحزاب تستخدم الشارع وتتلاعب بمشاعر البسطاء لغرض الحصول على مغانم خاصة من مناصب الى صفقات تجارية الى عقارات … الى … الى …

والغريب في الامر ان عليةّ القوم من رجال دين ووجهاء وزعماء قبائل ومثقفين (اغلبهم وليس جلهم) لا زالوا في واد والشعب ومصيره في واد اخر، ولعلني لا ابالغ في الامر اذا اجزمت ان الجميع يسعى الى مصالحه، وهذا ليس بعيب او منقصة ، لكن ان يكون سعيك خلف مصالحك لتحقيق اهدافك على حساب الشعب ومستقبله ، فنحن هنا امام ممفترق طرق، اما تكون مع الشعب واما تغلب مصلحتك وليذهب العراق وشعبه الى الجحيم.

وانا ومسؤول عن كلمتي ، جميع الاحزاب والتيارات ولااستثني احد جميعها باعضاها وزعمائها مصالحهم فوق مصالح الشعب ، فليذهب الشعب والوطن الى الجحيم، والدليل وكما يقال (البينة على من ادعى)، الدليل وضع العراق الحالي، اين ثروات العراق ، اين مصانع العراق ، اين زراعة العراق، اين التعليم بالعراق….؟!

نعم ، انا متشائم ، نعم انا لا ارى النور في نهاية النفق ، نعم انا لا اثق بالجميع ، السبب انه لو كان أي فرد منهم يمتلك حس وطني ولو 0001% لما رضي ان يدخل في مهزلة ما يسمى بالعملية السياسية وان يرضى ان يكون دمية في يد اللاعب الامريكي الاساسي من حيث يعلم او لا يعلم.

وبعد ان كانت هناك تظاهرات واعية وهادفة ، تم تجيير هذه التظاهرات لجهات معروفة تصطاد في الماء العكر وحرفت بوصلة هذه التظاهرات عن هدفها الحقيقي، نعم لا يوجد حل لهذه الفئة من اللصوص والمتاجرين بدماء الشعب سوى الطرد والرمي في نفايات التاريخ، ولكن اللعبة اكبر واللاعبين محترفين و لايوقفهم وازع ديني او اخلاقي وحتى انساني، لا اريد التحدث عن الفساد والمفسدين وما حدث للعراق من تخلف وتراجع على كافة الاصعدة، ولكني اسلط الضوء على بعض المحاور لعل البعض يستيقظ من سباته الطويل ويعي خطور الامر ، ليس الان لكن يا اهلي ان مستقبل اولادكم وذريتكم في خطر .

نعم ، فالعراق في خطر ، هذا الخطر يعود بنا بالتاريخ الى بداية القرن العشرين ، بعد انهيار الدولة العثمانية ، حيث تركت هذه الدولة العراق في تخلف وجهل وتبعية وفقد المواطن الحس الوطني بالانتماء الى بلده، الامر الذي مهد للدولة المحتلة (بريطانيا) ان تجزء العراق الى عدة دول ، الكويت ، الاهواز ، نصف المنطقة الغربية ، ديالى والكثير من المناطق والاراضي، فاذا اردتم التاكد ارجعوا الى خارطة العراق وشاهدو حدود الولايات الثلاثة التي كانت تكون بمجموعها العراق.

الامر يتكرر ، وكما قيل الذي لا يتعلم من دروس الماضي فهو فاشل ، وللاسف فان الجيل الحالي لا يراجع تاريخه وما جرى على العراق من ويلات ومصاعب ، كانت نتيجتها هذا الحال.

اقول في ختام مقالتي هذه ان الجميع مطالب ان يكون على مستوى المسؤولية من ادراك لما يجري ولما سيجري في القريب العاجل، ولتكن على يقين ان الجميع واكرر الجميع لا يسعى الى لمصالحه ، الجميع … الجميع من كتل سياسية وتيارات واحزاب تسعى الى مصالها على حساب مصالح الشعب والبلد… الجميع ولاساتثني احد.