في الوقت الذي يسعى فيه قادة العالم إلى العمل الجاد في تحقيق السعادة و الابتهاج لشعوب دولهم حتى و إن تطلب الأمر إلى التضحية بالنفس فنرى القادة في عمل متواصل بغية الوصول إلى هدفهم الأسمى في شيوع الرفاهية و الأمن و الأمان لأبناء جلدتهم هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد الساسة المتصدين لإدارة دفة الأمور يخططون لدرأ كل الإخطار التي من شأنها انحراف المجتمع و خلط الأوراق عليه فعند تعرض المجتمع إلى أي خطر يهدد كيانه و يتوعده بالهلاك و الدمار نجد القادة لا يهدأ لهم بال فيعملون ( ولو بأضعف الإيمان ) على إحلال الطمأنينة و السكون و بشتى الوسائل ليوصلون رسائل سكينة و أمان لشعوبهم بأنهم معهم و لا يتخلون عنهم في أحلك الظروف و هذا ما نرى مصداقه متحققاً في اغلب دول العالم إلا في العراق فان القادة فيه لا زالوا يجعلون النازحين خارج حساباتهم المتعلقة بمستقبل العراق فقد مرت سنوات و النازحين يعانون من الإهمال الحكومي بمختلف الأصعدة و غياب حقوق الإنسان بل حتى متطلبات الحياة الحرة الكريمة و كأن الحكومة العراقية تنظر لهم على أنهم غرباء داخل عراقهم الجريح فمع حلول موسم الصيف الذي يزداد لهيباً كل يوم تهدي وزارة الكهرباء أهلنا النازحين هدية قطع التيار الكهربائي الغير مبرمج و لساعات طويلة تقاسمها بهذه الهدية المتواضعة وزارات الهجرة و المهجرين و الصحة و البلديات و التجارة فالأولى قد تعثرت في خطواتها الداعية إلى توزيع المنح المالية عليهم والثانية اعتذرت عن الارتقاء بالوضع الصحي المتدهور للنازحين بسبب انتشار الأوبئة و الأمراض المستشرية بينهم لقلة الدواء و غياب الخدمات الصحية في مخيماتهم ناهيك عن انعدام الخدمات الخجولة التي تقدمها البلديات في إيجاد السبل الكفيلة بتقليص معاناة النازحين من قلة مياه الشرب و أفول نجم خدماتها وفوق كل هذا و ذاك تأتي المصيبة الكبرى في خطة عمل التجارة القائمة على دعمهم بتوزيع مفردات البطاقة التموينية التي أفلت شمسها لشهور طوال أو تعويضهم بما يجعلهم قادرين على مواجهة أسعار المواد الغذائية التي أخذت الارتفاع الملحوظ و بذلك فقد تضافرت الجهود للكثير من القيادات السياسية في العراق على تقديم الإهمال لهم و نسيان قضاياهم المصيرية و التقاعس في إعادتهم إلى مناطق سكناهم التي نزحوا منها لكي تعود البسمة لمحيا النازحين الذين باتوا يعانون الأمرين من الإهمال الحكومي و ارتفاع درجات الحرارة التي لا تحتمل في المخيمات أو الكرفانات الحديدية حتى أنهم لم يقدموا المواقف تاريخية مع أهلنا النازحين من خلال المناشدات الإنسانية لمنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بضرورة بدعمهم مادياً و معنوياً و كذلك لم يعملوا بأضعف الإيمان من وقفات تضامنية معهم كالموقف التاريخي لمرجعية السيد الصرخي الحسني في وقفتها التضامنية مع أهلنا النازحين و المهجرين و المضطهدين وما يعانون من ويلات و معاناة ومطالبين في الوقت نفسه القادة السياسيين في العراق بضرورة إنهاء معاناة النازحين و السعي الجاد في إعادتهم إلى ديارهم جاء ذلك في البيان التضامني لمكتب المرجع الصرخي بتاريخ 1 شوال 1436 هـ حيث اعتذر مكتب المرجع الصرخي عن إقامة كل مراسيم الفرحة و الابتهاج خلال أيام العيد تضامناً ( قولاً و فعلاً ) للوقوف مع النازحين