23 ديسمبر، 2024 2:53 ص

على ربوات قريتنا الصغيرة جاءت طفلة جميلة ذات عينان زرقاوان ووجه ابيض وشعر مجعد، محملة بأحزانٍ عميقة, نزحت مع اهلها النازحين، تحكي هيأتها قصص التعب المضني، وعييناها تجسد الم الغربة والحنين الى المنزل والالعاب والاصدقاء والمدرسة.

كانت تنتظر منا سماع المواساة، والمسح على شعرها المجعد، وقصص عن الاميرة التي عادت الى بيتها بعد غياب، عن الالعاب الجديدة التي ستاخذها من هنا الى بيتها الذي ستعود اليه قريبا، انها اليوم في نزهة لتعرف ابناء وطنها في المحافظات المجاورة، لكي ترى مواقف الشهامة والنبل عند اصدقاء ابيها، لكي تتعلم ان العراقي “ابو الغيرة” ليست شعارا نطلقه في الاغاني حين يفوز المتتخب فقط..

فهل هذه حقيقية؟ وهل ستعود صاحبة العينان الزرقاوان محملة بكل هذا؟

يشهد العراق منذ 2003 حربا تدميرية كبيرة استهدفت وتستهدف بناه التحتية والفوقية ولحمة شعبه الوطنية ونسيجه الاجتماعي من اجل تقطيع اوصاله حتى لا تقوم له قائمة لعدة قرون قادمة.

ولعل ابرز جوانب هذه الحروب التي استهدفت اواصر شعبه ومكوناته  وتعمل على خلق حدود فكرية ودينية وجغرافية بينها هي قضية النازحين ومعاناتهم  الحقيقة في ظل هذه الازمة او النكبة.

شعارات يكررها الكثير من السياسيين تتأرجح ما بين صحافة وإذاعة وقناة , ينصت لهم  الحالم بحلم لا يريد ان يفيق منه ويصحوا على الحقيقة المرة التي وصل الحال اليها. ان الوطن بدأ يتعادى للاسف الشديد.

والا فكيف نكون شعبا واحداً وقيم الاخوة اصبحت تتلاشى يوما بعد يوم؟ كيف نكون روح واحدة ولنا ضيوف لم نحسن اكرامهم؟ كيف نكون تحت ارض واحدة والأرض لم تعد تصلح للسكن بعد ان ملأناها بالدم والحقد الاسود والنعرات المريضة؟ كيف نكون تحت راية واحدة وكل يعمل على مصالحه، ناسيا او متناسيا اخاه الذي فقد بيته ودياره بعد كرامته؟.

لم يبقى لديها سوى حلم رسمته اصوات بعض الساسة والمحللون على الشاشات.. الشعب لازال متماسكا قويا، الحكومة جادة بتقديم كل العون للنازحين، الاحزاب السياسية بمختلف الوانها تأخذ جزأ من ميزانياتها لاغاثتهم، النصر قريب جداً.

حلم طفلة نازحة
على ربوات قريتنا الصغيرة جاءت طفلة جميلة ذات عينان زرقاوان ووجه ابيض وشعر مجعد، محملة بأحزانٍ عميقة, نزحت مع اهلها النازحين، تحكي هيأتها قصص التعب المضني، وعييناها تجسد الم الغربة والحنين الى المنزل والالعاب والاصدقاء والمدرسة.

كانت تنتظر منا سماع المواساة، والمسح على شعرها المجعد، وقصص عن الاميرة التي عادت الى بيتها بعد غياب، عن الالعاب الجديدة التي ستاخذها من هنا الى بيتها الذي ستعود اليه قريبا، انها اليوم في نزهة لتعرف ابناء وطنها في المحافظات المجاورة، لكي ترى مواقف الشهامة والنبل عند اصدقاء ابيها، لكي تتعلم ان العراقي “ابو الغيرة” ليست شعارا نطلقه في الاغاني حين يفوز المتتخب فقط..

فهل هذه حقيقية؟ وهل ستعود صاحبة العينان الزرقاوان محملة بكل هذا؟

يشهد العراق منذ 2003 حربا تدميرية كبيرة استهدفت وتستهدف بناه التحتية والفوقية ولحمة شعبه الوطنية ونسيجه الاجتماعي من اجل تقطيع اوصاله حتى لا تقوم له قائمة لعدة قرون قادمة.

ولعل ابرز جوانب هذه الحروب التي استهدفت اواصر شعبه ومكوناته  وتعمل على خلق حدود فكرية ودينية وجغرافية بينها هي قضية النازحين ومعاناتهم  الحقيقة في ظل هذه الازمة او النكبة.

شعارات يكررها الكثير من السياسيين تتأرجح ما بين صحافة وإذاعة وقناة , ينصت لهم  الحالم بحلم لا يريد ان يفيق منه ويصحوا على الحقيقة المرة التي وصل الحال اليها. ان الوطن بدأ يتعادى للاسف الشديد.

والا فكيف نكون شعبا واحداً وقيم الاخوة اصبحت تتلاشى يوما بعد يوم؟ كيف نكون روح واحدة ولنا ضيوف لم نحسن اكرامهم؟ كيف نكون تحت ارض واحدة والأرض لم تعد تصلح للسكن بعد ان ملأناها بالدم والحقد الاسود والنعرات المريضة؟ كيف نكون تحت راية واحدة وكل يعمل على مصالحه، ناسيا او متناسيا اخاه الذي فقد بيته ودياره بعد كرامته؟.

لم يبقى لديها سوى حلم رسمته اصوات بعض الساسة والمحللون على الشاشات.. الشعب لازال متماسكا قويا، الحكومة جادة بتقديم كل العون للنازحين، الاحزاب السياسية بمختلف الوانها تأخذ جزأ من ميزانياتها لاغاثتهم، النصر قريب جداً.