22 ديسمبر، 2024 3:40 م

حكومة الكاظمي..الخنجر والصدر يخولون والكرد لا يمانعون

حكومة الكاظمي..الخنجر والصدر يخولون والكرد لا يمانعون

في آخر تطورات الموقف في مارثون تشكيل الحكومة العراقية العتيدة، الذي اسقط رئيساً للوزراء ومكلفين اثنين حتى اللحظة، ان الشيخ الخنجر الذي يقود تحالف المدن المحررة، الذي انبثق في مواجهة استبداد الحلبوسي ووهم التمثيل السني واحتكاره ، أعلن صراحة عن تخويل تحالفه للسيد الكاظمي باختيار وزراء حكومته ، وجاء تخويلا واضحاً كما في تغريدة له ” بلدنا بحاجة إلى حكومة مستقرة قوية تعالج الاخفاقات وتعبر به الأزمات. نخول الأخ المكلف مصطفى الكاظمي في تشكيل حكومة مستقلين وخبراء، ليس فيها فاشل أو فاسد، ووفق مسطرة واحدة مع الجميع ونعتقد أن اغلب القوى الوطنية ستقف مع حكومة تتشكل بهذا المعيار”.
وشكّل تحالف المدن المحررة ، المكون من 26 نائباً بينهم نواب كتلة النجيفي ، ضربة موجعة لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ، خصوصاً وان التحالف الجديد سيطرح نفسه كفاعل حقيقي في المناطق السنية، ويتبنى مطالب الاهالي هناك في اهم ملفاتهم فيما يتعلق بإعادة النازحين والكشف عن مصائر المختطفين والمغيبين ، وتعويض ضحايا الإرهاب والأخطاء العسكرية واعادة الاعمار الإعمار.
موقف سائرون الذي هو عمليا واجهة التيار الصدري البرلمانية ، هو الآخر خوّل الكاظمي اختيار كابينته دون خضوعه للضغوط ، كما عبر عن ذلك نائب من سائرون “رئيس الوزراء المكلف بتقديم برنامج محدد ومقتضب يتضمن ثلاث أولويات رئيسية, داعيا الكتل السياسية التعامل مع المستجدات الحالية بكل حيادية وعدم فرض على الكاظمي أسماء محددة”.
بالنسبة للكرد فان مكتب السيد مسعود بارزاني في تصريح له ، ابدى مرونة في اطلاق يد الكاظمي بتشكيل الحكومة ، وقال ، موقفنا معروف ومطالبنا واضحة ، نريد تطبيق الدستور تطبيقاً لايقوم على مبدأ ” المعيارين ” وهو مبدأ انتقائي في قبول ورفض النصوص الدستورية الذي مارسته مختلف الحكومات المتعاقبة مع الكرد . ويبدو من خلال تصريح مسؤول ملف بغداد في مكتب السيد البرزاني ، ان الكرد ربما يسهلون مهمة الكاظمي باختيار فريقه الوزاري استنادا الى علاقتهم الجيدة مع الكاظمي وموقفه شخصيا من اقليم كردستان ، وجاء في التصريح ” “علاقاتنا مع الكاظمي طيبة، لكن من المهم لنا أيضاً أن نعرف برنامجه ونرى كيف يتناول مطالب كوردستان” واضاف ” “هناك علاقات جيدة بين الكاظمي وقيادة إقليم كوردستان، وكانت لنا اجتماعات كثيرة مع الكاظمي خلال زياراتنا إلى بغداد”
الكتل الشيعية باستثناء التيار الصدري الذي خوّل الكاظمي وتيار الحكمة بزعامة السيد عمار الحكيم الذي اعلن عدم مشاركته في حكومة الكاظمي ، يقول مراقبون لمشهد هذه الكتل انها تعلن تحرير الكاظمي من الاشتراطات فيما تغل يديه في الاجتماعات لتمرير مرشحيها ،وتقول مصادر الحكمة ان بعض الكتل الشيعية الداعمة لرئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي تراجعت عن دعمها في الساعات الأخيرة..
إزاء هذا المشهد فان المكلف الكاظمي ، أمام خيارين ، اما الانصياع للضغوطات بتشكيل حكومة محاصصة تعيد انتاج المشهد السياسي نفسه منذ 2005 وما جر البلاد اليه من كوارث وما وصلنا اليه من حال وبذلك نراوح في الربع الاول مع مخاطر جسيمة بانهيار العملية السياسية برمتها ، أو الاعتذار مكررا تجربتي علاوي والزرفي ، لكنه في هذه المرّة عليه ان لايستنسخ مشهد الاعتذار وعليه ان يتمتع بالجرأة والشجاعة الكافيتين لقول الحقيقة كل الحقيقة للشعب العراقي ويضع النقاط على حروف القوى التي تعيق تشكيل حكومة تنقذ البلاد والعباد من الازمات التي تنتج نفسها مثل الاميبيا..!