نالت حكومة عادل عبد المهدي ثقة مجلس النواب بعسر وبعد اعتراضات كادت تطيح بالجلسة المربكة التي انتهكت فيها الاعراف والدستور وتصويت اثاراشكالات واعترته نواقص لتمريرالتشكيلة الوزارية باي طريقة وانقاذ رئيس الوزراء مما زج نفسه فيه من تخبط وتسرع لاقرار الكابينة اعتمادا على قوى يهمها بالدرجة الاولى مصالحها وبرامجها .. لولا المساومات خلف الابواب المغلقة والضغوطات والتهديدات وفرض الامر الواقع وتطمين المصالح الضيقة ما تمكن المجلس من التصويت على الوزراء،وهذا سيلازم الحكومة ويضعفها الان والمستقبل .
لم يكن رئيس الوزراء المكف غير موفق فقط ، وانما تناقض مع ما سربه الى وسائل الاعلام بشان التزامه بالمبادىء والمعايير حتى انه خلق ضجة باته سيسلك دربا جديدا في اختيار وزرائه كالتقديم الالكتروني ولكن سرعان ما تبين انه خدعة لحرف الانتباه الى جانب دغدغة مشاعر الناس بالنسبة الى المنطقة الخضراء والانتقال الى المبنى القديم لمجلس الوزراء الذي لا يبنى عليه تغييرا جوهريا .
واكثر من ذلك خضع بشكل تام لرغبات سائرون والفتح واملائتهما واتبع ذات الطرق المدانة في اختيار وزرائه وزادها وعمق سوءها فجائت توليفة مشوهة وفي اغلبها ليس على مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب .
للاسف رمى كل ما قاله خلفه وتخلى عن المبادىء والقيم العلنة وتقيد بالمحاصصة المقيته وكرسها والاخطر من ذلك اضاف اليها الاسوء التوزيع المناطقي الذي سيذكي نارالاحتراب الجهوية ولم يكتف فاضاف الصلات القرابية التي وأدت مع نظام صدام حسين .ولم يجد احد تفسيرا مقنعا لاختيار اقارب المسؤولين والمطلوبين للنزاهة واهمال الاكفاء وذلك انه اراد ان يحافظ على التكليف ويرضي الكتل والائتلافات النافذة لكي يمضي الى النهاية لم يرغب في زعل قوي ومؤثر في العملية السياسية وان كان على حساب بناء دولة المواطنة .
ومن المرارات التي تجرعناها من رئيس الوزراء اغلب الذين تم استيزارهم ليس في اختصاصاتهم او قريبين منها والضعيف فيهم سيكون خاضعا لولي النعم ( الكتلة وعبد المهدي ).
ان الوزارة بقضها وقضيضها نتاج تفاهم بين سائرون وفتح ومهرت بخاتم رئيس الوزراء . فكان غريبا ان يتنصل تحالف سائرون عن الفشل بالجلسة الاولى في قراءة مبكرة لمآلها فيما نرى الفتح اكثر انسجاما مع نفسه وجمهوره بالدفاع عن الكابينة واكبر حماسة لتمريرها .
وزراء عليهم شبهات واتهامات بهذه الدرجة من الجدية لا يتوقع منهم ان ينتقلوا بالبلاد مما هي فيه من ترد وفساد الى السكة الصحيحة ناهيك عن الاصلاح والتغيير ، لاسيما ان بعضهم يفتقد الى الخبرة والمقدرة بمستوى مجابهة التحديات .
مرة اخرى نقول ان رئيس الوزراء انخرط في صفقة اضرت بمصداقيته ، بل انها اظهرته وعرت تهالكه على منصب رئاسة الوزراء …
هذه الوزارة ستكون غطاء لمرحلة اخرى من افقار المواطنين ببرنامجها الذي يؤكد على اقتصاد السوق وفتح البلاد لحركة الاستثمار المنفلت وبيع قطاع الدولة بسعر التراب .
كنا نتمنى مثل غيرنا ان تكون هناك فرصة حقيقية لبعض الاصلاح والتغيير الملموس ولكن القلق لم يغادرنا بل سكننا الخوف من عسر الولادة وغموض البرنامج والتمسك وتعميق المحاصصة .
ان عبد المهدي رهن نفسه لكتلتين بارعتين في المناورة والمساومة لتسويق اهدافهما ، وليس لشعبنا في تحقيق مطامحه سوى ابقاء جذوة حراكه متقدة لمواجهة خيبة الامل في حكومته وتصحيح مسارها وانقاذ نفسه من الكوارث والتخلف الذي احل به .