23 ديسمبر، 2024 1:35 ص

حكومة ال (هناكَ مَنْ)

حكومة ال (هناكَ مَنْ)

حين أعلن مصطفى الكاظمي أنّ لاحزب وراءه وأنه لاينتمي الى أية جهة سياسية وأنه وحيدٌ بلا أجنحة سوى رعاية الله وحفظه كما قال في رسالته الإعلامية الأولى ، وضع نفسه أمام طريقين لاثالث لهما ، اما الخوف من الجميع أو تحدي الجميع ، واقول الجميع وأقول الخوف أو التحدي لأن هذا (الجميع) قد رتّب أوضاعه في دولة متكلسة تقاسم فيها المناصبَ والمراتبَ والقوةَ والسلاحَ والاستحواذَ على الدولة طيلة الفترة الماضية .
الطريق الثاني طريق التحدي من أجل بناء دولة مختلفة ، يفترض أن يدفعه الى التمسك بالمؤسسات الأساسية للبلاد وأهمُها المؤسسةُ الأمنية وقادتها المحترفون المستقلون، ويطهرُها ويطهر البلاد من الفخاخ المزروعة فيها من قبل الأحزاب والتيارات التي يعرفها أكثر منا جميعاً ، ليعتمد عليها في ضرب أية قوة تناطح الدولة وتقصم هيبتها ، حملة تطهير يقف معه فيها كل أخيار العراق من جميع التخصصات والمؤسسات القضائية والأمنية الرسمية وهم الأكثرية رغم كل ماجرى . فيما يدفعه طريق الخوف منهم الى تهديد مستقبله السياسي بنفسه ويجعل من شخصيته خاتما بايدي أباطرة محترفين يهيمنون على كل شيء في البلاد ، وهو ما يتسرب عنه مع تردد في التصديق خلال الفترة الماضية ، خوفه سيجعله متراخياً راجفاً أمام مصالح الأحزاب والشخصيات والجماعات ويحفظ لهم هوياتهم الخاصة واسلحتهم واعلامهم واقتصاداتهم الخاصة ، ليبقى موظفا بلا هوية مسمرأ هو ومستشاروه بنشرات أخبار العراق التي تنقل له اخبار الخطف والاغتيال وسيارات التنفيذ المصورة، وآخرها الهجوم على المتظاهرين في ساحة التحرير .
بيان القائد العام الذي انتظره العالم لتفسير الهجوم الأخير نفى أية أوامر بضرب المتظاهرين مؤكدا على أن ( هناكَ مَن ) يعمل على استفزاز القوات الامنية لغرض جرها الى مواجهة وهو امر مدفوع من جهات لاتريد للعراق ان يستقر ، وهو ما يعيد مسسل ال (هناك مَنْ) و(دعاة اللادولة ضد الدولة) في تدوير للانشاء واسلوب الاحتواء والقرارات المترددة التي ترد على لسانه ومن يمثله ، (هناكَ مَنْ) يبتز الدولة في المعابر الحدودية ، و(هناك من) يعتدي على المؤسسات الأجنبية ، و(هناك مَن) يختطف الأجانب وهناك من لايريد وهناك من يريد …الخ اخره من ( الهناك مَنْ) التي تعد الاسم الثاني لطرف عادل عبد المهدي الثالث .
بعد جريمة ساحة التحرير ليلة الاحد ليس أمام رئيس وزراء الا خياران ، الانسحاب بلطف من مهمته، أو اثبات هوية ( الهناك مَنْ) قبل اتهامه بأنْ يكون هو نفسه ال(الهناك مَنْ) ، فيكفي الناس الابرياء التي تطالب بحقوقها والتي تصاعدت آمالها بلغة الكاظمي الاحتفالية ، أن تحظى بتكرار هذا المشهد الدامي في تواطؤ والتباس بين حكومته وال (هناك مَنْ) معاً.