26 مايو، 2024 6:33 ص
Search
Close this search box.

حكومة الشراسة الوطنية‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

نشرتُ مقالة سابقة بعنوان “سيناريوهات” تنبأتُ فيها ما ستؤول اليه الانتخابات , وأنني متشائمٌ لان ما اشاهده لا يمشي والمنطق الصحيح , – وعلى اية حال – فربما تداعيات المشهد السياسي والتشكيلة الجديدة اخطأتني في ان قائمة السيد الحكيم قد تتحالف مع المالكي , وقد ازداد رصيد الاخير من المقاعد الى 112 ثم الى 176, وبعدها التكذيب الاخير من كتلة المواطن انه يملك فقط 103- بحسب الاخبار المنشورة- , مع عزل السيد مسعود وقائمته , والتيار الصدري ايضا , والذي قرر اتخاذ جانب المعارضة , ولا ادري اليس هو نفسه كان معارضا بالدورة السابقة ولم يغير شيئا ؟ .

كنت قبل الانتخابات ارقب حراكات القوائم “العلمانية” وخصوصا منها قائمة التحالف المدني الديمقراطي , ولاح في الافق انهم سيحققون نجاحا ربما غير متوقع – كما اعتقدوا – الا ان المشكلة هي نفسها فهم كما القوائم الاخرى ربما جهلوا او تجاهلوا الواقع الذي نحن عليه من اللامنطقية , واللاموضوعية ..

كتب الدكتور علي الوردي “رحمه الله ” منذ اكثر من نصف قرن عن ازدواج الشخصية العراقية , وقد كتب الدكتور قاسم حسين صالح معقبا ان الاصح من تسمية الازدواج هو ” تناشز الشخصية ” باعتبار اقربها الى علم الاجتماع من مثيلتها السابقة والتي هي اقرب لعلم النفس . وفي كلتا الحالتين اثبتت الانتخابات الاخيرة ان المجتمع العراقي يعيش حالة من التناشز العميق بين مكوناته , فالقوائم العلمانية التي حصلت على تأييد في بغداد لم تحصل في باقي مدن العراق هذا الثقل , وهذا يدل على ان الروح المدنية لا توجد الا في بغداد على اكثر تقدير , لان بقية المحافظات قد انتخبت على اساس طائفي وعشائري وعنصري من جديد !! والمشهد السوسيولوجي الذي برز في نتائج الانتخابات كان محبطا لان المعادلة لم تتغير بل ربما ازدادت سوءً , فانظروا مثلا نسبة الفائزين العرب في كركوك هذه المرة ومقارنتها بالانتخابات السابقة لتجدوا المد العنصري على اوجه !                          أطلَّ علينا (علي الحاتم ) بتاريخ 4-6-2014 من على شاشة البغدادية في استوديو التاسعة , وقال : أن المالكي لا يناقش الازمة مع اصحاب الشأن , وأصحاب الشأن –برأيه- هم من يمسك الارض ,وتبينت خطورة الموقف بعدها بشكل دراماتيكي واتسعت دائرة الازمة فوصلت سامراء , والموصل ومفاجآت اخرى .. لا نعرف تحديدا ماهو الاكثر خرابا في الايام القادمة .. الحل برأيي يكمن في تنازل المالكي للولاية الثالثة , واستيعاب ” السنة ” المعتدلين وبعكس ذلك سيكونون تحت ضغط المتطرفين وربما تضيع نقطة الالتقاء , بعدما نجد التدخلات الخارجية تملي على الداخل ..
الخطوة التي نحن في صددها هي الاغلبية السياسية , وانا هنا اسميها ” الشراسة الوطنية ” لان الامر سيكون رغما عن انف المقابل , لذا اجد اننا مقبلون على عهد جديد من الاغتيالات السياسية , إضافة الى ما يجري.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب