23 ديسمبر، 2024 1:23 ص

حكومة أقوياء الطائفة!

حكومة أقوياء الطائفة!

جسد مثخن بجراحاته، يطعن بين الحين والآخر، لايقوى على الحراك، يبحث عن المساعدة، اذرع تمتد له، لكنها تزيد آلامه أكثر مما تسعفه.
العراق بحاجة الى طبيب لا جلاد أو متسلط، سياسة القهر، والمنع، والترهيب، والترغيب، والتهميش، وأقصاء الآخر، والتفرد، كلها جراح يأن منها جسد الوطن.
 الطيف العراقي، وما يزدان به من الوان براقة، بات نقمة أكثر من كونه نعمة، وربما هناك الكثير من العوامل المساعدة التي جعلت مكونات الأمة العراقية، تدخل في صراعات طائفية، لم يكن لها ذنب، سوى انها ضحية لهواجس المهوسين بحب السلطة.
وفقاً للعرف التوافقي السائد، تم أعلان التشكيلة الحكومية الجديدة، بما عليها من ملاحظات، الا انها حظيت بمقبولية البرلمان العراقي، والمرجعيات الدينية، ونالت ترحيب اقليمي واسع، انطلاقة مشجعة، لتكون تلك الحكومة هي الطبيب المعالج لجراج العراق.
حكومة تمثلت بالاقوياء الذين يمثلون مكوناتهم، فلم يقصى ألشيعي ولم يهمش السني، ولم يتجاهل الكوردي، ولا التركماني ولا الايزيدي ولا حتى غيرهم من الاقليات.
قيل عنها محاصصة طائفية، وربما تكون كذلك، لكن أن لم تكن حكومة تمثل جميع المكونات التي تقنط أرض العراق، فكيف يمكن لها ان تخطو خطوات النجاح، ليشعر كل مكون انه العراق بلده، يدافع عنه بدل أن يتهجم عليه، فأن نال كل ذي حظ حظوته فهي بكل فخر حكومة طائفية، وكل طائفة ستفخر بها.
نجاح رئيس الحكومة الجديد، حيدر العبادي، مرهون بنجاح التحالف الوطني، ونجاحهما مرهون بنجاح الوزارتي الامنيتين، الداخلية، والدفاع.
لعل الحكمة و الخبرة الميدانية التي يمتاز بها وزراء هاتين الوزارتين يجب أن تكون هي المعيار، الاساس في حسم الجدل الحاصل حول تولي منصب وزير الداخلية، ووزير الدفاع، فبقاءهما بالوكالة سيعود بنا الى المربع الاول، وسنكون مصداقاً للمثل العراقي الشائع” نفس الطاس ونفس الحمام”
اجتمعوا على كلمة سواء ووطن يجمعنا لا يفرقنا وقانون يساوي بيننا في الحقوق والواجبات، سيما وأن البنية الأساسية قد اكتملت، وتم وضع حجر الاساس لها، بقي ان نشيد الدار لنثبت أن ذلك الاساس قوي ومتين، مما يؤهله لحمل صرح كبير، غير قابل للسقوط.
علينا ان ندفع ثمن مواقف المراهقين، لتكون لنا درساً يفتح لنا افق لمستقبل مشرق، بعد رحلتنا مع ماضٍ مرير.