من المهم بمكان وقبل مجيء الاستحقاق الانتخابي القادم ان تفلتر وتنقى العملية السياسية الجديدة في العراق من الشخصيات الموتورة طائفيا والمملوءة بالخبث والنفاق السياسي .. حيث لا يخفى على احد الكم الهائل من شخصيات الصدفة التي فرضت عنوة على العملية السياسية من اجل ما يسمى بالتوازن الحكومي للدولة العراقية وهؤلاء اتخذوا مسارين طائفيين متناقضين اولاهما ” السنة ” و دخولهم في العملية السياسية والذي كان بمثابة الشرارة الأولى في عملية النخر السياسي للدولة العراقية الجديدة ولا اقصد هنا العامة من السنة وان كان البعض منهم يتحمل قسما من المسؤولية عندما سمح لنفسه من ان يختار هكذا شخصيات فيها لوث طائفي وتدني خلقي مصحوبا بخبث سياسي فصال وجال وفعل ما فعل ؟ ولما كان العراق لا يمكن ان يدار من قبل طائفة أو فرد بسبب تركيبته الطبوغرافية نظرا لما ما هو موجود من تنوع مذهبي وقومي لذا صيرت أن تكون قيادة البلد بالتوافق والشراكة . لكننا يجب التذكير بان الديمقراطية تفرض على من يحملها كشعار إن تكون” الأغلبية المنتخبة ” هي الحاكمة حسب المبدأ المعمول به في كل دول العالم المتحضر ولكون الشيعة في العراق هم الأغلبية من حيث عدد السكان وانتشارهم بأغلب مدنه وأصقاعه وهم الأكثرية المنتخبة فكان لزاما أن يكونوا هم من يحكم البلاد وأن تكون بأيديهم صناعة القرار السياسي ولهم الحق ان يرشحوا منهم شخص يكون رئيسا للوزراء ولهم الحق ان يختاروا كذلك اية شخصية سنية لشغل منصب رئاسة الوزراء كون الدستور العراقي لا يتعارض مع هذا المبدأ بيد ان المخطط الاستراتيجي الجديد منع العمل بهكذا مبدأ كونه أوجب وجود صراع ” سني – شيعي ” بدلا من ” عربي – اسرائيلي ” ولكون القيادات الشيعية التفتت الى هكذا مخطط لذا تنازلوا عن استحقاقهم ورضوا بحكومة شراكة وطنيه كي يبعدوا شبح الحرب الطائفية عن مدنهم ويفشلوا المخططات الجديدة ومضوا مع ارادة امريكية في تحقيق ما يسمى “التوازن في قيادة الدولة العراقية وصناعة القرار” مع ان التوازن الحقيقي لدى الحسابات الامريكية هو توازن ” اسرائيلي – ايراني ” وبلباس ” ايراني – عربي ” ؟ . ومن اجل تنفيذ الاجندة الامريكية على اتم وجه ” تمكين احزاب الاسلام السياسي المتشدد من الدخول في العملية السياسية ” فقدمت الشخصيات المشحونة طائفيا لتكون هي القيادات للشارع السني المشحون اصلا بفتاوى المشايخ ولأنهم لم يستفيقوا بعد من صدمة خروج الحكم من ايديهم فكانوا مجندين حقيقيين لتنفيذ الارادة الامريكية الملتحفة بالغطاء السعودي ” على فرضية ان السعودية هي الجدار المانع من تسلط الحكم الشيعي عليهم ” وحسب ما كانت تقنعهم المملكة بذلك فغاص العراق بعمليات القتل والترويع والإبادة الجماعية وللغالبية الحاكمة ” الشيعة ” وتحت مظلة سياسية قادتها شخصيات نافذة في القائمة العراقية ؟؟ على ان هناك شخصيات تمتاز بالخبث والنفاق السياسي موجودة ايضا ضمن بعض القيادات الشيعية وبمواقف اكثر خبثا ولؤما من مثيلاتها الأخريات من الطرف الآخر؟ بيد انها تميزت بعدم الوغول في القتل والتفجير وفقط اكتفى قسم منها بمواجهة القوات الحكومية وأما القسم الأخر راح ينافق ويتودد الى الطرف السني كي يكسب وده من اجل الوثوب على حزب المالكي والإطاحة به ولو كلف ذلك انهيار الدولة العراقية بأعمها وان سالت الدماء العراقية انهارا !! .. وهؤلاء هم المسار الثاني ؟ فهل سيتخلص العراقيون من هذين الفصيلين ؟ ام سيكرس هذان الفصيلان طائفياتهما ونفاقهما السياسي ؟ وهل سيقف الحزب الحاكم مكتوف الأيدي ازاء تصرفاتهما ام ستكون له صولة توقف تلك الشخصيات على حد السيف في مقاضاتهم ومحاسبتهم ؟ أم سيسقط الحزب الحاكم في شرك الاتفاقات الجديدة ويكون هو الواقف على صراط الحساب ومن قبلهم بعد ان يؤول الأمر لهم ؟ الصندوق وخيارات الشعب هي من سيحدد ذلك والشعب العراقي تأكيدا هو من سيرسم الخارطة الجديدة وبيده فقط الاطاحة بمن يشاء من الشخصيات الانفة الذكر لو ادرك جيدا مَنْ مِن الشخصيات تقوده الى بر الامان من التي ستذهب به الى جهنم الطائفية والتشدد وقطع الرقاب وتفخيخ الاجساد .