22 ديسمبر، 2024 11:05 م

حكومة العراق سياسة إدارة ام همجية صراع (3)

حكومة العراق سياسة إدارة ام همجية صراع (3)

أصبح الشغل الشاغل لجميع العراقيين هو متى الخلاص من طرد داعش من الأراضي العراقية. ناسين او متناسين الكثير من الحقائق التي يجب الوقوف عندها من اجل عدم تكرار داعش بطريقة أخرى فهل سينتهي كل شيء بالخلاص من داعش بالتأكيد ليس خلاصنا هو بنهاية داعش بل في معالجة الأسباب التي مكنت هؤلاء المجرمين المجيء. وكل الأسباب تتمثل في سوء إدارة الحكومة لهذا البلد الجريح.
العراق ممزق الى فئات وطوائف متصارعة وسياسيين متخبطين وكل فئة تريد الذي يخدم مصالحها فهنالك العراقيين الكرد الذين يضعون مصالحهم فوق أي اعتبار غير مباليين بما يحصل لشركائهم في الوطن يصطفون الى جنب من يحقق لهم ما يريدون حتى وان كان على حساب الاخرين.
اما العراقيين العرب فمزقتهم الطائفية الى أشلاء وجعلتهم يصارعون بعضهم على لا شيء. اذ نجح الذين يريدون السير بالعراق الى الهاوية وتمكنوا من تحقيق مرادهم ولعبوا على وتر حساس تمكنوا من خلاله السيطرة والتحكم بما يريدون حيث ان العرب السنة انقادوا نحو من يرعى مشروعهم كما يتصورون واستعانت بالدول التي احتضنتهم كالسعودية التي فعلت كل ما تستطيع من اجل ادامة القتل والانفجارات في العراق الذي لو نهض سيكون قائد الامة العربية ان وجدت وكل ذلك تحت شعار الحفاظ على السنة في العراق من ايادي الفرس. واي فرس هؤلاء الذين يدافعون عن اعراض أبناء الموصل والانبار وصلاح الدين من ايادي دواعش الشيشان والصومال وغيرهم.
وبما ان لكل فعل رد فعل من الطبيعي ان نشاهد موقف معاكس من الطرف الاخر وتصرف طبيعي ان يتخذ العرب الشيعة من إيران الداعم لهم في ظل تخلي الجميع عنهم واعتبارهم صفويين وقتلهم واجب وهذا ليس دفاعا عن الشيعة بل هي الحقيقة تماماً والتي لا تخفى على أحد.
وبعد ان طوينا صفحة تنظيم القاعدة عسكريا بقي فكريا يسيطر على اذهان أبناء المناطق الغربية الى ان جاءت الظروف المناسبة لينهضوا بنفس الفكر الهمجي تحت مسمى داعش لتمثل هذه المناطق الحواضن التي تساعد الطفيليات على النمو والتكاثر وانا لا استبعد مطلقاً ان يبقى هذا الفكر الهدام ليعيد لنا الكرة مرة أخرى تحت مسمى جديد اخر يتحكم به من يريد تدمير العراق والمتضرر هم الشيعة والسنة على السواء لكن هنالك عقول متحجرة تسير مع القطيع وحشر مع الناس عيد.
إذا ما اتينا الى الحل لا يمكن ان يكون التقسيم هو الخيار الأمثل لأنه وبكل بساطة سيولد معارك وحروب ودماء لا خلاص منها مع وجود هؤلاء السياسيين الذين تهمهم مصالحهم لا
غير. وكذلك تجرعنا مرارة المحاصصة التي دمرت البلد فعلى الجميع ان يتقبل الامر الواقع والسير نحو ديمقراطية حقيقية تتمثل بحكم اغلبية سياسية بعيدا عن المحاصصة الطائفية المقيتة ونخلق جبهتين الأولى حاكمة والثانية مصححة وليس معارضة ان كانت هذه الكلمة ترعب السياسيين ولا يستطيعون هضمها لأنها لا توفر مردود مالي جيد لهم فحكومتنا هي حكومة المصالح والأموال ولا يرجى منهم شيء.
في هذه المرحلة يمكن للشعب ان يأخذ دورة في إنضاج الديمقراطية وتشكيل نظام الحكم الذي يحقق لهم ما عجزت عنه المحاصصة وليس شعب مصر ببعيد عنا اذ استطاع من اسقاط حكومتين في فترة وجيزة ما الذي يمنعنا من اختيار الاكفاء دون اسقاط حكومة ما الذي يمنعنا من محاسبة الفاسدين ما الذي يمنعنا من المطالبة بحقوقنا بالتأكيد أنفسنا المنهزمة وارواحنا البائسة التي لا تقوى على شيء وفي الختام يا أيها الشعب انت هو المـــــســــؤول الأكــــــبــــــــر…