17 أبريل، 2024 8:56 ص
Search
Close this search box.

حلب ….. الوجه الاخر لحلبجة وكوباني والهجرة المليونية للامة الكوردية

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما يحدث في حلب هو نهاية الحضارة وان لم تنتهي كوجود حي  على سطح الأرض فهي انتهت بقيمتها الإنسانية فوصف حلب بالمدينة هو ضرب من الجنون ووصفها بأي كلمة اخرى تحمل معاني علمية مفهومة ايضا خارج عن المنطق فحلب لا مرادف لها سوى انها كومة كبيرة وواسعة من الدم والحجر والدخان فما يحصل الان وقبل الان وبعد الان في سوريا وبالتحديد في حلب هو نموذج حي ومعاصر ومبتكر للانهيارات والانتكاسات والهزائم التي لاعناوين لها ولا يمكن احتوائها فكريا وفلسفيا ……فهذه الكومة الغريبة العجيبة من الدم والحجر والدخان باتت قاب قوسين او ادنى من تحقيق الرقم القياسي لانهيار الإنسانية رغم انها انها انهارت قبل الان وفي بقاع كثيرة من العالم لكن دائما يحبو الامل نحو الافق ويظهر فجر جديد بحلة جديدة تحمل صبغة الإنسانية لكن ما يحدث في حلب نسف هذا التصور فالاحداث الدموية التي مرت بها الحضارة لا حصر لها لكن كل واحدة منها وقفت عند حد معين من الدموية ولكن في حلب تخطت الدموية الى ما لا نهاية مثلها مثل حلبجة الشهيدة وكوباني الثائرة والهجرة المليونية للامة الكوردية عام 1991 ……..
فنظام بشار الاسد وصدام حسين وجهان للنظام الذي اسسه ميشيل عفلق فكلاهما دمرا بلدهما وجعلا شعبهما يرسمون الموت في صور امنيات واحلام كي يتخلصوا من البؤس والمعاناة والظلم فالصورة الحالية في حلب عبارة عن مجموعة كبيرة من التناقضات ممزوجة بالاقتصاد والعقود التجارية والصفقات المشبوهة فلا قيمة للانسانية في حلب فلقد احتلت مكانها مليارات الدولارات فكل من هب ودب يبيع الشعب السوري وبالتالي هو الضحية الاولى والاخيرة بداية بالاطفال في المهد وصولا الى الشيوخ وهم يسيرون حفاة في طرقات الحرب ……فقضية حلب هنا لم تتوقف عند حدود سوريا بل تخطتها الى العمق الإنساني والتأريخي فلقد اصبحت قضية دولية مثلها مثل القضية الكوردية التي قدمت جبالا من التضحيات وفي النهاية وقف العالم امامها لحظة صمت وهللت ابواق الخير في كل انحاء الأرض للحديث والوقوف والدفاع عن هذه الامة المظلومة واليوم حلب تكرر التجربة لكن بلغة اخرى بتواريخ اخرى بحكايات اخرى لكن الإنسانية ذاتها لا لغة لها لا عرق لها لا تأبه من يكون هذا ومن يكون ذاك فالانسانية صفة عالمية خارجة عن كل المفاهيم والمصطلحات الاخرى لذا فحلب اليوم تعاني الالم والوجع والغدر ويجب على العالم إن يقف ضد هذا الموج الدموي الذي يكتسح الارواح البريئة فأي ذنب ارتكبته حلب كي تستفيق على صوت الصواريخ والقنابل لطالما كان هذا السؤال هاجسا يقلقني ويحيرني ويبكيني نعم يبكيني فعندما يتعلق الموضوع باهانة الإنسان وتدمير وتحطيم كرامته وارادته وشموخه بداية بحلبجة وكوباني والهجرة المليونية واي كارثة اخرى في اي وطن وارض كانت حينها أنا انسان اممي ثائر يأبى ان تهان الانسانية  ……..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب