اجتمعوا مساء على برد الهواء وشاعرية الاجواء …. فتمخضوا وتقلصوا وتشنجوا وتعارضوا واعترضوا … فكانت الولادة مسخا آخر لا أطراف له … حكومة بلا دفاع ولا داخلية ولا موارد مائية… في بلد لا أمن فيه ولا أمان ولا أمناء .. تصول وتجول فيه مليشيا الارهاب ومنظماته، وإرهاب الدولة رائدها وحاديها. وشعب يتعرض للقتل اليومي على يد آلة الدفاع عنه وعن الوطن في زمن انقلاب المقاييس والبديهيات… فجيش مدمج لا يقوى على رد مجاميع مسلحة ويفر من أمامها تاركا سلاحه وعتاده بأوامر من قيادته العليا المتحصنة بمنطقة خضراء الدمن ومن قادته وأمراءه الفارين قبله ، ثم يلملم شتاته ويعيد ترهله بمليشيات وحشد طائفي لينهال على المدن تخريبا وتدميرا وعلى المدنيين تقتيلا وتهجيرا.
جوقة سياسيين لا يعرفون من السياسة الا ما تدره عليهم من مناصب ومكاسب وسحت أموال مهدورة لشعب مستباح… يسمون الاشياء بعكس مسمياتها … فدولة الفوضى والتطيف والفساد والفشل أطلقوا عليها “دولة القانون” … نعم، قانونهم الذي أباح لهم سرقة الثروات ونشر الفساد وانتهاك الحرمات وممارسة الظلم والظلمات وإشاعة ثقافة الحقد والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد لكي يفرقوه فيتسيدوا عليه، ويحكموه بقانون المافيات ودولتها ولا من رقيب أو حسيب أو معترض.
سياسيون قدموا قبل عقد ويزيد عندما أحتل العراق وانتهكت سيادته وحلت دولته ومؤسساته وغدا أثرا بعد عين وخراب كبير… أتوا لا كبناة ليعيدوا بناء دولته او اعادة اعماره … إنما كغربان شؤم تنعق على أطلال خرابه وذئاب مسعورة تنهش في وحدة شعبه وعصابات بعقلية قطاع طرق العصور الوسطى لتشيع شرهها ونهمها لأموال البلد وثروات شعبه وتجعل الوطن الذي كان حصينا … مرتعا لكل قاذورات العصر وجراثيمه وأوبئته القاتلة، إرضاءً لأسيادهم ومن أتوا بهم
ليتسلطوا على البلد ومقدراته ويجعلوه خرابة خلفية لدولة الحقد والشر الشرقية التي تربوا وترعرعوا فيها ونهلوا من معين حقدها الازلي وأطماعها العنصرية وثقافة شاهنامتها واساطيرها الخرافية.
هذه الجوقة كشدة ورق القمار …. تُخلط وتوزع كل اربع سنوات … ليظن المغفلون الساذجون ويتبجحوا بأن بلدهم غدا ديمقراطيا اتحاديا موحدا تحت ظل حكومة الطوائف والأعراق … وتحت راية الشقاق والنفاق.
فليفرحوا قليلا وليبكوا كثيرا كالنساء على وطن سلموه بأيديهم الى حثالات الاحتلال وأشباه الرجال، فجعلوه عبرة تعتبر بها الاجيال…
فالظانون خيرا بزمرة الخداع والتضليل قد خابوا وخاب فألهم … فلا تغيير ولا إصلاح يرتجى من الذين جعلوا من راعي أول فتنة طائفية وزيرا للخارجية، ومن الفاشل الاكبر والمسئول الاول عن كل مصائب الثمان سنوات الماضية والمتسبب الرئيسي في كل القتل والخراب والدمار نائبا لرئيس جمهوريتهم الفاسدة الباطلة بدلا من حسابه ومحاسبته على ما ارتكبه بحق البلاد والعباد.
فدولة لا تحاسب مجرميها ومنتهكي حرمات شعبها ولا تطبق العدل الالهي عليهم لا تستحق أن تسمى دولة … وما هي بدولة … ولا سبيل لها الا الزوال والركون في مزابل التاريخ.
يومها سيردد الشعب قول ملك الملوك ورب الارباب عز شأنه
“فقطع دابر القوم الذين ظَلموا والحمد لله رب العالمين”.