خطورة هذه الحكومات تنطلق من المكانة التي تمتاز بها من الناحية القومية والدينية ( الطائفية) بالإضافة للمالية والإعلامية ، وقد استغلت هذه الحكومات كل ما تمتاز به في دعم مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني والعداء لكل من يقاوم هذه المشروع الإجرامي وإضفاء عليه أبشع العناوين والأكاذيب ، مما أسهم في تغير أوغسل العقلية العربية والإسلامية أو إعادة برمجتها من خلال تغير البوصلة للقضية المركزية من فلسطين والقدس الى معاداة إيران أو كل من يتكلم بمقاومة الاحتلال الصهيوني ، فقد استعلمت جميع الأدوات المتاحة لها من إعلام مقروء ومسموع ومنظور ولم تترك باب في هذا المجال إلا واستعملته من أجل تجميل سمعت الصهاينة وتقبيح سمعت كل من ينادي بالمقاومة أو الدفاع عن القضية الفلسطينية ، فتارة تستعمل الطائفية والتكفير من خلال دفع وعاظ السلاطين الى الفتاوى التكفيرية البغيضة او طرح التنظيمات الإرهابية بمختلفت أسماءها وتوجهاتها ، لأن جميعا منطلق من مصدر عقائدي وفقهي وتنظيمي ومالي واحد وتشترك جميعها بهدف واحد وهو محاربة كل من يظهر العداء للصهاينة ويدعم المقاومة ، لقد جهزت جيوش إعلامية من طبقات مثقفة تطرح أفكارها وأعمالها الإعلامية من خلال عشرات الفضائيات ومنصات التواصل الإجتماعي من أجل تشويه سمعت الفلسطينيين بل شيطنتهم وجعلهم هم المغتصبون لحقوق الصهاينة وكل مقاوم في هذه المعمورة من دولة وإنسان وبالمقابل تقوم على تجميل وتلطيف العلاقة مع الكيان المحتل ، بل جعلت المواطن العربي والمسلم أمام خيار واحد لا غير لا استقرار في المنطقة وجعلها جنة الله في الأرض إلا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ومعاداة كل من يقف امام هذا البرنامج الصهيوخليجي الخبيث ، وقد كاد ينتصر محور التطبيع لولا خلل صغير او نقطة ضعف واحدة جعلته يتهاوى الى الخلف من خلال غلق كل نقاط الحوار مع التنظيمات الفلسطينية المقاومة بالإضافة الى قطع المساعدات عنها بل جعلها ضمن دائرة الإرهاب بالإضافة الى فشل مخطط داعش الأمريكي الصهيوخليجي ، مما جعل هذه التنظيمات مجبورة تتوجه للجمهورية الإسلامية في ايران التي فتحت ذراعيها وقلبها وإعلامها واقتصادها وعقولها لكل التنظيمات المقاومة في فلسطين والمنطقة بالرغم من الحصار الجائر المطبق عليها منذ عشرات السنين والحملة الإعلامية التسقيطية والتكفيرية التي تقودها حكومات التطبيع الخليجية ضدها ، فنقلت إيران تنظيمات المقاومة الفلسطينية المحاصرة من جميع الجهات بالحيطان الكونكريتية من الحجارة الى الصواريخ والقنابل ومن العمليات الإستشهادية المحدودة الى ضرب العمق الصهيوني ومن ضعف التهديد الى المواجهة الندية التي أجبرت الرئيس الأمريكي بل جميع بلدان المنطقة أن تعنون المواجهة الاخيرة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حتى أصبحت المقاومة تواجه العدو القنبلة بالقنبلة والصاروخ بالصاروخ والمنشأة بالمنشأة ولا يوجد مكان في فلسطين المحتلة بعيد عن صاعق صواريخ المقاومة ، هذا التحول الهائل في مسيرة القضية الفلسطينية ونضال شعبها ضد الاحتلال الصهيوني يواجهه تحدي كبير وخطير أخطر على القضية الفلسطينية من الصهاينة أنفسهم وهو الفتاوى و المال والإعلام الخليجي وتخاذل عباس وحكومته الفتحاوية ، فهذه الجبهة الخيانية التي تقودها حكومات التطبيع الخليجي تأثيرها في الشارع العربي والإسلامي كبيراً ومؤثراً وهذا يظهر من خلال ردود فعل الشارع العربي المتواضعة جداً بل شبه المعدومة في الكثير من الدول العربية اتجاه الانتصارات الكبيرة والعظيمة التي قدمتها تنظيمات المقاومة الفلسطينية في المعركة الحالية ، وهنا تكمن خطورة حكومات التطبيع من خلال محاصرة التنظيمات المقاومة شعبياً وعزلها عن قواعدها العربية والإسلامية الداعمة وجعلها تنظيمات إرهابية معزولة ومنبوذة مما يجعلها لقمة سائغة يسهل القضاء عليها أو الاستجابة الكاملة لشروط المحتل الغاصب وإنهاء القضية الفلسطينية والى الأبد ، لذا على المواطن العربي والمسلم الواعي والمثقف أن يواجه خطط حكومات التطبيع الخبيثة في دفع الأمة الى الركوع للكيان الصهيوني ، وهذه المواجهة لا تقل أهمية وخطورة عن مواجهة تنظيمات المقاومة في الأراضي الفلسطينية للكيان الصهيوني الغاصب .