18 ديسمبر، 2024 11:18 م

حكومة العتبة الحسينية المقدسة

حكومة العتبة الحسينية المقدسة

حكومة العتبة ليس بالمعنى السياسي التنفيذي بل بالمعنى الخدمي الاداري وفقا للمساحة المتاحة لها جغرافيا وقانونيا وحسب الامكانات المالية المتاحة ، ولان المتعارف عليه ان الحكومة في خدمة الشعب لندخل الى صلب الموضوع من هذا الباب وان كان هذا الباب سيفتح باب اخر للنقاش يدحض مقولة فصل الدين عن الدولة، كل هذا تحت مظلة المرجعية العليا في النجف الاشرف

المعروف عن العتبة الحسينية المقدسة هي مؤسسة دينية ، اي ان دستورها الدين الاسلامي ولان الدين هو النصيحة وخدمة الانسان اضافة الى العبادات فيصبح من واجبات العتبة تقديم النصيحة وخدمة الانسان ضمن المتاح لها ، ودائما يؤكد سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بان ما تقوم به العتبة من مشاريع خدمية بمختلف مجالاتها هي مشاريع داعمة للحكومة ومؤازرتها في خدمة هذا الشعب المظلوم .

مشاريع العتبة ومشورتها اصبحت على ارض الواقع العراقي واستطاعت ادارة العتبة الجمع بين الثقافة الدينية والاعمار والخدمات والثقافة الاجتماعية والمشورات السياسية ، ولا يخفى على احد لقاءات اغلب رجال السياسية مع الشيخ الكربلائي وتناول الشان العراقي وكل اللقاءات نعم كل اللقاءات كانت عبارة عن نصيحة وعتب من قبل الشيخ الكربلائي للنهوض بالواقع العراقي، وخطب الجمعة كانت منبرا رائعا للخطاب السياسي الديني .

استطاعت ادارة العتبة ان تقدم للعراق صفحة دينية اعمارية سياسية اجتماعية ، فالعتبة هي السباقة من اجل التعايش السلمي بين ابناء كل طوائف الشعب العراقي والكل قام بزيارة العتبة، العتبة تعاملت مع اغلب وزارات الدولة لمؤازرتها في تقديم خدماتها ودرجة التعاون والاستجابة متفاوتة من قبل بعض الوزارات .

ادارة العتبة استقبلت سفراء وضيوف من خارج العراق وعقدت بروتوكولات تعاونية تحت غطاء الدولة ( دعما لوزارة الخارجية )، العتبة الحسينية فتحت مدارس وعلى مستوى عال من البنايات والتجهيزات والكوادر التدريسية ( دعما لوزارة التربية) ، العتبة الحسينية افتتحت جامعات ومعاهد وبمختلف التخصصات وفق التخطيط العالمي للبناية ومعداتها التدريسية واستقطاب اساتيذ وبشهادات عليا للنهوض بالواقع التدريسي للجامعات ( دعما لجهود وزارة التعليم العالي) ، العتبة وفي ظل ازمة العراق سنة 2014 بسقوط ثلاث محافظات شكلت لواء عسكري ودعمت اللواء وبقية القوات دعما لوجستيا وبشريا منقطع النظير ( دعما لوزارة الدفاع) ، العتبة افتتحت عدة مستشفيات البعض مجاني والبعض باجور رمزية وفي زمن كورونا افتتحت اكثر من مستشفى داخل وخارج العراق ( دعما لوزارة الصحة)، العتبة الحسينية استغلت الارض البور لتجعلها زراعية صالحة لانتاج مختلف المحاصيل الزراعية كما وافتتحت مزارع للثروة السمكية ( دعما لوزارة الزراعة)، كما وقامت العتبة بافتتاح بعض المصانع الانتاجية وبكوادر وايد عاملة عراقية منها الالبان والطابوق والسندويج وغيرها(دعما لوزارة الصناعة) العتبة الحسينية اقدمت على بناء مجمعات سكنية للفقراء واخرى تعاونية ( دعما لوزارة الاسكان) ، العتبة الحسينية ساعدت شريحة العاطلين عن العمل والفقراء المرضى وتعليم المكفوفين والتوحد ( دعما لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية )، العتبة الحسينية المقدسة حافظت على امن العتبة ومحيطها واستطاعت ان تجعل محافظة كربلاء محافظة امنة ( دعما لوزارة الداخلية )، واما النازحين والمهجرين الذين وجدوا في كربلاء ومدنها الخاصة للزائرين الامن والامان والرعاية من اجل تهيئة عيش كريم لهم طوال اقامتهم في كربلاء ( دعما لوزارة الهجرة والمهجرين)، واما الثقافة التي اخذت حيزا واسعا من المكتبات والمراكز الثقافية التي توزعت في كربلاء وخارج كربلاء وكانت بتصميم وتخطيط عصري ( دعما لوزارة الثقافة ) والاجواء التي هياتها في كربلاء جعلتها مدينة مقدسة وملجا الزائرين من مختلف العالم ( دعما للسياحة في العراق) ، ومع ازمة خدمات البصرة لاسيما الماء الصالح للشرب جندت العتبة كل طاقتها وكوادرها لمساعدة تلك المحافظة ثغر العراق الباسم المهضومة ولا زالت تقدم خدماتها لهم ، والحديث يطول ولربما هنالك من قد يعاتبنا لاننا لم نذكره فيكفيه ان الارض التي تقف عليها مشاريعهم وتغدق بخدماتها للعراقيين فهي افضل من شهادتنا والافضل من كلينا ان الله عز وجل عالم بعباده .وحقيقة هذه الاعمال بحاجة الى موسوعة او معجم يثبت خدمات العتبة

استطاعت العتبة الحسينية المقدسة ان تجمع بين الدين ومؤازرة الدولة باسلوب مميز يتماشى وخطاب المرجعية الذي هو من صلب الدين الاسلامي لتجنب العراق الكثير من الازمات وتحل ما حل بنا من بعضها وخطت لنفسها خطابا متزنا وسليما ومهما حاول المدسوسون والمغرر بهم والاجندة الخارجية النيل من العتبة تارة باثارة كذبة وتارة بتاويل خبر واخرى بانتقاص مشروع ورابعة النيل من رموزها وكلها باءت بالفشل لان الموجود على ارض الواقع من مشاريع وخدمات يدحض هذه الافتراءات .

هذه المشاريع والقرارات كلها بادارة رجل دين ومعه مجموعة من رجال الدين والاكاديميين يعملون يد واحدة بنية صادقة ، واما الحديث عن شطط اخطاء بسيطة هنا او هناك فهي لابد منها وكلها بين العفوية الغفلة ولكن تم معالجتها لدرجة انها لا تؤثر على الانجازات ولو قورنت الاخطاء مع اخطاء جهات اخرى فانها لا تكاد ان تذكر ولا قياس لها مع غيرها.