يشهد العراق بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية،صراعا سياسيا بين الأحزاب والكتل الطائفية المشاركة في العملية السياسية الفاشلة، لتشكيل حكومة محاصصة طائفية ،فرضها الاحتلال الامريكي وثبتها في دستوره المسخ ، ويبدو لنا ان تشكيل هذه الحكومة الخارجة من خاصرة الاحتلال ،سوف لن ترى النور قبل ستة أشهر او أكثر ،لعمق الخلافات وشدة الصراع على السلطة بين المالكي(ما ننطيها ) وبين شركائه في التحالف الشيعي خاصة وبين الكتل الأخرى عامة ،ومشهد العراق الدامي لا يحسد عليه،فهناك حرب المالكي على الانبار والمحافظات المنتفضة ضده بحجة داعش الإيرانية الصنع والتمويل والتسليح والتدريب(إرهابي الحرس الثوري الذي القي القبض علية في السليمانية وكان يروم تفجير نفسه في حسينية الحكيم هناك)،وهناك حرب المالكي مع الأحزاب الكردية حول تصدير النفط والموازنة وقطع رواتب الإقليم ،وصراعات المالكي مع مقتدى الصدر وخلافاته العميقة مع اياد علاوي وأسامة النجيفي وعمار الحكيم ،ناهيك عن سوء الخدمات والفساد السرطاني الذي يفتك بالسلطة من أعلى هرم فيها الى اصغر ،في وسط هذا المشهد المأساوي والكارثي ،يريد المالكي ان يستمر الخراب والدمار والحرب الطائفية التي يقودها بجيشه في البلاد على الشعب ،بتولي الولاية الثالثة للعراق ،هنا لابد من تفصيل كيفية إدارة تشكيل الحكومة ودور إدارة اوباما وحكام طهران فيها ،ومن هو صاحب القرارالاخير في ظهورها الى العلن ،وابتداء نقول إن اصرار كتل المواطن والتيار الصدري ومتحدون والوطنية والتحالف الكردستاني على رفض ولاية المالكي الثالثة له ،ما يبرره ،فالمالكي ادخل البلاد في نفق الطائفية والحرب الأهلية بشعاراته وتصريحاته الطائفية البغيضة،(بيننا وبينهم بحر من الدم او أنصار الحسين عليه السلام وأنصار يزيد وغيرها من الشعارات المقيتة التي ألهبت مشاعر كل العراقيين ضده واستيائهم واستهجانهم منها الشيعة قبل السنة )،والدليل أن جميع قادة حزب المالكي الدعوة فشلوا وهزموا في الانتخابات في العراق ،وحصلوا على أصوات مخجلة ،بسبب سياسة المالكي الطائفية والفاشلة حتى مع اقرب شركائه،وهذا اكبر دليل على معاقبة الشعب العراقي للمالكي وحزبه ،ناتي الى التحالفات وتشكيل الحكومة ،فقد ظهر تحالف جديد اسمه تحالف القوى (لاولاية ثالثة للمالكي)،وضم التحالف الكردستاني برئاسة مسعود برازاني والوطنية برئاسة اياد علاوي ،وعادل عبد المهدي من كتلة المواطن،ثم تبعه تحالف أوسع يقع ضمن جناح هذا التحالف هو تحالف متحدون والعربية والتيار الصدري الأحرار وغيرهم ،والذي أعلنه أسامة النجيفي وقال في مؤتمر صحفي إننا حصلنا على ضمان(200 مقعد) لتشكيل الحكومة ،هذا يعني إننا أمام تحالف (اذا استمر) وأصر زعماؤه على موقفهم دون الخضوع للاملاءات الأمريكية والإيرانية ،سيكون تحالفا قويا ،يغير معادلة الصراع مع المالكي ،حتى ولو أصرت إدارتي اوباما والخامنئي بالتمسك بالمالكي ،ولكن ما نشرته صحيفة النيويورك تايمز وأسبابها العشر لعدم تولي المالكي الحكم ،يعبر عن خيبة أمل كل واشنطن وطهران بالمالكي وولايته الثالثة ،لذلك جاء الرد سريعا من طهران وعلى لسان المرشد وتوجيهاته التي يتخلى فيها عن المالكي تماشيا مع موقف المرجعية في النجف التي ترفض الولاية الثالثة وبإصرار ،ولهذا كان تسريب خبر زيارة المالكي السرية الى طهران ولقائه بالمرشد الخامنئي الذي ابلغه قرار طهران إنها لا تريد (كسر كلام مرجعية النجف وزعلها)،لذلك أسرع المالكي بإرسال هادي العامري رئيس منظمة بدر إلى طهران لمباحثه القادة هناك وعقد صفقة سياسية معها لصالح المالكي،في حين يقوم المالكي بعقد صفقات مفضوحة ومكشوفة مع غرمائه وخصومه في العملية السياسية،فقد عقد صفقة مع الاتحاد الوطني الكردستاني جماعة جلال الطالباني يضمن لهم منصب رئيس الجمهورية ويحقق هدفا اخر في هذه الصفقة معهم وهو =(شق الصف الكردي) وخاصة حزب مسعود برازاني الذي يرفض رفضا قاطعا تولي المالكي الوزارة ثالثة،وهكذا يحاول المالكي بصفاقة ودهاء مخابراتي إيراني لشق صفوف بقية القوائم والكتل ،فتحرك على قسم من (سنة المالكي) في متحدون والعربية والوطنية والمواطن ،والمباحثات جارية،والإغراءات جارية،والتهديدات بفتح الملفات جارية ،(صدور أوامر قبض بحق نواب ووزراء ) لهذا الغرض وكل هذه المحاولات فشلت في شق صفوف القوائم ،إذا المالكي يستخدم كل الطرق المشروعة وغير المشروعة من اجل المنصب حتى لو احترق العراق كلها وغرق العراق كله ،ومات أهل العراق كلهم ،فمن تبقى مع المالكي ومن سيتحالف معه ،هناك قوائم هزيلة غير مؤثرة مثل التضامن والجماهير وغيرها من القوائم الصغير التي لا تتعدى مقاعدها المقعد الواحد في البرلمان ،او من شخصيات فاشلة تبحث عن جاه ومنصب مثل الاجير جواد البولاني وما شابهه وهم كثر من إمعات المالكي ولوكيته ،وهنا لابد من الإشارة والتحذير من أن بقية الكتل أيضا تبحث عن صفقات تافهة من مناصب وجاه ونهب للمال الحرام ،ولم نسمع في اي برنامج منهم شعار إخراج العراق من محنته وحقن الدم العراق وإيقاف حملات القتل والتهجير والعنف وإخراج مئات الآلاف من المعتقلين الأبرياء وقبر الطائفية وإصدار قرار يجرم من يمارس والطائفية ،وإنقاذ العراق من مخلفات الاحتلال الغاشم وقرارات المجرم بوش وبريمر ضد شعب ومستقبل العراق،بل لم نسمع عن تعديل أو إلغاء الدستور المسخ وإعادة لحمة العراقيين التي لوثها المحتل والأحزاب الاسلاموية الطائفية التي رسخت الطائفية بين نسيج الشعب وأشاعت فكرة الاقتتال الطائفي والتهجير المذهبي الطائفي والقومي والعرقي،هي فقط تعقدا لصفقات لإشغال المناصب الحكومية والمكاسب للنهب والسرقة ،هذه ليست إلا حكومة صفقات لا يعول عليها الشعب الذي ينتظر من ينقذه من الخراب والقتل والتهجير لا من يسرقه ،ينتظر المخلص ولا ينتظر اللص الفاسد والحرامي ،والباحث عن الجاه والمنصب،إلا تبا لهكذا حكومات وهكذا أحزاب طائفية وهكذا قادة فاشلون، يريدون سرقة العراق بوضح النهار العراق لا ينقذه غير أبناؤه ورجاله ..أما أنصاف وأشباه الرجال فلهم السلطة ونهب المال الحرام ، ومن المؤكد أن الصراع سيطول لتشكيل هذه الحكومة التي تتقاذفها أمواج الخلافات والصراعات والصفقات والضغوطات الإقليمية والولية من واشنطن وطهران ، فهناك السيناريو اللبناني وعقد انتخاب رئيس جمهورية والصفقات الدولية التي تشهدها لبنان ،إضافة الى أحداث سورية وتخبط إدارة اوباما وفشلها فيها وفي العراق وغيرها ،إذن هي صفقات دولية وعربية وإقليمية ،وأيضا عراقية ،حكومة العراق الجديدة لا ترى النور إلا بعد تفاهم الأضداد في واشنطن وطهران عندها سيتم تشكيل حكومة عراقية تنبني حتما على أسس أمريكية –إيرانية مع صفقات للكتل والأحزاب لتأخذ نصيبها من كعكة العراق الم اقل لكم….. إنها حكومة الصفقات في العراق .