( ان غداً لناظرهِ بعيد)
قراد بن اجدع
غداً.. او قريباً سنسمع عن هذه المفردة كثيراً, ولمن يحاول ان يبحث اكثر فعليه بالتزام الحيادية المطلقة ولو بغضون ذلك. ومن يريد ان يرى الجبال وتقاسيمها عليه ان يبتعد من صخورها, اما هواة البحر فعليهم الابتعاد عن ساحله كي يتسنى لهم رؤية امواجهُ البعيدة!
ما يحدث اليوم في العالم بشكل عام هو انفجارٌ سياسي, ولا يوجد انقاذ مدني للملمة اشلاء الموتى, فمثلاً بالنسبة للصراع الموجود في المنطقة العربية واخص هنا الصراع الخليجي الذي ظهر للعيان قبل شهرين تقريباً هي حربٌ سياسةٌ. لو دققنا بماهية وهويات الحروب السياسية نجدها تنتهي بولادة حرب عسكرية او استسلام واضح من طرف لاخر.
المنطقة العربية رخوة جداً, وصلابة المخطط العالمي مبني على رخاوتها. واسرائيل هي الدولة الحارسة على ادامة رخاوة المنطقة وهي تسيطر –ولو سياسياً- على كثير من الدول العربية التي كانت تصرخ بوجه اسرائيل, فهي اليوم ترحب بالتمثيل الدوبوماسي على اراضيها, واسرائيل بدورها تقتل مواطنين الدولة المضيفة بمسمع من الجميع وهذا يدل على ضعف الدولة المضيفة التي لم ولن تحرك ساكناً ولو دبلوماسياً, وهذا ما حدث قبل ايام في العاصمة الاردنية عمان.
المعرقل الوحيد امام اسرائيل هي ايران, وايران هي ممثل وحليف يعلن عن ولائه للدب الروسي, اما اسرائيل فهي البنت المدللة للعم سام, وهنا تكتمل رسمة المخطط العالمي العجوز. فاسرائيل لا ترى ايران على وجه الارض, اما ايران فتحاول ان تحافظ على نفسها من الطبق الاسرائيلي الذي يريد اكلها غداةً او عشاء!
ايران واسرائيل يتحاربان بجنود عربية, هي الدول العربية, فمثلا اسرائيل- واقصد امريكا ايضاً – تحتضن اغلب الدول الخليجية (البترول), اما ايران فتحتضن قطر (الغاز) ولو كانت بمغنى عنه.
هذا من جانب, اما من جانب المنطقة الاسيوية ودولها التي تربي اهم قوتين هما العسكرية والاقتصادية فهي بدأت بالظهور على رسم المخطط بقلم حبر بعد ان كانت اقلامهما الرصاص منكسرة. قبل ساعات, صرحت كوريا الشمالية بأن امريكا باتت تحت مرمى صواريخها العابرة للقارات, اما الصين فهي تغزو العالم بصناعاتها ومنتجاتها وهي بذلك سيطرت (اقتصادياً) على العالم بأسره فهنيئاً للتنين!
المخطط الذي رسمتهُ –ولو بقلم رصاص- هو اعلان حصري للحرب العالمية الثالثة التي تظهر ملامحها على الابواب المشرعة لها, فامريكا مهاجم شرس, وروسيا مسلح قوي, واسرائيل مفكرُ ذكي, والصين وكوريا ذوات نعمة اقتصادية وعسكرية ايضاً, اما ايران فداهيةُ فارسية تغازل الشمس العربية بأسم الاسلام.
الحرب العالمية الثالثة وما سيتلوها من (حكومةٌ عالميةٌ) ستلتزم زمام حركات العالم وستقوم على قائمتين هما الدين والاقتصاد! اما السياسة فهي التي ستدير المخطط المرسوم, فمن هو الاشطر لادارة لعبة المخطط العالمي؟ السياسة ام الدين؟