23 ديسمبر، 2024 4:57 ص

حكومة الانقاذ خرافة ام وهم (2من2)

حكومة الانقاذ خرافة ام وهم (2من2)

قد نشفى من اليأس ولكن يراد لنا ان لا نشفى فيستمر شحن الامل الكاذب المدمر من خلال احبائنا ومدمرينا الامريكان (القوات الامريكية تنزل بكثافة في التاجي)..(السفير الامريكي يجمد صلاحيات العبادي)..(كوشنير سيصل الجمعة وسيفعل وسيعمل).. (ضابط عراقي كبير مع الامريكان سيحرر العراق وكوسوفو والمريخ).. الفريق اول الركن عبد الواحد شنان رئيس جمهورية العراق المقبل .. وهذه الاخبار تنتقل بسرعة سحرية لأنها عبارة عن شعوذة ليس الا .. المشكلة ان هناك الكثير ممن ينقلها لي يكتب تحتها طالبا ان ابين رأيي وتحليلي فأجيب بكلمتين فقط

لنتوقف عن قبول ذلك او حتى نشره ونبدأ بأعاده بناء شعبنا المحطم وعلاجه من سرطان الطائفية وإيدز الفساد وتحصينه ضد التجهيل المنهجي ونصنع له نخب (وطنية) مؤثرة .. تؤمن اولا بأن لا تغيير سحري سريع وأن من يريد التغيير عليه ان يضع خطته لعشرين سنة قادمة على الاقل .. فالأمر ليس بتلك البساطة الساذجة التي يصورها لنا البعض …انه بأحد صوره ان نتمكن من جمع الناس حول محاضر في علم الالكترونيات او في علم الاجتماع أو حتى معمم يقف في محرم ويتحدث عن افضال سيدنا الحسين ع وفضائله ومنهجه فيجتمع حوله نصف الجمع الذي يلتف حول (رادود ) يعلمهم اللطم والنحيب والتطبير .. على ماذا نلطم ؟؟ وهل ان سيدنا الحسين انتصر ونال المجد وصار سيد شباب اهل الجنة ؟؟ أم انه خسر المعركة كما يرى بعض السذج ؟؟ ولنسأل انفسنا هل يمكن ان نحقق ذلك بسنة ام سنتين ؟؟ الاجابة واضحة ويمكننا تلمسها بمجرد الاطلاع على آراء اكبر فقهاء الشيعة وعلمائها وثوارها وكيف انهم ينبذون التطبير وينهون عنه (الخميني- الصدر- الخامنئي – الوائلي – فضل الله – نصرالله- ) وأكثر من مائة آخرين من الذين اعرفهم فقط .. والسؤال الآخر هو : هل ان ايران الشيعية حتى في دستورها المكتوب تفعل في محرم ما نفعله وهل تقام فيها غير مجالس العزاء العامة دون تطبير او زنجيل .. ودون ناس تعوي وتسير على اربع على انهم كلاب الحسين وكأن سيدنا الحسين لم يقل لنا هيهات منا الذلة ، ولم نجد عندهم من يدهن احذية الناس ويضعها على رأسه العراقي الشامخ ليستلمها صاحب الحذاء الذي قد يكون غير عراقي .. ولم نجد لديهم تمثيليات عن الحسين حيث نأتي بمن يمثل الحسين ويمتطي صهوة جواده ويسقط عن الحصان .. هل هكذا كان سيدنا الحسين ، وهل في ذلك تقديس ام اهانة ؟؟ والسؤال الاصعب هو لو أن سيدنا الحسين بعث حيا وأعلن ان التطبير والتمثيل لشخصه ع حرام فهل سيستجيب الناس ؟؟؟؟كلا بالتأكيد لأن ما نقوم به هو (منهج) مخطط له وفيه مصلحة للكثيرين .

مستلزمات التغيير (وليس الانقلابات الوهمية والسحرية) هي خلق وعي شعبي موحد ان هذا النظام (الشراكة الوهمية ) التي اسميها دائما شراكة الاذعان او شراكة المغانم الضيزى بين طائفي سني وطائفي شيعي تأتي بهم طوائف كل منهم وعلى اساس طائفي ، والطائفي لا بد ان يكون فنان قدير في التزوير والتبرير والخداع ولا يمكن ان يكون نزيها لأن مبدأه في الحياة (كما يدعي علنا )هو نصرة المذهب وليس نصرة الحق او الشعب ، ولي مقال قديم عنوانه (بين القواد والطائفي ) اثبت فيه بمقارنة بسيطة ان القواد اشرف من الطائفي بكثير ، وسترون ان كل الحديث الذي سمعناه عن حكومة الاغلبية هو هواء في شبك فلا يمكن ان تقنع من صرف الملايين على الفوز ان يبقى في اية معارضة كونه يريد المنصب كي يوفي ديونه في الحملة الانتخابية او يراكم امواله ، وسترون كيف ان ممثليكم الجدد سوف لن يغيروا بنظامهم الداخلي او قانونهم المخزي الذي يمثل خرقا لكل القوانين السارية وهكذا البرلمان القادم والذي يليه لأن ممثلي الشعب سوف لن يجدوا من يراقبهم ويحذرون رقابته وحسابه فليس اسهل من ان تخمد شعبا غير موحد بالطرق الفنية (المندسين البعثيين داعش ) والجديد المبتكر انه تبين ان اسرائيل داخلة في حراك البصرة وغدا قد يكون يزيد هو الذي احرق مقرات الاحزاب وليس المئة الف حالة تسمم دون أي اجراء حقيقي ودون أي تبديل فالسيد المحافظ ومجلس المحافظة لا زالوا يتحدثون بثقة وكأن الذي دمر البصرة ليس الفساد بل أمي كما يقول النائب المدني الشيخ علي .

هذا وأرجو ان لا يفهم كلامي بأني لا أؤمن بقدرات ترامب على التدخل وقد يحصل ما يتوقعه البعض ولكن هذا التدخل سوف يواجه نفوذا والنفوذ هو اعلى درجات التدخل واخطر وسيكون الصراع على العراق اكثر ايذاء مما نتصور فدعونا نتحول اليوم الى عراقيين وعراقيين فقط لا غير..