18 ديسمبر، 2024 11:13 م

حكومة الرؤساء والمسؤولين!

حكومة الرؤساء والمسؤولين!

((   اذا فقدت حيائك فافعل ما شئت   ))
مقولة قديمة كنا نخاف ان نقولها على اي مسؤول مهما كانت وظيفته ولكننا اليوم وبفضل الديمقراطية الامريكية نقولها مرارا وجهارا هذه الديمقراطية التي لم تأتينا الا بكلمات السب والشتم والكاريكاتير الهزلي والمهوال والشعر الشعبي على عكس النقد البناء والنقد الهدام في الفكر السابق…
ديمقراطية سرقت قوت عيالنا وثروات بلادنا تحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان…ديمقراطية حولت القطاع الصحي الى مستشفيات وعيادات اهلية وقطاع التربية والتعليم الى  جامعات ومدارس اهلية تكون نوعيتها من الدرجة الاولى ومن يدرس فيها يعتبر طالب له اهمية وخصوصية وقوانين خاصة به عكس طالب القطاع الحكومي الذي مازال يقرأ دار ودور على رحلة مكسورة ويجلس في صفوف لا تصلح للسكن البشري..
نعم هذه ديمقراطية الغرب التي كنا ومازال بعضنا يحلم بها. وللأسف الشديد قد هاجر اغلب شبابنا الى مصير مجهول من اجلها… واصبحت في ظلها وفضلها طبقات سياسية تحكم البلاد بطريقة الغالب والمغلوب والناهب والمنهوب…
احلام مريضة كانت تراود بعض الناس المعتوهين عقلياً في الوصول الى كرسي الحكم والسلطة وبفضل هذه الديمقراطية المريضة وصلوا لحلمهم الاكبر وفوق كل هذا وذاك اصبحوا يملكون السلطة المعنوية والمادية نتيجة التسيب ونهب للمال العام وعدم وجود قانون عادل يتم تطبيقه على الجميع دون المحسوبية والرشاوى…
يتجهز المواطن العراقي المغلوب على امره بنظام القطع للكهرباء ويقضي احيانا شتاءه الزمهريري دون ماء حار يغسل وجهه صباحا اوتدفئة تحميه من البرد القارص
حكومات اصبح لديها فنون الكذب بطريقة يصدقها الكذاب نفسه وبفضل الديمقراطية اصبحت عملتنا الوطنية وللأسف الشديد اشبه بمريض يجب عليه تناول العلاج يوميا وعلاجه الدولار الامريكي وكأننا ولاية امريكية من الناحية الاقتصادية.. هذا الدولار الذي اصبح امريكي النسب فقط ولكنه عراقي التصرف بحياتنا اليومية…
اليوم فقدنا كل شيء مهم من وسائل الحياة الضرورية وفقد معها ساستنا الافاضل كل حيائهم وثقتهم مع الناس الشرفاء من ابناء شعبهم..
اليوم في بلادنا تغزونا الفوضى الاقتصادية ونعيش على خيرات غيرنا وكل ما لدينا هو النفط فقط.. اما معامل وزارة الصناعة ومؤسسات الدولة الانتاجية الاخرى فأصبحت خردة غير صالحة للعمل يغزوها التراب والدمار…
والقطاع الحيوي المهم الاخر هو القطاع الزراعي فاصبح يرثي نفسه بفضل الاستيراد وسيطرة البنوك وقروضها اللاأخلاقية عليه.. فاين تذهبون واين تذهبون ايها العراقيون اما دكتاتورية السوط وكتم الانفاس او ديمقراطية الجوع والخوف وعدم وجود خدمات مع اعلام مداهن وكاذب لا يقول الحقيقة دوماً…

دولة فيها اكثر من عشرون رئيس بين متقاعد وبين الموجودين في السلطة حاليا  والجميع اصحاب قرار ولدبهم نفس الامتيازات الخاصة…
واحسرتاه على بلاد الرافدين تستورد الثوم والنرجيلة من الصين…بعد ان كنا نصدر الحبوب والخضراوات من الرقي والبطيخ الى دول الخليج..
واأسفاه على بساتين القطن وصوف الاغنام في نهاية كل ربيع.. والتي كانت تكفي لمعاملنا في الغزل والنسيج ونصدر منها الفائض الى كل دول العالم….. اما اليوم فلقد اصبحنا نستورد ملابسنا التي تستر عورتنا واجسادنا التي انهكها المرض من هذه الدول ..
وا أسفاه على العقول العراقية التي هاجرت الى بلاد الغربة لتعيش دون المواطنة الحقيقية….
وا أسفاه على بيوتنا التي بنيناها بطراز عمراني حديث ولم تستطيع حكومتنا ان توفر لها الطاقة الكهربائية واصبحنا نشتري الكهرباء من مولدات القطاع الخاص…
فاين انتم ياوزارة الكهرباء واين انتم ياوزارات الزراعة والصناعة والتجارة والتربية والتعليم العالي..
اين انتم ايها الرؤساء الاربعة من كل هذا الذي يحصل في عراق البترول… عراق الحضارة.. عراق الشهداء والمفقودين والهجرة والمهجرين……