المواطن المظلوم لا يحكم من فراغ بعد كل هذه التجربة المريرة مع الحكومات المتعاقبة منذ السقوط ، سييما وان الحكومات متشابهة تماما من حيث الوجوه ومن حيث السياسات ، أما من حيث الوجوه فإن الكتل الفاشلة جاءت بالوجوه غير المختصة والفاسدة واليوم ونحن على أعتاب هذه الكابينة واذا بشبهات الفساد تلاحق وزير الصحة والاتصالات ، اما مسألة الكفاءة ، فالشك يلاحق رئيس الكابينة والأعضاء ، فلا رئيس الحكومة شجاع وانه من ثمار اتفاق الكتل وهو لا يحمل بوادر الإصلاح او التغيير وان الكتل وحسب تجاربنا معها لا تقبل بالشجاع والكفؤ ، وهكذا ونحن في العام الاؤل لهذه الوزارة ولم نلحظ ما يثير الاهتمام من المنجزات او التغيرات على الواقع الانتاجي او الخدمي ، وهذه الحال مستديمة والوزراء يعملون وفق المتعارف عليه دون مبادرات تذكر ، واقفون والزمن يقطع الشهور ، وزراء تقليديون لسياسات تقليدية خاضعة لأهداف الكتل ، وزارات بسبب الخلاف المشين بين الكتل بلا وزراء ، واليوم نهر دجلة في الموصل لا يسير فيه غير زورق واحد للنجدة النهرية ، اية حكومة نقف عندها اليوم او اية وزارة داخلية في السابق تقبل بزورق واحد لا يستطيع العمل في حال الطوارئ ، هذه واحدة من منجزات كتل ما بعد عام 2003،
ان عبد المهدي وفق مقدمات عمله وقبوله بالشاغر من الوزارات الأمنية والعدلية والتربية إنما يبشر بمرحلة كسابقاتها لا امل فيه ولا بوزارته ولا بكتله ، الكل متخلف عن المرحلة والكل السياسي يعبث بالوطن والزمن .
ان تجاوز هذا الواقع يتطلب أن تنسحب هذه الكتل بهدوء من الساحة ، وأن تفسح المجال أمام الخييريين بعقد مؤتمر وطني تحضره وبكثافة الكفاءات العلمية ، وان تمثل الأحزاب والكتل غير المتورطة بالعبث السياسي والفساد ، وان يكون هذا المؤتمر بمثابة برلمان مؤقت تنبثق منه حكومة كفاءات تقف وراءها قوة مسلحة مخلصة لحمايتها من عبث السياسيين . وأن هذا المؤتمر له أن يكتب دستورا جديدا يعرضه على الشعب للاستفتاء عليه، ، قد يقول البعض ان الدستور لا يوضع الا من قبل جمعية منتخبة ، نقول ، لقد كان الدستور الحالي هو نتاج الكتل الفاعلة ولم تكن الجمعية الوطنية الا ثمرة عمل تلك الكتل ، لقد يئس الشعب وهو يمر بكارثة تلو الاخرى ولم يعد يثق بكل الحكومات التي تأتي بها كتل فاشلة، وأخرها حكومة عبد المهدي وهي هدية هذه الكتل لهذا الشعب المظلوم ، ما هي الا حكومة لملوم المحاصصة ، تستنفذ السنين بلا انجاز ولا تقدم ، واذا بالدورة الانتخابية تاتي على نهايتها وعالم العراق الجريح دون تغيير او حتى امل فيه….