عرف العراقيون المظاهرات والاعتصامات بشكلها المنظم منذ تأسيس النقابات العمالية ومنذ إضراب عمال السكك ، وإضراب عمال النفط ، العاملين في شركات النفط الأجنبية ، وعرفت شوارع بغداد وثبة كانون التي قادها اليسار العراقي ، وقبلها مظاهرات كثيرة وصولا الى مظاهرات عام 1956، وقد دفع العراقيون إثمانا باهظة جراء تحديهم للحكومات الجائرة او العابثة ، وللتاريخ لم تكن كل تلك الحكومات قد ارتكبت ما ترتكبه حكومات ما بعد عام 2003 من حماقات وفساد وخروقات نالت من سطوة القانون ، واليوم تقف حكومة عبد المهدي (حكومة الاقلية، كونها ناتج قسمة لعدد غير صحيح من الفائزين بالانتخابات الأخيرة ، عزوف الناس عنها والتزوير اللاحق بها ، والحرق لصناديق الاقتراع ) امام ممتحن مظلوم سرقت امواله ودمرت مدنه ، والامتحان صعب والأسئلة محييرة ، ماذا فعلت حكومتكم منذ التشكيل لغاية ساعة التظاهر .؟ الجواب لا شئ سوى التصريحات والكلام الرخيص،
ان السييد عبد المهدي وقلناها سابقا كان عليه ان لا يأمن إلى الكتل ، لأنها هي من سيعمل على إفشال الحكومة وتكون العاقبة عليه ، وكان عليه ان لا يقبل بالكابينة ولا بوزرائها ، لانها تحمل في تكوينها اسباب فشلها ، واليوم هو يوم صعب يقف فيها هو لوحده امام شباب لايملك من عطاء بلاده غير البطالة وقلة الحيلة ، الوزراء فاشلون والمحافظون فاسدون ، والمدراء العامون مرتشون، مجلس وزراء يعمل بالرتابة والروتين مجالس محافظات متخلفة عن ركب العلم والتطور ، كم هائل من المشاكل تزداد كل يوم ولا من منادي ولا من مجيب ، وهذه الساعة المنادي هو العري والجوع والمجيب ساحة التظاهرات الامتحان كان يمكن ان يكون سهلا جدا ، لو ان عبد المهدي درس مذكرات ابيه ، يوم كان الملك يحاسب على مصروفه اليومي ويوم كان النائب بلا مواكب ويوم كان وزير المالية سكين مسلط على رقاب المبذرين ، لا كما هو النائب اليوم محاط بالحاشية ، ويسير المواكب ، ويبحث عن المنافع، ، كان عليك أن تقرأ التأريخ يا سييدي عبد المهدي ، وأن لا تقع فريسة من أراد بك سوءا ، لأن السياسة لم تعد في هذا القرن ترف فكري ، او اجتماع الصالونات ، انها تعني ادارة النت ، وفن حل المشكلات قبل وقوعها ، لا ان نحلها بقوة السلاح ، ولا ان تحسب المتظاهرين على أنهم مندسين ، لأن هذه الوصفة لم تعد تصلح لأجيال تعلم اول بأول من السارق وما هو المسروق ، كما ان التاريخ الذي فشلت فيه ، لم يكن يسير وعلى وجهه قناع ، فهو يسجل على الجميع نسبة النجاح ودرجات الرسوب..