بعد اشهر من الدعوات المرجعية والوطنية وحتى الخارجية للتغيير في الواجهة السياسية العراقية وازاحة الفاشلين والفاسدين وتبديلهم بمن يعرف بكفاءته ونزاهته واخلاصه تمخضت الانتخابات عن انتخاب الشعب الفاشل لنفس الوجوه الفاشلة ونفس القوائم التي دب فيها الفساد.
فلا التغيير حصل ولا الشعب توعى ولا المرجعية نجحت في دعواتها للتغيير وبعد ذلك ولد مجلس النواب حكومته المنتظرة فكانت اغرب حكومة في تاريخنا المعاصر والاسوأ من سابقتها في الكثير من الجوانب حيث بانت حقيقتها كونها حكومة ارضاء الزعماء وحكومة تسنم (القادة الكبار) في البلد مناصب تنفيذية تاركين مجلس النواب وعمله التشريعي والرقابي وراء ظهورهم .
والعجيب والغريب الذي نوهنا عنه ان هذه الحكومة تضم زعماء السياسة في العراق وهم الذين يسيرون مجلس النواب حيث ان اعضاءه تبع وظل لهم فهم نفسهم الذين كانوا يجتمعون تحت عنوان (زعماء الكتل) ليقرروا ما يريدون وما على باقي الاعضاء الا التصويت بنعم او لا وبما يعرفون او لايعرفون حفاظا على ذل المنافع الحاصلة من تاييد رئيس الكتلة والسير خلفه بعيدا عن الراي الشخصي والموقف المستقل فاذا صار نفس رؤساء الكتل للسنوات السابقة اصحاب مناصب تنفيذية اليوم فمن يحاسبهم اذا افسدوا وحاشاهم من الفساد فمن يحاسبهم اذا اخطأوا وهم في الواقع الفعلي زعماء لكتل البرلمان فهل يستطيع اي عضو في اي كتلة ان يوجه الاتهام لرئيس كتلته في حالة خطئه وهل لدى اعضاء مجلس النواب الشجاعة ان يستجوبوا الوزراء وهم رؤساء كتلهم . وهل يمتلك احد من الاعضاء حتى لو جمع التواقيع المطلوبة القدرة على استجواب بهاء الاعرجي او نوري المالكي او باقر جبر او اسامة النجيفي او غيرهم .
ومن اجل تاكيد ما ذكرته من انها حكومة زعماء ابين في ما يلي اهم اصحاب المناصب التنفيذية وعلاقاتهم بالكتل البرلمانية وكما يلي :
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم رئيس كتلة التحالف الكردستاني
نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون وهي الكتلة الاكبر في المجلس
نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي رئيس الكتلة الوطنية
نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي رئيس ائتلاف متحدون
رئيس الوزراء حيدر العبادي رئيس كتلة حزب الدعوة الاسلامية وعضو ائتلاف دولة القانون اي ان مسؤوله الحزبي هو نوري المالكي ومسؤوله التنظيمي وزير خارجيته ابراهيم الجعفري
نائب رئيس الوزراء بهاء لاعرجي رئيس كتلة الاحرار
نائب رئيس الوزراء صالح المطلك رئيس القائمة العربية
وزير الخارجية ابراهيم الجعفري رئيس التحاف الوطني اكبر ائتلاف برلماني اي انه المسؤول السياسي والتنظيمي والبرلماني على راس رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ونائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي .
ترى هل يقبل ابراهيم الجعفري ان يحضر اجتماعا لمجلس الوزراء يراسه بهاء الاعرجي ويوجه له الكلام او طلب انهاء الكلام او التوجيه بكيفية ادارة وزارة الخارجية …. اشك في هذا
وزير النقل باقر جبر رئيس كتلة المواطن
فهل يستطيع مجلس النواب ان يحاسب هذه الاسماء الرنانة
ام ان هذه الطبخة ستجعل البرلمان يمر بفترة سبات تجاه السلطة التنفيذية