23 نوفمبر، 2024 6:01 ص
Search
Close this search box.

حلف الصامتين ..

صَوتُكم ــ الحُرْ ــ يستحق التأييد والاحترام والتقدير وهو يُعلن إدانته الشديدة لجريمة سبايكر، وسبي النساءالايزيديات،وتهجير المسيحيين .

إلاّ أننا نضعُ أكثر مِن علامة استفهام وتعجب،أمَام صَمتكم ـ الحُرْ ـ على مشهد الأنباريين وهم يقفون يائسين على جسر بزيبز،ينتظرون السماح لهم بأن يدخلوا بغداد..!!!؟؟؟؟؟

فهل صمتكم يعني أنكم تؤيدون أنْ يبقوا في العَراء ينتظرون موتهم البطيء تحت حرارة الشمس ؟

أم تجدون في موت النساء والاطفال والشيوخ المدنيين أمرا طبيعيا بعد أن تآلفتم مع صور الموت اليومي طيلة الاعوام العشرة الماضية ؟

أم أن الموضوع برمَّته لايعنيكم أصلاً طالما ــ هؤلاء ــ على غير مِلتكم وديِنكم وطائفتكم ؟

أم لأنكم تؤمنون بأن الموتَ حَقٌ في العراق ــ بسبب وبدون سبب ــ ومامِن قوَّة تستطيع أن تقف بوجهه ؟

أم أن حَالكم المُزري قد وصل بكم الى درجة من اليأس والعجز بالشكل الذي اصبحتم تجدون فيه أنْ لاجدوى ولامعنى من الاحتجاج السلمي على قرارات سلطةٍ جائرة،طالما لاتصغي ولاتستجيب ولاتُعر اهمية لأي صوت قد يحتج أو يستهجن او يدين ممارسات اجهزتها الامنية والعسكرية ضد المواطن ؟

أم أن الخوف بات يداخلكم ويحذركم في أنكم ستنتهون بنفس الطريقة إلتي أنتهى إليها الفنان هادي المهدي والمدرب محمد عباس والاعلامي رعد الجبوري والشيخ قاسم الجنابي إذا ما اعلنتم احتجاجكم ؟

أم أنكم تخشون بأن تتهموا بدعمِكم لِمَنْ تتهمهم السلطة على أنَّهم كانوا ومازالوا حاضنة للأرهاب والارهابيين ؟

أم لأنَّكم في قرارة صَمتكم ــ الاستراتيجي العميق ــ تتأملون بأن تُصرَّ السلطة على موقفها هذا،وأن لاتسمح للأنباريين ابدا بدخول بغداد،لكي تزداد مشاعر الكراهية والحقد بين الطرفين،فتتسع بذلك المسافة بينهما،إلى الحد الذي يصبح العيش المشترك على ارض واحدة ووطن وواحد أمرا مستحيلاً،وصولا الى أن يصبح قرار التقسيم امرا واقعا ومقبولا من قبل الجميع ؟

أم لأنكم وصلتم الى مرحلة مِن الغيبوبة ــ لكثرة الصدمات والنكبات والطعنات ــ إلى الحد الذي اصبحتم فيها غير قادرين على التفكير والتمييز والتحليل والتقدير،فسلمتم أمَركم وحالكم ومستقبلكم ومصيركم ووجودكم ــ المُشترك الديموقراطي الاتحادي ــ إلى أولي الأمر منكم،في أن يقرروا وينفذوا نيابة عنكم،وماعليكم إلاَّ أن تؤيدوا أو تصمتوا ؟

هذه الاسئلة،لن تنتظر اجابة منكم،فالوقت كفيل بالرد عليها بشكل واضح وصريح،والاجابة ــ حسب ظنّي ــ ستكون قاسية لِمن آثَرَ الصمت ولم يشارك الآخرين محنتهم ــ قولاً وفعلاً ــ حتى وإنْ كانوا من غير ابناء جلدته .

وعذره لن يكون مقبولا،فيما لو أقَرَّ بأنَّه لَمْ يَجد ما يستوجب الاهتمام بمصائب الآخرين ــ حتى لو كانوا شركاءه في الوطن ــ لعِظم المصيبة التي كانت عليها مِللتهُ.

كلنا في مركب واحد،ولن يكون أمامنا إلاّ خيار وحيد يفرض علينا بأن نتشارك معا في أختيار وجهة ومسار الرحلة،وأن لانترك مصيرنا مرهونا بقرار يتخذه فرد واحد او حزب واحد او طائفة واحدة،وإلاَّسنكون حمقى بامتياز،لانملك ذاكرة حية تحمينا من الوقوع في المحنة مرَّة وأخرى .

أحدث المقالات

أحدث المقالات