18 ديسمبر، 2024 5:20 م

حكومتا السوداني والكاظمي وازدراء العراقيين !

حكومتا السوداني والكاظمي وازدراء العراقيين !

كلا رئيسَي الوزراء والساسة والقياديين المرتبطين بهما , ولعلّ الأهم من كليهما هم كافة قادة احزاب الإسلام السياسي المهيمنين على صدور وبطون ومصير العراقيين منذ الغزو الإنكلو – امريكي , فجميعهم على درايةٍ مسبقةٍ بأنّ عملية تكرار قطع 3 – 4 جسور مع الطرق والشوارع المتفرّعة عنها , مع ما يقود الى تقطيع اوصال المناطق والمقتربات من ساحة التحرير وساحة النصر أمام حركة المركبات والعجلات , وما ينعكس ضمنيّاً الى تأخيرٍ مجهول التوقيت لجموع المواطنين ذوي العلاقة في تحرّكهم ومرورهم في والى تلكم المناطق , فإنّما اولاً يتسبّب بأضرارٍ اقتصاديةٍ فتّاكة بشرائحٍ من اصحاب المصالح التجارية في المناطق والأحياء الملاصقة والقريبة من حول هذا ” السنتر ” الحيوي في بغداد , علاوةً بما يتسبّب بأختناقاتٍ مروريةٍ حادّة تنعكسُ على الجسور والمناطق الأخريات في كلا ” الرصافةِ والكرخ ” , ودونما سردٍ في تفاصيلٍ وجزئياتٍ في استهلاك كمياتٍ من وقود السيارات وسواها , ويتصدّر ذلك من تأخير غير محسوب لأوقات الموظفين والمواطنين الذين عليهم المرور واجتياز ” سنتر ” بغداد الذي لا مفرّ منه , ولا نشأ الإشارة هنا الى الجانب السوسيولوجي – الستراتيجي في استنزاف اعصاب الجمهور او ما يسبّبه في او على الجهاز العصبي وتأثيراته السيكولوجية في كلّ المديات الصحية وسواها .

معَ هذا السَرد المكرّر والمُمِل والذي اضحى عليه الجمهور العراقي وكأنّه في حالةِ إدمانٍ مُسكرةٍ معنوياً لهذه الضغوط السلطوية , من ايّ حكومةٍ جديدةٍ وقديمةٍ , ودونما ايّة مبالاة ولا أيّ اكتراثٍ مِنْ قِبَل احزاب السلطة وفصائلها , فالمستغرب – اللامستغرب اولاً : فإنّما يكمن عن الفائدة المتوخاة من قطع الجسور طالما يجري اختراقها وإسقاط الكتل الكونكريتية المنصوبة عليها , ومن ثَمَّ الوصول والبلوغ الى ثنايا المناطق الحسّاسة في الجسد السياسي للمنطقة الخضراء , واغتصاب مبنى البرلمان , مع تحفظات جمهور المتظاهرين للإمتداد والإنتشار نحو ما هو اشهى وأشدّ !

لاريبَ ولا شكّ أنّ القطع والتقطيع لجغرافيا بغداد المركزية سوف يستمرّ ويدوم في ظلّ ايّ حكوماتٍ قادمةٍ لتتحكّم فيما بينَ اوساطها ودواخلها في ظلّ التنافس على الهيمنة على الأجهزة الأمنية للتحكّم بالأوضاع الأمنيّة للمجتمع والبلاد , وهذا الأمر اصبح منَ السُنَن والفقه السياسي للبلاد , سواءً شاؤوا أو أبوا مواطنوا هذه البلاد .! , لكنّما يبقى ويظلّ التخلّص من هذهنّ التقاطعات ” السلطوية – الجماهيرية ” الشديدة المرارة , وضمنَ الزاويةِ التكتيكيةِ المفترضة , فهو في إخراج مقّرّات الأحزاب السياسية – الأمنية في المنطقة الخضراء الخضراء الى مناطقٍ متفرقةٍ ومتنائرة في انحاء وارجاء العاصمة , فضلاً عن تطهير وتصفية هذه ” الخضراء ” من كافة ساكنيها وسكّانها من قيادات الساسة واركان قادة العسكر القدماء والجُدَدْ , ونشرهم وانتشارهم الى مناطق أبعد , وهذا غير قابلٍ للحدوث في ظلِ الوضع القائم – المتجذر سياسياً والمدعوم اقليمياً اكثر مّا هو دولياً , وإنّ الرفض الجماهيري يتمتّع للأسف بنواقصٍ وآلياتٍ أخرى .!