22 ديسمبر، 2024 8:08 م

حكيمٌ ولكن بعد الحدث!

حكيمٌ ولكن بعد الحدث!

ثمة مثل إنكليزي يقول: “من السهلِ أن تكون حكيماً بعد الحدث”، بمعنى أن الحكيم الحقيقي هو الذي يسبق وقوع الحدث ويقرأهُ ويُنبأ بما سيؤدي إليهِ.
مصيبتنا في العراق أن الكل حكماء بعد الحدث، الكل يحلل وينظر ويفكك ويقترح…، والسؤال: أين كان هؤلاء قبل الحدث؟! جوابهُ بسيط: كانوا مشغولين بقضاءِ وقت ممتع في أحد المنتجعات أو الأماكن الترفيهية الأخرى، فلا يهمهم ما سيكون ما دام أنهم في مأمن منهُ وليذهب الآخرون للجحيم.
ثمة حكيمٍ جعلهُ الله رحمةً لنا نحنُ العراقيون، أسكنهُ بيننا، عاش معاناتنا، رافق محنتنا، عَمِلَ من أجلنا، لكنهم حاربوه ونابزوه، هو ومن تبعه، ليس لشئ سوى أنهُ حكيم يسبق الحدث بأعوام لا بلحظات، ويستقرأ الأحداث لعشرات السنين، هذا هو السيد السيستاني ومن سار على نهجهِ.
كُلنا اليوم ينتظر الحدث الأكبر، تشكيل الحكومة، والكُل يتسأل: هل ستأتي بجديد؟ هل فعلاً ما يظهر لنا من تصريحات السياسيين عبر وسائل الإعلام هو الحقيقة ولا يوجد خلف الابواب المغلقة شئ آخر؟ هل حقاً أن الكتل البرلمانية التي أعلنت منح الصلاحيات لرئيس الوزراء بإختيار وزارئهِ على ما يراه لا على أساس التحاصص؟ أم هي مزايدة سياسية لا غير؟ هل ستتمكن الحكومة الجديدة من العمل بإستقلالية بعيداً عن الحزبية والمناطقية؟ هل سينحسر عمل الكتل البرلمانية على التشريعات فقط؟ هل للحكومة خطط وبرامج ناجحة تستطيع تنفيذها؟ هل …..؟
لم نجد صادقاً معنا ولا حكيماً يسبق الحدث ويعطي الحلول إلا الحكيم، يقول الصحفي والمحلل السياسي ابراهيم الصميدعي في لقاء متلفز: لو أن المالكي وحكومتهُ أخذوا بمبادرة “أنبارنا الصامدة” وأدخلوها حيز التنفيذ لما رأينا داعش البتة.
يقول رئيس الوزراء المكلف عبدالمهدي: أتوجه بشكر خاص لقوى “الحكمة وسائرون والفتح والنصر” لإعطائي حرية إختيار الوزراء وفق إستحقاقاتها الإنتخابية وهو ما ساعد على إختيار العديد من العناصر الكفوءة المستقلة من خلال الترشيح المباشر وبعيداً عن المحاصصة المقيتة.
بقي شئ…
هذا ما فعلهُ الحكيم من قبلُ ومن بعد، (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً[النساء:54]).