عندما أطلق شعار التغيير, اختلفت الآراء, وتواترت التصريحات, وكان هذا المحور الأول للتغيير, حيث راقب السياسيون, تصريحات الساسة العراقيين, واتضح لهم, من كان سياسي حقيقي, ومن كان سياسي بالصدفة.
أوضحت فترة وجيزة ما قبل التغيير, من هم القادة الذين ينظرون بعين المستقبل, ومن هم الذين سنحت لهم فرصة اعتلاء الصهوة وفق سخرية القدر.
بعد بزوغ فجر التغيير, وبعيدا عن غبار الأكاذيب مدفوعة الثمن, ورغم محاولات التشكيك, بعدم ولادة فجر جديد, وأن ظلام الليل لن يمحوه النهار, عمد الكاذب, إلى وضع النظارات الشمسية على عيون بعضهم, لكي يضلل عليهم غسق الفجر, الذي لاح في أفق العراق, ليصدق كذبه.
أتضح جليا ما يراد بحكومة الأقوياء, وما المغزى الكامن فيه, أنها رؤيا واسعة المضمون, بعيدة النظر والتخطيط, حاول البعض أن يعرقلها, وكان المعرقل لها على صنفين, إما جاهلا لعمق ما تحمل, أو متجاهلا لها, لأن فيها هلاك مملكته, وبينهما كان القائد الحقيقي يدرك تماما سر حكومة الأقوياء.
لم يدرك الشعب العراقي, مدى فاعلية الوزير في الحكومة, إذ أن التضليل كان مخيما على عيون الشعب, ولكي لا تذكر عيوب الحكومة, كان يسوف إلى أن الوزير لا يملك حلا, والبرلمان هو المعرقل لعمله, تخطيطا للعودة إلى مربع الدكتاتورية, وتغطية لفشل اختيار الكفء عمدا من قبل الحكومة.
برهن الدكتور عادل عبد المهدي, ما معنى حكومة الأقوياء, حيث أنه قائدا بارزا في المجلس الأعلى الإسلامي, تسنم مهام وزارة النفط في حكومة الأقوياء, وكان محورا مهما من محاور الحكومة, رغم ما وجهه الإعلام المظلل لشخصه, لكنه كقائد حقيقي, أثبت أنه يسير وفق خطة مدروسة.
إن الانجازات التي حققها وزراء حكومة الأقوياء, ومثالهم الدكتور عادل عبد المهدي, خلال فترة قصيرة جدا منذ بدء التغيير والى يومنا هذا, أوضحت أن الوزير عندما يكون قائدا, لا تقيده حدود الوزارة, كما برهنت بالدليل القاطع إن شماعة الفشل لا وجود لها عند القادة الحقيقيين.
عندما يكون وزيرا في مجال محدد, مسخرا لمجاله الوزاري في حل مشاكل سياسية عظمى, كمشكلة النفط مع إقليم كوردستان, وتذويب هذه الهوة المصطنعة من قبل سياسي الصدفة, الذين استخدموا هذه المشكلة كغطاء لسرقة أموال الشعب, ونشوب النعرة القومية ليدوم حكم الدكتاتورية, عندها يتبين لنا معنى حكومة الأقوياء.
عندما نجد وزير النفط, يقوم بحركة اقتصادية سياسية نفطية, ندرك جيدا أن الوزير, قد أنطبق منصبه الفعلي, مع المعنى الصحيح المراد من كلمة وزير, ونجد إن كل ما كان من تكهنات, هي بعيدة كل البعد عن معنى السياسة, و إن من أطلق هذه التكهنات, هو إنسان أبعد ما يكون عن السياسة, أقرب إلى العامل المثبط لعجلة التقدم.
حكومة الأقوياء هي حكومة قادة, فعندما يكون القائد في منصب, يكون عاملا للمضي بنجاح بهذا المنصب, وأن من عارض هذه النظرية, إما جاهل في القيادة أو متجاهل لغاية, وفي كلتي الحالتين هو فاشل لا يقر بفشله.