يشهد العراق اليوم حالة من الصراع بين الولايات المتحدة وايران وتصفية حسابات مع استمرار الجمود بشأن الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 ، فيما تسعى واشنطن إلى معاقبة طهران على قمعها للاحتجاجات والتعاون العسكري مع روسيا .
تحول العراق الى مايشبه ساحة للصراع ومناورات امريكا لتقويض النفوذ الايراني لتحقيق مكاسب لها على الارض ليس بجديد ، ولكن هذه المرة فاقت نتائجه السلبية التوقعات حيث أصبحت الدولة العراقية على شفا حفرة من الانهيار وتحويل الوضع اشبه مايكون في لبنان.
الازمة الاقتصادية التي فرضتها الاطماع الاجنبية على العراق لم تتقتصر على ضغوطات تتعرض لها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمواجهة تهريب العملات إلى إيران فقط بل يتعرض القادة الأكراد لضغوط أمريكية لتوحيد الصفوف وتسريع جهود تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وبالرجوع الى أواخر ديسمبر ، أشارت مصدر مطلع في بغداد الى إن واشنطن تلقت تقارير عن قيام العراق بإجراء تجارة مع إيران باستخدام الدولار الأمريكي على الرغم من العقوبات الأمريكية واضاف المصدر ذاته أن الأسماء وأرقام الحسابات المصرفية التي تعاملت سرا مع إيران لم يتم الكشف عنها بعد ، لكن إدارة بايدن اكتشفت أنه تم تحويل مبلغ كبير من الدولارات الأمريكية من العراق إلى بعض الدول ، بما في ذلك إيران.
كما كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن أن اللوائح المصرفية الجديدة كشفت عن معاملات احتيالية بالدولار تمت من العراق ، حيث تتزامن الضوابط الجديدة مع انخفاض قيمة العملة المحلية.
اذن فالأزمة الاقتصادية ستبقى وتمتد ليصل سعر صرف الدينارمقابل الدولار الى ارقام فلكية تتجاوز 2000 ، فالازمة مربوطة باستمرار الصراع الدولي على نهب خيرات العراق وتقاسم ثرواته من سوق العملة الى النفط والغاز وغيره ويبقى المواطن يدفع فاتورة ضعف الدولة وسوء الادارة ، فلو كانت هناك حكومة قوية لما وصل حال العراقيين لما هو عليه الان في ظل تعاقب مايسمى بـ “حكومات من ورق “.